خديجة الصومالية..طفولة مشرقة بالقرآن بعد مرارة اليتم

boooooks

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتنقل كل صباح في روضة من رياض قصص الأيتام لنتعرف إلى رحلتهم نحو تحقيق الذات والنجاح.

عندما يفارق الأب الحياة، يترك وراءه إرثاً كبيراً من الهموم والمهام والتحديات لأسرته، وتحديداً لزوجته، أو لأبنائه إذا كانوا كباراً، كيف لا وهو «عمود الخيمة» الذي يرفع أركانها ويحميها من رياح الزمن، ويوفر الأمن والاطمئنان والسكينة لساكنيها، ومسألة اليتم أو فقد الأب تتفاوت في حدتها ومراراتها وصعوبتها بين أسرة وأخرى.

تبعا للمستوى المادي لها في بعض جوانبها، فالأب الذي يترك لأبنائه إرثا ومالا ومسكنا وبحبوحة من العيش، غير الذي يموت فقيرا، ويورث الفقر لمن خلفه، كالطفلة الصومالية خديجة التي ورثت طفولة بائسة و«غنية» بالحرمان والقهر والمصاعب بعد وفاة أبيها الذي كان فقيرا.

واضطرت مع والدتها وأخوانها لتغيير مقر سكنهم والانتقال من المدينة الى قرية تبعد عنها نحو 20 كيلومترا عن العاصمة مقديشو نظرا لغلاء المعيشة، وارتفاع أجور السكن والعلاج والتعليم.

بعد رحيل أبي خديجة، أخذت الأم تلملم أوراقها التي بعثرها الغياب، وانصب جل تفكيرها في مستقبل الأبناء، وكيف ستحل محل والدهم في إعالتهم وتوفير متطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم وعلاج، وأخذت تسأل نفسها على الدوام:

«هل سيظل الأبناء بلا تعليم؟ وهل ضاع مستقبلهم بسبب فقدان الأب الذي كان يعولهم؟ حيث إنه لا توجد دولة توفر لهم التعليم والصحة ومتطلبات المعيشة مجاناً.

هذه الأم المكافحة لم تفقد الأمل يوماً وعملت بكل ما فيها من طاقة واستعانت بكل من تعرف لتنقذ أبناءها من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم في حال لم تتمكن من تدبير أمرها وأمر أبنائها، وبعد جهد جهيد وبحث شديد ظهر بصيص أمل عندما دلها بعض الإخوة على مركز للمساعدات الخيرية.

وما إن قصدته وقدمت مستنداتها التي تثبت حالتها وحالة أبنائها الاجتماعية، وُعِدت خيرا، وأخبرها المسؤولون هناك بأنهم في طور جمع أسماء الأيتام للبحث عن جهة تكفلهم وتوفر لهم متطلبات عيشهم وتعليمهم وعلاجهم.

وبعد انتظار لم يدم طويلا، حصل الأيتام على كفالة من جمعية دار البر في دبي، وسرعان ما انتقلت الأم إلى المدينة مرة أخرى وأدخلت خديجة وإخوتها المدارس وعلمتهم القرآن، وأصبحت راضية عن وضعهم الذي لولا الله ثم»الجمعية» لكان أبناؤها بلا تعليم وبلا مستقبل، فخديجة ختمت القرآن مرات عديدة ووصلت للمرحلة المتوسطة من التعليم وينتظرها مستقبل مشرق بإذن الله فهي بنت ذكية وطموحة.

 

Email