المعاملة الطيبة لمخدومها جلبت "فاطمة" للإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن الدين الإسلامي رسم صوراً حضارية مشرقة للتعامل مع غير المسلمين، فدعاهم إليه بالحكمة واللين والرحمة، ونهى عن اكراههم، و«جرهم» عنوة اليه، دون قناعة أو رضا، في وقت حث فيه على معاملتهم بالحسنى، والبرِّ، والمحافظة على حسن جوارهم بالإحسان والتسامح، انطلاقاً من الآية القرآنية التي خاطب الله فيها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قائلاً له:« فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران: ١٥٩).

 ومما لا ريب فيه انه اذا ما اتبعنا توجيهات القرآن الكريم، والسنة النبوية، بشأن التعامل الحسن مع غير المسلمين، فإننا سننجح في استقطاب وهداية الكثير منهم، وهذا ما حصل مع فاطمة الفلبينية، التي اعتنقت الاسلام من محض إرادتها، بعدما لاقت من المعاملة الطيبة والاحترام والتقدير من لدن الاسرة التي تعمل لديها، والتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، في العبادات والمعاملات.

»الحمد لله الذي هداني للعمل مع هذه الأسرة، حتى اهتديت الى الله، والى الدين الإسلامي«، تقول فاطمة التي شدتها كثيرا اخلاق تلك العائلة، ومعاملتها لها على انها فرد من أفراد الاسرة، ثم التزامها بالصلوات، والطاعات، والدعاء، وعمل الخير والتصدق الى الله، حتى انعكس ذلك على حياتها، وعقيدتها، وسلوكها، فصارت تقرأ عن حقيقة الخالق، الواحد الاحد الذي لا شريك له، وعن الاسلام، الى ان تمكنت من بلورة قرارها بدخول الاسلام، والنطق بالشهادتين.

وأثناء الحديث معها، لم تخف فاطمة »حقيبة « كانت قد »هربتها« بين ثنايا وطيات ذاكراتها، حينما جاءت الى الإمارات في العام 2008، مملوءة بالحقد، والكره، والتشويه تجاه المسلمين في البلاد العربية والاسلامية، والخوف منهم على انهم» ارهابيون، ودمويون«، ثم ما لبثت بعد قدومها، تفرغ تلك الحقيبة من الافكار والعقائد المسمومة، وتملأها بالحب، والاحترام، للمسلمين.

وتحولت للدفاع عنهم، بعد ان كانت في »الهجوم«، ونصبت نفسها مدافعة عن هذا الدين، وداعية له، وحريصة على اقناع اهلها وأقاربها وأصدقائها به، علها تفوز بجائزة» حمر النعم« التي وعد بها رسولنا الكريم في حديثه الشريف:» لَأَنْ يَـهْـدِيَ اللَّهُ بِـكَ رَجُـلاً وَاحِـداً خَـيْـرٌ لَـكَ مِـنْ حُـمْـرِ الـنَّعَـمِ"، في دلالة على أنه أمر خير من الدنيا وما فيها، وفق ما ذهب كثير من المفسرين.

 

Email