عبد الرحمن.. كاميروني بحث عن دين يقنعه فوجد بغيته في الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ طفولته وحتى بلوغه الخامسة والعشرين لم يكن عبد الرحمن «سوهي» يعرف عن ديانته سوى اسمها، ولم يكن يكترث للطقوس التي يمارسها أفراد أسرته ومجتمعه في الكاميرون، وفي أحد الأيام حرص على مرافقة أفراد أسرته إلى الكنيسة، وشاهد طقوساً وأنماطاً لم يتقبلها عقله، ولم يدرجها إلى ذاكرة قناعاته، ودفعه ذلك ليبدأ مهمة شاقة هي التفتيش عن حقاق ديانته ومصادرها، ولكن رغم انغماسه في قراءة الكثير من التفاصيل وتوغله بين السطور لم يجد ما يحقق له القناعة الكافية بتعاليم ديانته التي كانت لا تخلو من التناقضات على حد قوله.

عدم قناعته بالديانة التي كان يعتنقها دفعته للبحث في الديانات الأخرى، وقراءة تعالميها وكتبها، بهدف الوصول إلى قناعة وكلمات صادقة وتعاليم واضحة يريد أن يطبقها في حياته، فمكث على هذا الحال بضعة أعوام، إلى أن وقع بين يديه كتاب للعقيدة الإسلامية، الذي شد انتباهه منذ الوهلة الأولى، وبدأ يدرسه ويتمعن فيه عدة أيام واصل في بعضها ساعات النهار بالليل، وكان كل ما قرأ باباً في هذا الكتاب يحصل على قناعة تامة، وذلك ما دفعه للقراءة مرة أخرى بحثاً عن تناقضات أو ثغرات تؤرق هذه القناعة، ولكن رغم محاولاته العديدة وإعادة القراءة مراراً وتكرراً لم يجد ما يبدد هذه القناعة.

ظل التعرف على هذا الدين عن قرب هاجس عبدالرحمن الذي لا يفارقه، فبدأ في قراءة كتب جديدة وترسخت قناعة تامة لديه بأن هذا الدين هو الذي كان يبحث عنه، ولكن الصعوبة التي كانت تواجه كيفية الدخول له وسط أسرة متعصبة على دينها، وهذا ما دفعه لكبت رغبته فترة طويلة، والتي لم يجد لها متنفساً سوى الهجرة إلى بلد آخر بحثاً عن عمل وطمعاً في التعرف على الكثير عن هذا الدين ومشاهدة أشخاصه على أرض الواقع، وهذا ما تحقق عند زيارته دبي التي جاءها بحثاً عن عمل ورغبة في الولوج في عالم ثار به شغفه، وما عزز هذه الرغبة الاستقرار النفسي الذي أحس به منذ اليوم الأول لزيارته، وطرق تعامل الناس وصدقهم.

بعد أن حظي بعمل في إحدى الشركات في دبي طرح رغبته وأمنيته على احد زملائه في العمل والذي طلب منه بعض الوقت لإرشاده كيفية دخوله في الإسلام، حيث سارع بطرح الموضوع على أحد أئمة المساجد والذي زوده على الفور بمكان وهواتف دائرة الشؤون الإسلامية، والتي قصدها عبدالرحمن وأشهر إسلامه ليعيش راحة نفسية لم يشعر بها من قبل.

 

Email