السوداني «التاج»:الكفالة منحتنا بيتاًَ وتعليماً وحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى كثيرون أنه برحيل رب الأسرة، قد تتعثر حياة العائلة، خاصة إذا لم يكن لها مورد رزق، ويكون الأطفال في أعمار صغيرة، لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، في توفير التعليم والأكل والملبس، هذا تماماً حال هذه الأسرة السودانية، التي رحل عنها الوالد تاركاً وراءه زوجة مكلومة وعدداً من الأبناء الصغار.

ويحكي الشاب الصغير (التاج) قصتهم بعد أن تمت كفالتهم من خلال جمعية دار البر، كونهم مروا بظروف صعبة لا يحتملها إنسان فهو وإخوته كانوا يعيشون مع أبيهم الذي يعمل بأعمال بسيطة لا يمكن معها تحقيق كفاف العيش، وبعد رحيله تركوا التعليم، فضلاً عن أنهم لا يوجد لديهم منزل يعيشون فيه، ولذلك كانوا يقيمون مع أحد أقاربهم.

وأضاف أنهم بعد تلقي نبأ الكفالة، شعروا أن هناك باباً من السعادة فتح لهم، ليعوضهم آلام الفترة الماضية، وأنهم مع والدتهم قرروا أن يبدأوا باستثمار قطعة أرض صغيرة كان والدهم حصل عليها، حتى يبنوا عليها منزلاً يؤويهم بدلاً من السكن مع الأقارب، ولذلك كانوا يأخذون جزءاً من مبلغ الكفالة، ليشتروا بها مواد البناء.

وتابع أنهم، وتوفيراً للنفقات، كان يقوم مع أخوته بصنع «الطابوق» بأيديهم وبعد فترة من الزمن استطاعوا تجهيز ما يساعدهم على بناء غرفتين وحمام صغير، حيث قاموا بجلب بنّاء وشيدوا منزلا صغيرا، وبالفعل تم لهم ذلك وأصبح لهم هذا البيت، موضحا أن هذه الخطوة كان لها من التأثير عليهم وعلى استقرارهم الكثير، وأن وجود مأوى يمكن من بعده توفير أي شيء بعد لاحقاً.

وذكر أنه مع مرور الأيام بدأت حياتهم تستقر شيئاً فشيئاً، وبدأوا يجهزون البيت الصغير ببعض الأثاث البسيط، ومن ثم بدأ هو وإخوته استكمال مراحل دراستهم، حيث واصل شقيقه الصغير دراسته بالصف الثالث الأساسي، وشقيقه الآخر بالصف السادس، بالإضافة إليه حيث كان يدرس بالصف السابع.

وأكد أنه بعد مرور هذه المراحل الصعبة في حياتهم، وعندما ينظرون إلى هذه الفترة، يجدون أن ما حدث لهم من كفالة، جعلهم يبدأون حياة جديدة، لم يكن يمكنهم الوصول إليها إلا بوجود من يكفلهم، وأن جمعية دار البر بما قدمته، يمكن القول أنهم أنقذوا أسرة بسيطة من ويلات التشرد والضياع، بل على العكس من ذلك فإنهم بما قدموه مع فاعل الخير، أدخلوا عليهم سعادة بالغة، وإحساسا بالأمان سيستمر معهم خلال الفترة المقبلة، حتى يستقروا جميعا في وظائفهم وحياتهم الجديدة، مقدماً شكره وأسرته لكل المسؤولين عن كفالة الأيتام في جمعية دار البر، خاصة أن ما يقدموه هو إنقاذ لحياة كثيرين، ووضعهم على طريق النجاح والاستقرار.

 

Email