حادث سير بسيط فتح أمامه طريق الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقفت سيارة أبوبكر الصيني، في طريق صحراوي، بعد أن شلت إطاراتها عن الحركة بفعل انغماسها في الرمال، وحاول إخراج سيارته بمختلف الطرق بلا جدوى، قبل وصول سيارة يقودها شاب مواطن، توقف وترجل لمساعدته، فلم ينجح، فأخبره أنه سيذهب إلى البيت لجلب حبل متين، ويعود لانتشال السيارة من الرمال، فذهب وعاد سريعاً كما وعد، وساعده وأخرج السيارة، وقبل أن يتركه سأله إن كان يحتاج شيئاً، فشكره أبو بكر، وركب سيارته وفي نفسه: لماذا؟!

بعد ذلك الموقف بشهور قليلة، وبينما كان أبو بكر متوجهاً إلى «دبي مول» صدم سيارة أحد المواطنين، فأقبل الشاب المواطن نحوه معتذراً عما حدث رغم أنه لم يكن مخطئاً، وبدأ يتحدث بكل احترام وتقدير، فرجع أبو بكر سريعاً إلى مشهد المساعدة من الشاب الأول، الذي أخرج سيارته من الصحراء، وسؤال ذلك الشاب له إن يحتاج أي مساعدة. وقارن واقعه لو كان في الصين بلده، إذ قد يواجه أبوبكر مشكلة كبيرة لو كان هذا الحادث البسيط في الصين، وقد يتحول الأمر إلى شجار.

هذان الموقفان رسخا في ذهن أبوبكر، صورة إيجابية عن الأمة الإسلامية، عموماً والمجتمع الإماراتي بصفة خاصة، حتى إن سلوك الموظفين المسلمين معه في الشركة، ظل يثير إعجابه تجاه الدين الإسلامي، بما يتميز به من خصال رائعة، مثل التعاون والتكافل بين المسلمين. وبينما كان أبوبكر يتصفح أحد المواقع الإلكترونية، شاهد إعلاناً لأحد المراكز عن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها مجاناً. وبعد الالتحاق بالدورة، تعمق في تعامله مع المسلمين، فأدرك أن الإسلام هو الدين الأنسب للنفس البشرية، بصفته كان ملحداً لا ينتمي إلى ديانة محددة.

لم يتأخر أبوبكر طويلاً بعد إلمامه ببعض المعلومات عن العرب والإسلام، وكان يتذكر على الدوام المشاهد السابقة التي عاشها مع المسلمين، خصوصاً الحادث المروري الأخير، فقرر أن يعلن إسلامه، ليلتحق بالأمة الإسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس، ويشارك في المناسبات الدينية، ويكون له نصيب من المتعة والأجر في الطاعات، لاسيما في صيام شهر رمضان.

بعد إسلامه، لم تبقَ سوى أمنية واحدة يتمنى أبو بكر أن تتحقق، وهي اتباع أسرته الخطوة ذاتها، والدخول في الإسلام، لتكتمل فرحته ويلتم الشمل في ظل الدين الحق. كذلك يحرص على توضيح صورة الإسلام أمام أبناء جاليته، فيتحدث عن الملامح الأساسية، وسماحة الدين الإسلامي في كل وقت وحين.

 

Email