لينا الغزية:كفالتي سر نجاحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عمر البراءة والطفولة المبكر، لم تكن لينا تدرك معنى اليتم، وفقدان الأب وهي لم تتجاوز الـــ6 سنوات في ذلك الوقت، وأسرتها مكونة من 6 أفراد، وظروف معيشتها قاهرة مؤلمة تصعب على كل إنسان، حيث كانت تسكن قبل استشهاد والدها عام 2003 في مدينة بيت لاهيا في قطاع غزة الفلسطيني، وتحديداً في شقة متواضعة، هجرتها وانتقلت بعد ذلك لتعيش في منطقة الرمال الشمالي بمدينة غزة.

ولينا البالغة من العمر 20 عاماً اليوم هي بطلة قصة تفوّق وتميز علمي، وتغلبٍ على الظروف الصعبة والقهر والحرمان والظلم الذي لحق بها وببقية أفراد أسرتها باستشهاد والدها في عدوان إسرائيلي على القطاع، بعد أن احتضنتها جمعية دار البر الخيرية في دبي، ولم تتركها تصارع مصيرها وظروفها وحدها، وكفلتها، ووقفت إلى جانبها، ولبت احتياجاتها من متطلبات الحياة، كما ساندتها في تعزيز مهاراتها، وقدراتها العلمية، وساعدتها على استكمال مسيرتها التعليمية، حتى غدت من أوائل الطلبة المتفوقين، بحرصها الدائم وجهدها الدؤوب من أجل التفوق في التحصيل الدراسي، وحصلت في الثانوية العامة على المركز الثالث على مستوى قطاع غزة بنسبة 99 %.

مسيرة تفوق لينا لم تتوقف عند الثانوية العامة، بل ظلت عجلة تعلمها تدور مستمدة طاقة دورانها من الإصرار والعزيمة والتمسك بالأهداف التي رسمتها لنفسها منذ الطفولة، وكذا من الدعم والمؤازرة من لدن جمعية دار البر التي لعبت دور الأب في تقديم كفالة مالية لتغطي مصاريفها الجامعية، فاختارت أن تخدم الإنسان من خلال تخصصها في الطب العام في الجامعة، محافظةً على تميزها ومعدلها التراكمي ومستواها الدراسي، رغم المعوقات التي واجهتها هي وأسرتها ومجابهة مصاريف الجامعة ومتطلباتها.

ولتميزها الدائم في العلم ومحبتها له تم تكريمها في الحفل الذي تقيمه جمعية المجلس العلمي برعاية من جمعية دار البر بدبي للأيتام المتميزين، خاصة وأن لينا تحفظ خمسة عشر جزءاً من كتاب الله عز وجل، وفي ظل ذلك يبقى الأمل في أهل الخير والإحسان بدولة الإمارات للاستمرار في مساعدتها ومساندتها لتحقيق حلمها التي ما طالت تسعى هي وأسرتها للرقي والتقدم، رغم ما يعتري الأسرة من فقدان للمعيل والأب الحنون الذي يقوم على رعايتهم وشؤونهم.

Email