يا أمة صرت أبكيها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا أقـولُ وقـد ضلَّـت بيَ السُبـلُ

إن الأُلى منحوني النصـرَ قـد رحلـوا ؟

أصبحـتُ في أمـّة أشكـو أواخـرها

أواه أيـن تــولّــى عـنّيَ الأُوَلُ ؟

لا الشرقُ يُسعفني لا الغـرب يُنصفـني

قد ضاق بي السهلُ بل قد ضاق بي الجبلُ

أرى بعيــنيَ أمجــادا أشيّعُهــا

فـلا البصيـصُ تَبقّـى لا ولا الأمـلُ

الأرضُ والعِرضُ والأخـلاق شاكيـة

والقوم في هُوّةٍ خرسـاء قـد نزلـوا

أروح أطلـب منهـم نخـوًة ُفقـِدَت

فلا «البَنـاطلُ» تُجديـني ولا «العُقـُل»

٪ ٪ ٪

يا رحمةَ الله حُلّي فـي رُبـى «يَمـن»

هي العزيـزة فيهـا الـُبنّ والعسـل

لا تأخذيهـا بظلم «القـاتِ» يمضغهـا

مَن بات في حِضن جهل لا الأُلى عَقلـوا

وأَنقذي «الشامَ» من حُكمٍ بـلا حِكَـمٍ

فـ«سوريا» اليـوم فيهـا الحقدُ يشتعل

و«ليبيا» عمر المختـار كيف غـدت

مُلكـا لمـن بـات بالأحـلام يَحتفـل

كفى «عراقـا» كفـى «لبنـان» ما بهما

َالعقـل فـي ذا وذاك اليـوم مُعتقـَلُ

والفقرُ في «المغرب» الأقصـى ُيهدّدها

وفي «الجزائـر» حزبٌ حـولـه جَـدلُ

و«تونس» قادت الثـورات ما بَرحَت

رهنَ التساؤل َمن فيها هُـو الرّجـُل ؟

ولا تسَلني عن «الصومال» فهي غدَت

من بعد «برّيَ» جـرحا ليس يَنـدمل

وفي «نواكشوط» قومٌ لست أفهمهُم

أعيـوا «عزيزَ» وأعيوا كلّ مَن رحلوا

و«مصُر» ما مصرُ هل سِلميّةً حُسِمت

أم مِن هـوًى هي للأهـواء تنتقـل ُ

وفي «الخليج» أنا المحسـود من زمنٍ

على سياسـة حُـكّامٍ هنا عـَـدلوا

٪ ٪ ٪

أماّ «فلسطـين والأقصى» فقد غدَتـا

مَنسيّتـيَن فـلا عــارٌ ولا خجـلُ

قد كان أحرى بأولـى القِبلتين بـأن

نبقـى لـه نحـن أرحامـًا به َنصـِلُ

«عَمّـان» أنـتِ له بالأمس حاميـةٌ

فهل فطنتِ بما حاكت لـك ِ الـدُول ؟

أوّاه منهـا ومنــّا كيـف نفهم َفهْـ

ـمَ البَهْـمِ ُتقتـاد للمُوسى فتحتمـلُ

٪ ٪ ٪

يـا أمّــةً بتُّ أبكيهـا وأنــدُبها

عُودي لِجـِدّ كفاكِ الهـزل ُ والكسـل

الله أكــبر إن النصــر أمنيــةٌ

ولـن ُينـال إذا لم َيصـدُقِ العمـلُ

نعَم نعَم جورُ أمسِ صرت أحصـُده

هل لي بعينٍ غـداً بالعـدلِ تكتحـل ؟

٪ ٪ ٪

يا زائـرَ الشرق والأرجـاء داميـةٌ

قل لي لمـاذا بأهل الشرق قـَد نكلوا ؟

وما َتبقّى لشـرقٍ مـا يتيــهُ بـه

لا نـاقـةٌ قـد تبقّـَت لا ولا جمـلُ

إنـا بنـو خالـدٍ إنـا بنـو عُمـر

أجدادُنا من مَعين الوَحـي قـد نهلـوا

فمـا لأنهـارنـا بالخُلـف آسنـةٌ

وما لأحفادِهـم بالـذلّ قـد سُملوا ؟

هلا انتبهنا ولو فـي العُمـر ثانيـة

هلاّ اتحدنا كمـا نادى بـه الرُسـلُ ؟

٪ ٪ ٪

يا أمّة العُرب صرتم أحُرفـًا نفَـَرت

َفلتَكملوا جملـــًة إن لم تكُن جُمَـلُ

وأنتِ مَن أنجبـَتْ للعُـرب فارسَنـا

أعـني «أبا راشد» يَهوِي لـه «زُحل»

«محمّد» أنـتَ فـي الَظلمـاء قائدُنا

قل هل سننهضُ إذ ضلّت بنا الُسبُلُ ؟

قل لي وقل لي فإن اليــأسَ يقتلُـني

قـل لي وليـسَ لنــا إلاّكَ يا بطـل ُ

Email