عبد السلام رفيع: الإمارات بلد معطاء وعلى الجميــع رد جميله

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الإمارات بلد معطاء، ويغمر أبناءه بالخير، وعلى الجميع أن يرد الجميل إليه، بمشروعات نافعة للمجتمع».. هذه الفلسفة التي كان ينطلق منها رجل الأعمال الإماراتي عبد السلام رفيع، رحمه الله، في جميع أعماله الخيرية ومبادراته وإسهاماته التي ملأت جميع الميادين، مؤكداً أن ابن هذه الأرض مهما فعل وقدم لا يؤدي حقها الغالي عليه.

كان عبد السلام رفيع، رحمه الله، شخصية اجتماعية بارزة وعمل بشكل دؤوب وسعي دائم لمد يد العون نحو أفراد المجتمع كي يعم الخير وتسود المحبة بين كافة شرائحه، عرف عنه بأنه صاحب الأيادي البيضاء والسيرة العطرة التي تزخر بالعديد من المساهمات الخيرية من بناء المساجد إلى تشييد المستشفيات والمدارس، ما كان له بالغ الأثر في حياة العديد من الفقراء والمحتاجين في مختلف أرجاء الدولة.

بدأ حياته المهنية وهو في الثالثة عشرة من عمره حيث عمل تاجرًا في منطقة الراس في سوق الكبير بدبي، وقد أكسبته هذه البداية المبكرة في التجارة والأسواق والمال خبرة كبيرة، أهلته لأن يفرض نفسه تاجراً كبيراً في المستقبل، حيث تدرج في عمل التجارة حتى اتسع نطاق أعماله في السبعينيات من القرن الماضي من خلال عمله في مجال الاستيراد والتصدير إلى جانب قطاع العقارات.

مبادرات

برز المرحوم عبد السلام رفيع كشخصية إماراتية محبوبة ومتواضعة يكنّ لها الجميع كل التقدير والاحترام، كما كان باراً بأهله شديد الحرص على تنشئتهم على طاعة الله تعالى وفعل الخيرات لرد الجميل للوطن الذي أعطاه وعائلته الكثير.

كان رحمه الله تعالى يعلم أن باب الخير هو المفتاح الذي يمكن من خلاله الدخول إلى عالم الحسن الإنساني العميق في المجتمع، وهو الكفيل بالارتقاء بمستوى النفس البشرية إلى ساحات العطاء، وهي المرتبة التي يتميز بها الراغبون في تحسن الوجود، وترك بصمة الخير في جنبات الحياة، والاقتراب من هموم الناس في أدق تفاصيلها، فالمال مال الله تعالى ونحن مستخلفون فيه، ومن يفتح باباً للخير والعطاء يفتح الله تعالى أمامه أبواباً من الزيادة والخير والبركة.

وبناء على ذلك، اشتهر المرحوم عبد السلام رفيع، رحمه الله تعالى، بعطائه السخي، عبر مبادراته الرائدة، وسعيه الدائم نحو التعرف على احتياجات القطاع الصحي بالدولة ومحاولة الإيفاء بها لخدمة مواطني دولة الإمارات والمقيمين عليها.

في عام 1998 شيّد عبد السلام رفيع مركزًا لعلاج أمراض السكري في مستشفى البراحة الذي يقدم حاليًا خدماته لآلاف المرضى سنوياً.

ومن أبرز الوقفات التي لا تنسى في حياة المغفور له عبدالسلام رفيع أنه في عام 2012 تبرع بمبلغ 38 مليون درهم، لإنشاء مجمّع من طابقين للعيادات الخارجية في مستشفى راشد بدبي. يتكون الطابق الأول من غرف المختبرات والأشعة إلى جانب 42 غرفة منها عيادة الجروح والصيدلية وغرفة للأمهات المرضعات ومسجد للرجال والنساء وكافتيريا، أما الطابق الثاني فهو يتضمن 42 غرفة لجميع التخصصات الطبية بما فيها الجراحة. يسهم المجمّع في توفير 84 عيادة في مختلف التخصصات الطبية من أجل زيادة الطاقة الاستيعابية للعيادات الخارجية في مستشفى راشد إلى 200 ألف مريض سنوياً، بدلاً من 100 ألف، وذلك إلى جانب إضافة 85 سريراً جديداً للأقسام الداخلية في المستشفى للحد من التكدس الشديد بها.

وعلمت «البيان» أن هيئة الصحة في دبي قررت استثمار المبلغ لبناء أول مركز متخصص ومتكامل للكلى، حيث إن دولة الإمارات باتت في أمسّ الحاجة لوجود مثل هذه المراكز المتخصصة خاصة في ظل الارتفاع المتزايد بمرضى الكلى نتيجة الانتشار الكبير لمرض السكري الذي يصنف بأنه المسبب الأول لمتاعب الكلى والفشل الكلوي.

إسهامات

للراحل عبد السلام رفيع، رحمه الله، إسهامات عديدة في دعم المبادرات الخيرية الحكومية منها على سبيل المثال مبادرة دبي للعطاء، والحملات الخيرية لإغاثة المنكوبين في الدول الإسلامية، وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات، التي ما زالت تقف شاهداً حياً على أياديه البيضاء في الدول العربية والإسلامية.

يوصف المرحوم عبد السلام رفيع من قبل المقربين منه بأنه شخصية من الصعب أن نجد مثلها في وقتنا المعاصر، فهو رائد للعمل الخيري، ونموذج للعمل الإنساني، وعرف بعطائه المتدفق عبر مبادرات مجتمعية رائدة باتت مثالاً يحتذى للراغبين في خدمة الوطن.

استطاع الفقيد ملامسة أوجاع المحتاجين دون تفرقة بين جنس أو لون، حيث كان يدعو إلى التبرع في القطاعين الصحي والتعليمي، عبر إنشاء مجمعات طبية ومستشفيات ومدارس، كونهما يمسان احتياجات المواطنين والمقيمين في الدولة.

وكانت آخر أمنياته لوطنه وأمته تحقيق المزيد من الإعمار والتطور والنهضة والازدهار، داعياً شباب الوطن إلى الاستفادة من تجارب الآباء والتزام بتعالمي ديننا الإسلامي الحنيف.

وقد كرمته صحيفة «الإمارات اليوم»، لفوزه بجائزة «شخصية شهر نوفمبر» لعام 2012، لمبادرته في مجال العمل الخيري، كما تم تكريمه من قبل جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عام 2014 لاعتباره من أبرز الشخصيات الاجتماعية في مجال العمل الخيري والإنساني إضافة إلى العديد من الجوائز المحلية والعالمية.

وقد واصل أبناء المرحوم عبد السلام رفيع السير على نفس النهج الذي سار عليه طوال سبعة عقود، ليثبتوا أنهم خير خلف لخير سلف؛ فتبرّعت العائلة بمبلغ 3 ملايين درهم كوقف عن روح الراحل رفيع، لتغطية تكاليف إنشاء وتجهيز فيلا كاملة في مشروع قرية العائلة، أول قرية وقفية في إمارة دبي، وهي أحد المشاريع الحضارية لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر.

وتتكون قرية العائلة من مبنى إداري و16 فيلا وحضانة أطفال وعيادة طبية وجميع المرافق الخدمية التي يمكن أن تحتاجها القرية. وأعرب محمد عبد السلام رفيع عن إعجابه بمشروع قرية العائلة والدور المميز الذي تقوم به مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في رعاية أيتام إمارة دبي، وقال: «أنا كمواطن إماراتي فخور بهذا الصرح الإنساني والخيري الذي لا يقتصر دوره على كونه داراً للأيتام بل هو مشروع متكامل وبيت حقيقي يوفر لهم جوًا عائليًا مستقرًا ومتوازنًا يحتوي جميع احتياجاتهم الأساسية».

2014

بعد مسيرة طويلة من العمل الخيري تركت بصماتها داخل الدولة وخارجها، رحل في مايو عام 2014 عبد السلام رفيع عن عمر يناهز 71 عاماً بعد صراع مع المرض.

2012

فاز المرحوم عبد السلام رفيع بالدورة الأولى لجائزة وطني الإمارات عام 2012 لدوره البارز في الأعمال الخيرية والإنسانية الجليلة.

4 + 16

احتل الاهتمام بالعائلة جزءاً أساسياً في حياة المرحوم عبد السلام رفيع، ولديه 4 أبناء و16 حفيداً، وقد ترك لهم فلسفة عامرة بحب العطاء والخير.

حس وطني

كان رجل الأعمال الإماراتي عبد السلام رفيع، رحمه الله، شخصية اجتماعية بارزة ذات دور هام في مجال العمل الخيري والإنساني داخل دولة الإمارات وخارجها.

Email