هناء الفلبينية أقنعتها صورة الإسلام في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الإمارات التي قصدتها للعمل والإقامة منذ عامين، بدت صورة الإسلام أكثر وضوحاً أمام هناء الفلبينية، فالمساجد كثيرة ومنتشرة على امتداد الأفق، والمسلمون يشكلون النسبة الكبرى من عدد السكان، ويوماً تلو الآخر تتلقى هناء أسئلة من حولها، عن سبب بقائها على ديانتها، ما يثير في نفسها تساؤلات عدة، عن رضا وقناعة المسلمين بدينهم، واجتماع الغني والفقير معاً في أداء العبادات، دون النظر إلى ما يملك الفرد أو منصبه، وسريعاً بدأت هناء تشعر برغبة حقيقية وواضحة، لتنطق: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله».

بهذه الكلمات اختصرت هناء قصة اعتناقها الإسلام، والتي أصرت على عدم إسلامها إلا بعد قناعة تامة بهذا الدين الحق، فأصدقاؤها المسلمون كثيراً ما كانوا يطلبون منها ترك ديانتها واعتناق الإسلام لأنه الصواب، وكانت ترفض لعدم شعورها بالقناعة التامة، وبعد مرور الوقت أدركت أن الإسلام هو الدين المثالي للإنسان، باعتباره يشتمل على قواعد وقوانين تنظم حياة الإنسان من مختلف الجوانب، ويُحرّم أشياء تركتها الديانات الأخرى بعيدة عن دائرة الحرام، على الرغم من تجريمها وتحريمها قانونياً في بعض المجتمعات غير المسلمة.

في الماضي كانت تبدو هناء تائهة لا تعرف إلى أين تتجه، وترتبك عند مواجهة أبسط المشاكل، لكن هذا الواقع تغير أخيراً وازدادت رقعة الأمل في صدرها، فهي اليوم أقرب إلى الخالق جل وعلا، وقادرة على مناجاة الله في كل الأوقات، عبر افتراش سجادة صلاة، والتضرع إلى الله في الصلاة، قبل طلب المساعدة من الآخرين، فقناة الاتصال قريبة ومفتوحة بين الإنسان وخالقه كما تقول هناء، ويمكن للمرء التواصل مع ربه أينما كان، ووقت ما يشاء، ودليل كلامها، شعور الإنسان بالطمأنينة والسكينة بعد الفراغ من الصلاة.

لم تتخيل هناء يوماً، أنها ستستبدل ديانتها بأخرى، كونها تنتمي إلى عائلة مسيحية منغلقة ومتمسكة بديانتها كثيراً. لكن رغم ذلك لم يثر خبر إسلامها مشاكل في البيت، نظراً لتفهم ذويها وإعطائها حرية الاختيار في أفعالها، طالما أنها تعرف مصلحتها، وهي تسعى حالياً إلى جذب أهلها نحو الإسلام، من خلال التعريف بمنهج دينها الجديد، الذي يحث على طاعة الوالدين واحترامهما.

 

Email