اللبنانية أم أحمد..الكفالة أجابت عن أصعب أسئلة أبنائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«من أصعب الأسئلة التي يمكن أن يواجهها الإنسان في حياته تلك التي يسألها الأطفال عن شخص توفاه الله تعالى، حيث تُعجز استفهاماتهم البريئة من يقف أمامهم عن الرد».. هكذا بدأت أم أحمد اللبنانية حديثها عن أبنائها.

حيث تقول: «كان ابني في الثالثة من عمره وابنتي في الشهر السابع من العمر حين تعرض والدهما إلى صعقة كهربائية أقعدته طريح الفراش لمدة أربعة أعوام أمام أبنائه في المنزل.

كان أكثر ما يرهقني الأسئلة التي يوجهها الأبناء لي بكثرة عن حالة والدهم التي لم أجد لها إجابة، ومكثت أتهرب من أسئلتهم حتى توفي والدهم، رحمه الله، وتضاعفت أسئلتهم بعد غيابه، وأصبحت الإجابة تشكل هماً يتضاعف كل ما تذكرت بأني وحيدة أمام قلة الحيلة وغلاء المعيشة وطلبات الأبناء التي أخذت تكبر معهم.

ابني كان أكثر تأثراً بوفاة والده لأنه مدرك لما عاناه والده وما عانيناه جميعاً، وكان يأمل أن يعود والده ولم يدرك عقله الصغير أنه قضاء الله تعالى وقدره، فأصبح شديد الشرود سريع البكاء فتأخر في دراسته.

واحترت في أمره ولجأت إلى الله تعالى وناجيته بقلب منكسر أن يهيئ لي مخرجاً من أمري يعينني على مساعدة ولدي، فهداني الله بفضله وكرمه إلى مكتب جمعية دار البر التي قدمت لي كفالة مادية لأولادي واستطعت بها أن أشركه في نشاطات مختلفة كالكراتيه والكشافة لينخرط مع الأطفال من عمره عله ينشغل عن التفكير بوفاة والده، ورويداً رويدا استطعت أن أدفع تكلفة نقله ليذهب إلى دورة حفظ القرآن الكريم، والحمد لله حفظ أجزاءً لا بأس بها من كتاب الله تعالى.

واستطعت من خلال هذه الكفالة أن أدفع تكاليف المدرسة التي أثقلت كاهلي.

وهكذا بفضل الله تعالى أولاً وبفضل جمعية دار البر ثانياً تحسن وضع ابني النفسي شيئاً فشيئاً، والآن أصبح شاباً ويتابع دراسته في الجامعة وكله أمل ونشاط ليبني مستقبلاً زاهراً، يحلم من خلاله أن يصبح رجل أعمال ناجحاً ويساعد الأيتام والمعوزين لتخطي مصاعب الحياة كما ساعده كفيله على ذلك.

واختتمت حديثها: قد لا يدرك قيمة المساعدة والكفالة سوى الشخص الذي تجرع متاعب الحياة، وانتهت به إلى نفق مظل.

ولكن دائماً الثقة بالله توحي للشخص بأن بعد العسر يسراً، وأن النور قادم لا محالة، وهي الكفالة التي منّ الله بها علينا لتنقل حالنا إلى الأفضل، فبعد أن كان قلبي يتفطر على مشاهدة أبنائي بحالة صعبة، أشاهد اليوم تفاؤلهم وإخلاصهم في الدراسة وحرصهم على العمل ومساعدة الآخرين.

 

Email