حكام الإمارات نماذج ملهمة لحكام العالم

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية رومانيا بعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل، فيما تسعى حكومتا البلدين إلى تكريس التقارب، وزيادة تفعيل آليات التعاون عبر جملة من الاتفاقيات والقرارات تماشياً مع نهج القيادة الحكيمة نحو إرساء علاقات دبلوماسية مع شتى دول العالم. كارمن بايو رئيسة الجمعية الرومانية الاجتماعية الثقافية في دبي، أكدت عمق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية رومانيا واصفة إياها بالتاريخية، وبينت أن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة الجميع بلا منازع، وبينت أن حكام الإمارات نماذج ملهمة لكل حكام العالم.

وأشارت إلى وجود قرابة 8 آلاف نسمة من الجالية الرومانية يعيشون في مختلف إمارات الدولة، وبينت أن العدد مرشح للزيادة بعد إعفاء رومانيا من تأشيرة الدخول للدولة، حيث تشكل الإمارات بفضل مميزاتها المناخية نقطة جذب سياحي للرومانيين الذين يعشقون الطبيعة الخلابة فيها من بحر ورمال وصحراء.

 

علاقات ثقافية واجتماعية واقتصادية عميقة تربط دولة الإمارات العربية المتحدة برومانيا، حيث يعيش عدد من رجال الأعمال الذين يشتغلون في عدد من القطاعات منها: الفندقية والطيران والتكنولوجيا ومجال العطور، حيث يتملك أحد رجال الأعمال الرومانيين بحسب كارمن بايو أهم وأكبر متجر لبيع العطور في الإمارات، وكذلك تتركز الوظائف التي يلتحق بها أبناء رومانيا في مجال البنوك والهندسة، مشيرة إلى وجود تعاون كبير في الجانب التعليمي، حيث يدرس عدد لا بأس به من أبناء الإمارات والقاطنين فيها بجامعات رومانيا خاصة الجامعات المتخصصة في تعليم الطب والتي تعد الأكبر على مستوى أوروبا قاطبة، ويفدها طلبة من شتى أنحاء العالم، ومنها جامعة كارول دافيلا والتي تعتبر واحدة من أقدم جامعات الطب، حيث تأسست عام 1857 ويدرس فيها الطلبة باللغتين الانجليزية والرومانية وتجذب لها أعداداً كبيرة من الطلبة سنوياً نظراً لارتقاء مستوى التعليم فيها، وهناك عدد من العاملين في القطاع الصحي والطبي ممن تخرجوا في رومانيا وأظهروا تميزاً في قطاع الطب، مشيرة أيضاً إلى أن مدن رومانيا تعتبر مواقع جذب سياحي كونها تتمتع بطبيعة جميلة وموقع متميز في قلب أوروبا.

وتحدثت عن بعض الفعاليات التي يتم تنفيذها من خلال القنصلية الرومانية بهدف خلق تقارب بين الشعوب ومنها معارض متخصصة تستعرض جوانب الثقافة الرومانية ومميزاتها وتاريخها، إلى جانب حرصها على مشاركة أهل الإمارات احتفالاتها في مختلف المناسبات الدينية والتراثية والوطنية كتنظيم احتفال باليوم الوطني الذي يصدف أن يكون بعد احتفال رومانيا بعيدها الوطني بيوم واحد، حيث تحتفل جمهورية رومانيا في الأول من ديسمبر بيومها الوطني، مشيرة إلى أن احتفالاتهم تكون كبيرة باليومين الوطني الروماني والإماراتي، مستطردة أنها مصادفة في غاية الروعة.

تجربة

وتتابع رئيسة الجمعية الرومانية الاجتماعية الثقافية في دبي، من واقع تجربتها الشخصية التي تستند إلى قرابة 15 عاماً هي مدة تواجدها في الدولة، مشيرة إلى أنها لم تكن تعرف الكثير عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد استقرارها بفترة قصيرة، ارتبطت وجدانياً بالمكان والمحيط، لافتة إلى أن أول ما يجذب الناس هنا سمة الأمن، حيث يستطيع الجميع ممارسة حياتهم والتنقل والعيش بأمان. مستطردة في الحديث: «إن الأمن والأمان في دولة الإمارات العربية المتحدة قيمة كبيرة ونعمة يتمتع بها كل من يعيش على هذه الأرض، إلى جانب التآلف والاندماج مع الجميع دون الشعور بالغربة وهذه نتيجة حتمية لدولة تنتهج التسامح وقبول واحترام الآخر مكوناً أساسياً لها».

وأردفت قائلة: «تعتبر دولة الإمارات دولة متسامحة منفتحة على العالم، وتتميز بحزمة قوانين لا يمكن القول عنها إلا أنها تنتصر للإنسان فقط بغض النظر عن جنسيته ولونه ودينه ومعتقده، وتمنحه حقوقه كاملة غير منقوصة، هي دولة الجميع بلا منازع لا تشعر فيها بالغربة ولا يمكن استخدام هذا المصطلح، وأكاد أجزم أن هذا حال السواد الأعظم ممن يعيشون في الإمارات أو على الأقل من تعاملت معهم وأبناء الجالية الرومانية عندما نلتقي خاصة في الفعاليات والتجمعات الكبيرة يتم الحديث عن مدى عظمة هذه الدولة التي تعيش مفهوم التسامح في كل مفصل من مفاصل الحياة وليس عام التسامح عام 2019 إنما كل الأعوام في دار زايد هي للتسامح، وهو ما يجعل ارتباطنا بهذه الأرض عميقاً يصعب معه تخيل العيش في أي بقعة أخرى.

مسؤولية

وقالت: «إنها تعمل في قطاع البنوك وحصلت على ترقية لتصبح مسؤولة ولم يتم النظر من قبل المسؤولين في مكان عملها إلى الجنسية وإنما كانت الجدارة والكفاءة هي المعيار، وتحدثت عن سيدة رومانية تعمل مسؤولة الصيانة في برج خليفة وهي مخولة بالإشراف على 6 آلاف موظف، وتحدثت عن ميزة التعاطي مع قرابة مائتي جنسية فأنت تتعامل مع عدد كبير منها في محيط عملك وحياتك الاجتماعية نتعلم من بعضنا البعض ولا أعتقد أننا في أي دولة في العالم قد نلتقي بهذا الكم من الثقافات والديانات، لذا فإنني أرى أن أكبر قيمة يتعلمها المرء في الإمارات احترام الاختلاف والتعامل معه كميزة تقود إلى الإبداع والتألق.

وترى بايو أن دولة الإمارات العربية المتحدة توفر المناخ الملائم لأصحاب الديانات لممارسة طقوسهم وشعائرهم بكل حب احترام، ونحن نزور الكنائس الموجودة في الإمارات ونتعبد ونحيي احتفالاتنا بصورة آمنة، لا نشعر بأي إقصاء، كما نشارك إخواننا المسلمين احتفالاتهم ونقدر ونجل بعضنا البعض، ونفكر كجمعية أن نقوم بعمل إفطار لعدد من المسلمين الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، وهي نقطة مهمة لتتعزز العلاقات وتبادل الثقافات وتأكيد عمقها.

تحلم كارمن بايو رئيسة الجمعية الرومانية الاجتماعية الثقافية في دبي أن تكون الحكومة في جمهورية رومانيا شبيهة بالحكومة في دولة الإمارات التي تعمل من أجل شعبها وسعادتهم، ووصفت قادة الإمارات بالنموذج الملهم لكل قادة العالم.

وتقول: «بعد 15 عاماً قضيتها في الإمارات لا زلت أتساءل كيف يمكن لهذا الكم من الجنسيات أن تعيش بتناغم وسلام واحترام ولم يحدث أن سمعنا عن خلاف وقع على خلفية دينية أو عرقية، والإجابة ليست صعبة فالإمارات دولة المعجزات تمكنت من صهر الجميع في بوتقة واحدة وخلقت مجتمعاً متجانساً محباً، لأن الله حباها بقيادة واعية ومؤمنة برسالتها وبما تقوم به وبأن قيم الخير والجمال ستنتصر لا محالة حتى وإن كانت العتمة مسيطرة على عدة بقاع من العالم».

 

تقع جمهورية رومانيا جنوب شرق أوروبا الوسطى للشمال من شبه جزيرة البالكان وتطل على البحر الأسود ويحدها من ناحية الجنوب نهر الدانوب ولها حدود مشتركة مع الدول الأوروبية: صربيا، المجر، أوكرانيا، مولدوفيا وبلغاريا. عاصمتها بوخارست، ويبلغ عدد سكان رومانيا حوالي 22 مليون إنسان ومساحتها 238392 كيلومتراً مربعاً.

 

متفرقات

50 مدينة في رومانيا

توجد 50 مدينة في رومانيا، والمدينة الرئيسية فيها هي بوخارست التي تمتاز عن غيرها من المدن بأنها المركز الرئيسي للبلاد والحكومة والمكاتب الإدارية، بالإضافة إلى احتوائها على تراث تاريخي وثقافي؛ لذا أصبحت مركزاً للقيام بالأنشطة السياسية، والثقافية، والتجارية، والاجتماعية وترتبط جميع المدن الرومانية فيما بينها بالروابط الثقافية والتقاليد، لكن أصبحت لكل منها هويتها المميزة في الوقت الحالي.

25 ألف زائر للإمارات

استقبلت الدولة ما يقارب 25 ألف زائر من رومانيا خلال العام 2017 وترتبط بعدد من الاتفاقيات الدولية التي تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين البلدين، ومن أهمها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية النقل الجوي، إضافة إلى اتفاقية «شنغن» التي تتيح حرية التنقل لمواطني كلا البلدين وتوقيع مجموعة من مذكرات التعاون.

تميز

أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية رومانيا بصورة رسمية عام 1989، وقامت رومانيا بافتتاح سفارتها في أبوظبي في عام 1991، فيما افتتحت سفارة الدولة في بوخارست عام 2004.

وكانت رومانيا قد افتتحت مكتبا تجارياً لها في دبي في عام 1974

وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين لعام 2016 ما يقارب 573.8 مليون دولار مقارنة بـ 519.1 مليون دولار في 2015 بارتفاع نسبته 10.5 في المائة.