الإمارات وليتوانيا: علاقات متميزة تقويها نشاطات نادي الجالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر الإمارات حاضنة مثالية لبيئة إنسانية متسامحة، تعيش متناغمة تحت مظلة قانونية عادلة يتساوى أمامها الجميع، حيث يعيش الجميع ضمن نسيجها بحب ووئام وعطاء، هذا ما أوضحته أجني سمالكيتا وفيكتوريا لامبريانيدي مؤسستا النادي الاجتماعي للجالية الليتوانية في دبي، اللتان قالتا: «إن عددهم في الإمارات يبلغ حوالي 1000 شخص، فيما ينتسب ما يقرب من 50 ليتوانياً للنادي الاجتماعي في الإمارة».

 

قالت سمالكيتا: «إن النادي الليتواني تم ترخيصه من هيئة تنمية المجتمع في العام الماضي، حيث كان ذلك إيذاناً ببدء العمل الرسمي وتفعيل النشاطات المختلفة التي يعملون على إطلاقها، خاصة أن النادي يعتبر المنصة التي يلتقي من خلالها أعضاء الجالية ويتعاونون فيما بينهم لتعزيز الروابط الثقافية بين الشعبين الإماراتي والليتواني، وإنهم معنيون بالتعريف بالثقافة الليتوانية والعادات التي تميزهم، وذلك في إطار من التواصل الحضاري بين جميع الجاليات الموجودة في الدولة».

وأفادت: «أنها تعيش في الدولة منذ سنوات وجدت خلالها كل الترحاب والتقدير من الشعب الإماراتي، ومن يدقق في تفاصيل ومميزات المجتمع هنا، يجده من أجمل الشعوب المُحبة للآخر والمتقبلة له ضمن نسيجها المجتمعي، حيث إن هناك مساحة كبيرة من التواصل تميزه أفراده، وهو ما تجلى بوضوح من خلال العديد من المواقف والمناسبات، لافتة إلى أن عدد المسلمين في ليتوانيا يبلغ 1% من تعداد السكان، لكنهم في المقابل يحظون بكل الحرية في ممارسة عباداتهم وطقوسهم».

تأثير

وبينت أن الإمارات تعتبر بحق دولة كبيرة في تأثيرها الإنساني على مستوى شعوب العالم وهذا بفضل احترامها وتقبلها للآخر، وأن أكبر دليل على ذلك هو العدد الكبير من الجنسيات التي تعيش على أرضها، وأنه لم يكن ليحدث ذلك، لولا المجهودات والخدمات الكبيرة التي تقدمها الدولة، لتصبح واحداً من أفضل أماكن العيش على مستوى العالم، مؤكدة أن الأمان الذي يشعر به كل من يقيم فيها، لا يضاهيه شيء، حيث يشعر الجميع هنا بهذا المجهود والحرص الكبير من قادة الدولة، على رعاية وحماية المقيمين.

وتطرقت إلى العلاقات الوثيقة بين الإمارات وليتوانيا، والتي ظهرت معالمها من خلال الزيارات التي قامت بها رئيسة ليتوانيا للإمارات 2017، والاستقبال الكبير الذي حظيت به، حيث كانت التوجيهات بتفعيل نشاطات الجالية في الإمارات وتعزيز دورها، لتكون خير ممثل للشعب الليتواني بعاداته وتاريخه وأخلاقه، مبينة أنه وانطلاقا من ذلك كانت الفعاليات المتنوعة التي بُدئ على تنفيذها بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع التي كانت حلقة الوصل بينهم وبين مختلف فعاليات الجاليات الأخرى، بما يعكس أهمية التواصل الحضاري بين الشعوب.

وقالت إن من ضمن الفعاليات التي يطلقونها الاحتفال بيوم الاستقلال لديهم والذي يتم الاحتفال به مرتين خلال الربع الأول من العام، فضلاً عن الفعاليات الثقافية والفنية التي يتم تنظيمها في مركز السركال أفنيو الذي يروج لفعاليات النادي، ويتم خلالها عرض الأفلام التي تعكس الثقافة الليتوانية ويتم دعوة مختلف الأصدقاء من الجنسيات الأخرى، حيث تكون هناك فعاليات ثرية يتم التعرف من خلالها على بعضهم البعض ومن ثم تكوين صداقات وعلاقات مع الجميع.

دور

وبينت الدور المهم والكبير الذي تبذله هيئة تنمية المجتمع في دبي المعنية بترخيص أندية الجاليات الأجنبية، والتي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز التواصل بين أفراد الجاليات الأجنبية، من خلال مختلف الفعاليات التي تطلقها، والتي يكون الهدف منها تعزيز الهوية الوطنية لدى أعضاء الأندية الاجتماعية المرخصة، وتعزيز شعورهم بالانتماء للإمارات، وزيادة التواصل الإنساني بين الجميع.

تعاون وثيق

ومن جهتها ذكرت فيكتوريا لامبريانيدي: «أنه في إطار توثيق التعاون مع الشعب الإماراتي تم تدشين السفارة الليتوانية في أبوظبي مؤخراً، وذلك لتنامي العلاقات على كافة المستويات بين الشعبين، خاصة أن كثيراً من الإماراتيين يذهبون للسياحة في ليتوانيا بأعداد كبيرة، فضلاً عن ذلك هناك كثيرون من أبناء وطنهم يأتون للسياحة في الدولة، وذلك للتعرف على هذا النموذج التنموي والحضاري، الذي أصبح يشار إليه بالبنان عالمياً».

وأشارت إلى أن لديهم بعضاً من الأصدقاء الإماراتيين الذين يتواصلون فيما بينهم، خاصة هذه الأيام في شهر رمضان، حيث يدعونهم على الإفطار، وذلك كنوع من المشاركة الوجدانية لفعاليات هذا الشهر الكريم.

وشرحت أن الإمارات تحترم الآخر بشكل كبير، وذلك بفضل القوانين التي يحترمها الجميع، حيث تضع الدولة أبناء الجاليات المقيمة أمام مسؤولياتهم تجاه المجتمع الذين يعيشون فيه، وأن القانون هو الحكم والمرجع الذي يقف أمامه الجميع متساوين، وهو أمر يجعلهم يعيشون بحرية ومسؤولية في الوقت ذاته، أمام التزامهم بعادات وتقاليد المجتمع الذين يعيشون فيه، فضلاً عن أنهم يمارسون كافة عاداتهم أيضاً بحرية لا نظير لها، وهو أمر يجعل هناك مذاقاً خاصاً لإقبال الكثيرين حول العالم وتفضيلهم للعيش في الإمارات، التي تنافس دولاً كبيرة في التحضر والتقدم والازدهار.

تجربة وحدوية

وتحدثت عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي ترى أنه قائد عظيم استطاع أن يوحد الإمارات تحت علم وراية واحدة، حتى أصبحت محل إعجاب عالمي لنجاح تجربتها الوحدوية، وأنهم في الخارج ينظرون إليه كشخص عظيم سيقف التاريخ عنده كثيراً.

وعن الأنشطة الرمضانية التي يقومون بها أوضحت أنهم شاركوا في مبادرة «يستاهلون» والتي تنظمها هيئة تنمية المجتمع بدبي، والتي يتعاون فيها المجتمع الأهلي للاشتراك في هذه المبادرة الرمضانية التي تهدف إلى استثمار أجواء شهر رمضان المبارك لإدخال السعادة على قلوب شريحة العمال في دبي، وتعزيز اندماجهم في مجتمع الإمارات، وأنهم في النادي الليتواني يعتبرون ذلك فرصة كبيرة للمساهمة في تطوير التلاحم الاجتماعي في دبي وتعزيز سعادة أفراد المجتمع، وهذا جزء مهم ورئيسي من دورهم الذين يسعون لتكريسه، خاصة أن أعداد المشاركين في هذه المبادرة من كل الجاليات يتعدى الــ10 آلاف شخص يوزعون آلاف وجبات الإفطار على المستحقين.

بيئة متسامحة

ذكرت أجني سمالكيتا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد بيئة أخوية إنسانية متسامحة يستظل تحت سمائها الجميع، وأن هناك الكثير من المناسبات التي تجمع هذه الجاليات في مختلف الفعاليات، ومن أهمها شهر رمضان الكريم، الذي يكون فرصة عظيمة للجميع، لإخراج أفضل ما عنده من مشاعر تجاه الآخرين.

مذاق

ترى أجني سمالكيتا أن الأكلات الإماراتية لها طابع ومذاق خاص يميزها، وأنها بشكل شخصي حريصة على تذوق هذه الوجبات، ومن بينها الهريس واللقيمات، كما أنها تحرص على طبخ الأطعمة الشرقية عند دعوتها لأصدقائها الإماراتيين في منزلها.

اعتزاز

تعتز فيكتوريا لامبريانيدي بالزي الإماراتي، حتى إنها ترتدي العباءة في بعض المناسبات، خاصة إذا كانت في زيارة لأحد المراكز الإسلامية، أو مسجد الشيخ زايد، وترى أن ذلك يعكس مدى التمازج الذي أصبح يميز وجودهن في الإمارات واعتبار أنفسهن جزءاً من مجتمع يحتضن جميع الجنسيات بحب.

فلاش

تعتبر ليتوانيا أكبر دولة من دول البلطيق الـ 3 وإحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وتقع على الساحل الجنوبي الشرقي لبحر البلطيق شرق كل من السويد و الدنمارك، وتحدها لاتفيا من الشمال، وروسيا البيضاء من الشرق والجنوب، وبولندا من الجنوب الغربي وإقليم كالينينغراد الروسي وبحر البلطيق من الغرب.

Email