الخوف من عواقب المعاصي أدخلها الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما علمت «عائشة» الفلبينية، أن حديثنا معها سيكون عن قصة إسلامها، والأسباب التي جعلتها تفكر في اعتناق الإسلام، قابلتنا بالبكاء، وافتتحت حديثها بالدموع التي أعاقت خروج الكلمات من حنجرتها، قبل أن تسكن في موجة صمت، حملتها وأعادتها إلى شاطئ ذكرياتها، وتفاصيل حياتها في عهد «ما قبل الإسلام»، في سنوات عمرها الثلاث والثلاثين التي قضتها بعيداً عن الدين الإسلامي، وأعلنت براءتها منها، ومن كل الأفعال «السيئة» التي كانت تقوم بها في تلك السنين الخالية.

الفصل الأول في قصة إسلامها، كتبه عربي كان يسكن وزوجته في البيت نفسه الذي تقطنه عائشة بنظام المشاركة، فذات صباح قبل نحو عام ونصف العام، بينما كانت تجهز نفسها للتوجه للعمل، عرض عليها ذلك الشخص، توصيلها إلى مقر عملها، فوافقت مرحبة بذلك، وشاكرة جميل صنعه، لكنه تفاجأ بها عندما صعدت إلى سيارته، وكانت مخمورة.

وفي حالة سكر شديد، فانزعج منها، ومن تصرفاتها وسلوكياتها، وخاف عليها وعلى مصيرها، ثم سألها: لو تعرضت سيارتنا لحادث سير، وتوفانا الله، أين ستذهبين؟ أجابته بعفوية ومن دون تردد: إلى جهنم. إذاً، أنت تعرفين؛ قال لها، فأجابته: نعم أعرف ذلك، فقال لها إذاً لماذا تفعلين أشياء توصلك إلى النار؟! لماذا لا تفكرين في اعتناق الإسلام، وهجر الذنوب والمعاصي التي تقومين بها؟ قالت له: «إن شاء الله سأفكر»، ومضيا في طريقهما إلى أن وصلت، وافترقا.

مرت الأيام، والتقيا مرة أخرى في حفلة عيد ميلاد لأحد أصدقاء الشاب العربي، وكررت شرب الكحول حتى دخلت في حالة هذيان، وفي طريق العودة سألها إن كانت قد فكرت بدخول الإسلام أم لا، فأجابته بسؤال: هل تعرف مركزاً لتعليم الدين الإسلامي؟ بفرحة كبيرة رد عليها: نعم أعرف، وهل تودين اعتناق الإسلام؟ قالت له: نعم أرغب في ذلك، أود أن أكون في الطريق الصحيح، فقد تعبت من كثرة الذنوب والمعاصي، وأخاف أن أموت وأذهب إلى النار، جزاء ما فعلت.

صبيحة اليوم التالي الذي صادف يوم جمعة، اصطحب ذلك الشخص عائشة معه، وتوجها إلى أحد مراكز تعليم الدين الإسلامي في دبي، واستمعا لدروس عن المسيحية والإسلام، وكررا ذلك أكثر من جمعة، إلى أن اقتنعت بتغيير ديانتها، ونطقت الشهادتين وسط سعادة الحاضرين ودموع الفرح بهذه الهداية الربانية.

عائشة التي جاءت إلى الإمارات قبل أربع سنوات، تعيش الآن أسعد أيام حياتها، وتقول إنها تشعر بالفخر، والراحة النفسية، والأمان، وتشير إلى أنها تمكنت خلال زيارتها لموطنها قبل نحو خمسة شهور من إقناع أخيها وعائلته بدخول الإسلام.

 

Email