محمد السوداني يحلم برد الجميل وكفالة يتيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتنقل كل صباح في روضة من رياض قصص الأيتام لنتعرف إلى رحلتهم نحو تحقيق الذات والنجاح.

طالما عكس الترابط الأسري صفات، حملت في جلها معاني رائعة كالحنان والطمأنينة والعطاء، ولذلك فإن فقدان أحد الأبوين، قد يكون العاصفة التي تهوي بالأسرة كاملة في بعض الأحيان، إن لم يكن هناك من يمد يد العون لهم، ذلك تماماً ما حدث حينما فارق الحياة في السودان والد الطفل محمد، تاركاً وراءه أسرة تتخبط بحياتها، وكيفية تدبر أمورها.

ويقول محمد إنه شعر بفراغ كبير في حياته، حيث بدأت الأفكار تراوده فيما كيف ستكون عليه مقبل الأيام له ولأسرته، خاصة أن والده كان كل شيء له في حياته، الصاحب والأخ والوالد، ومع مرور الأيام، بدأ مستواه الدراسي في التراجع، خاصة أنه أصبح يقارن أحواله مع زملائه، وهو ما مثل عبئا نفسيا كبيرا عليه.

وخلال هذه الفترة، كانت قد وردت إلى جمعية دار البر هذه الحالة الإنسانية، التي تتطلب التدخل لدعمها، خاصة أن أصحاب الأيادي البيضاء كثيرون، حيث تم تعيين كفالة شهرية، كانت أشبه بباب خير كبير فتح على مصراعيه لإنقاذ هذه الأسرة، حيث تبدلت الأحوال إلى الأفضل.

وتابع محمد يسرد قصته قائلا إن كثيرا مما كان يفكر به من مشاعر قلقة على مستقبله وحياته، تلاشت نهائيا بعد أن سخر الله له هذه الأيادي الخفية، لتبدل أحواله وتجعله منكباً على متابعة دروسه وتميزه، خاصة أنه كان يحفظ القرآن ومتميزا في علومه، وذلك بشهادة معلميه، حتى صار من الأوائل الذين يشهد لهم بالتميز، ولذلك فقد كان دائم التكريم تقديرا لجهوده ونبوغه.

وأفاد أنه مع وجود هذه الكفالة، أصبح لا يحتاج إلى شيء مطلقا، خاصة أنها لبت كافة احتياجاته، حتى تيقن أن الله جل جلاله، سخر له ولأسرته من يأخذ بأيديهم إلى الأمام، وأن الخير موجود في أمة الإسلام إلى أن تقوم الساعة.

وذكر أن تأثره الكبير بما حدث له ولأسرته من تحولات إيجابية، جعلته مصمما على أن يمضي في مسيرة تميزه وتعليمه بكل قوة، حتى يرد الجميل لمن قاموا بمساعدته ووضعوه على الطريق الصحيح، بعيدا عن أي أخطار قد تمثل عائقا أمام حياة هنيئة له ولأسرته.

وأكد أن جل ما يفكر فيه حالياً أن يصبح عالماً من علماء الدين، وأن يكفل يتيما في قادم الأيام، خاصة بعد ما تجلى له من إيجابيات هذا العمل العظيم وأثره في الدنيا والآخرة، موجهاً شكره وعرفانه لمن كفله، داعياً أن يجزيه الله خير الجزاء عما قدمه له ولأسرته.

 

 

Email