التفاح المعلّل.. أكلة دراويش لبنان

يُقال عنها إنها أكلة الدراويش.. و«التفاح المعلّل»، حلوى تراثيّة تحمل عبق الماضي وطيبة أهل زمان، وتحمل هويّة بعض القرى والبلدات اللبنانية، حيث يتردّد اسمها خلال شهر رمضان المبارك والمنادي ينادي بها في غزل دون حياء أو خجل يتسابق نحوه الكبار والصغار عل كل واحد منهم يحظى بها. و«التفاح المعلّل» هو تفاح مغمّس بحلوى ملوّنة مصنوعة من القطر العسل السائل بالسكر والمعد خصيصاً لها إذ تضاف إليه صبغة ملوّنة، وتُشبك به أعواد خشبيّة.. وتخطّى عمر الحلوى أو التفاح المعلّل 200 سنة، ولايزال يشكّل مطلب الكبار والصغار، نظراً لرخص ثمنه وخفة وزنه وحلاوة طعمه، وتاريخه المحفور في أذهان الكثيرين ليبقى سطوراً في سفر الأيام. وما يجعله في متناول الجميع من جهة، ولكونه سريع التحضير من جهة ثانية.

وكل ما يحدث في شوارع بيروت الآن يعيد إلى أذهان كبار السنّ مشهد بائع المعلّل في الأيام الخوالي، والذي كان يبادل التفاحة برغيف من الخبز أو المخلّل أو الطحين عوضاً عن النقود. وطريقة تحضير تلك الحلوى بالطريقة التقليديّة، تعتمد على الخطوات التالية: يتمّ تحضير الصلصة، مثل القطر، وذلك بوضع السكر مع الماء في وعاء على النار حتى يغلي، ثم يضاف الحامض وماء الورد والزهر والعسل والصبغة، بحسب الرغبة، ويترك للغليان لمدة عشر دقائق حتى يصبح سميكاً، ويُترك ليبرد. وبعد ذلك، تُشك الأعواد في التفاحات، ثم تُغمّس بالقطر وتوضع في صينية على أوراق الزبدة، وتقدّم باردة.