ملاك..سنشدّ عضدك بأخيك

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تفقد الأسرة الأب والمعيل لها بحكم الموت، يصبح كل فرد فيها أباً ومعيلاً وسنداً للآخر، ويصبح الجميع فيها مسؤولين عن مواجهة المستقبل الذي ينتظرهم، لكن في حال كان الأبناء صغاراً، فإن الأم تتولى الجانب الأكبر من الرعاية والتعب والمثابرة، وتتلقى الضربات الأكثر، والأشد ألماً من كف الزمن وأحواله، من أجل أن يعيش الأبناء بأمن واستقرار وكفاية لكل متطلبات حياتهم من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وتعليم وتطبيب وأخرى.

ميسَّر أمّ غزِّية لثمانية أطفال بينهم ملاك وتقي الدين، تحملت المسؤولية عن ابنيها في وقت مبكر من عمرها بعد وفاة زوجها محمد عام 2007، ومنذ ذاك الحين وهي تقوم بدور الأب والأم والمعيل والسند والقوة لابنيها، وهي كذلك «المعلم والطبيب» في منزلها الكائن في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لاقت ما لاقت من الصعوبة في تربية ابنيها، وتوفير مستلزمات معيشتهم بعد رحيل زوجها الذي تركها متوحلة في مواجهة الفقر والظروف القاسية التي يتكبدها الأبناء الأيتام، وحتى غيرهم ممن لا زال آباؤهم على قيد الحياة.

ومذ فقدان والدهما، ونضجهما، وإبصارهما مصاعب الحياة، أصرت ملاك وتقي الدين على المثابرة والتفوق الدراسي وحفظ كتاب الله، فنالا ما أرادا، وأصبح كل واحد منهما من المتفوقين دراسيا ومن الحافظين لكتاب الله كاملاً.

وها هي ملاك اليتيمة تستمر في المسيرة التعليمية وهي الآن من الطالبات الدارسات في الثانوية العامة في مدرسة العروبة الثانوية للبنات وهي من المتفوقات دراسيا، حيث إن معدلها يساوي 99.4 %، كما أنها استطاعت حفظ كتاب الله الكريم كاملاً في عمر صغير.

أما أخوها تقي الدين فهو أحد الطلاب الجامعيين الدارسين في الجامعة الإسلامية والمتفوقين، حيث إن معدله 89.7 % وهو من الحافظين لكتاب الله كاملاً.

كما أنهما كانا ضمن المشاركين في حفلات تكريم الأيتام التي نظمها المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين، التي كانت تحت إشراف جمعية دار البر، فكان تقي الدين قارئاً للقرآن في إحدى تلك الحفلات، وكانت ملاك ممن ألقوا شعراُ في حفل تكريم آخر جرى تكريمهما فيه.

Email