تتبنى مشروعات إنسانية وثقافية

«عيسى القرق الخيرية»..تمويل كـــــــامل من المؤسس وشبكة مساعدات عالمية

عيسى صالح

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تعدد المشاريع والأعمال الخيرية التي اعتاد رجل الأعمال عيسى صالح القرق على القيام بها بتمويل كامل من حسابه الشخصي وحرصا منه على استمرار هذا العطاء ومأسسته، ظهرت فكرة إنشاء المؤسسة الخيرية وبعد الاجتماع والتشاور مع أفراد الأسرة جاء القرار في بداية عام 2010 بالبدء في إجراءات التأسيس القانونية ومخاطبة الجهات الرسمية المسؤولة في الدولة والعمل على الانتهاء من ذلك في أقرب وقت.

وعليه فقد صدر المرسوم رقم 21 لسنة 2010 بإنشاء مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبرأسمال ممول بالكامل من الحساب الشخصي للمؤسس.

بالإضافة إلى وقف مجموعة من العقارات لأغراض المشاريع الخيرية التي تتبناها المؤسسة، وطبقاً لرغبة المؤسس فقد تم النص في النظام الأساسي على عدم قبول أية تبرعات أو أموال من أية أطراف أخرى خارج مجموعة شركات عيسى صالح القرق التجارية.

وتتمثل رؤية المؤسسة في تبني مشروعات خيرية وإنسانية وثقافية وأية أنشطة ذات نفعٍ عام وتقديم كافة أوجه الرعاية المادية والمعنوية للفقراء والمحتاجين والمعوزين ومن في حكمهم حتى يستطيعوا مواجهة الحياة.

بالإضافة إلى تقديم مساعدات في مجالات متنوعة منها التعليمية والطبية ومشاريع الإسكان الخيرية وكفالة الأيتام والمسنين وبناء المساجد ودعم الوعي بالتراث الإسلامي والحضارة الإسلامية وغيرها من مجالات العمل الخيري والاجتماعي المختلفة.

أما رسالتها فهي استهداف فئات بعينها بالرعاية والمساعدة من جمعيات ومؤسسات خيرية وجامعات ومستشفيات ومراكز طبية ومراكز بحث علمي ومؤسسات مجتمعية وأسر متعففة وأفراد فقراء ومحتاجين وذوي احتياجات خاصة ومسلمين جدد وغيرها من الفئات.

ولا يقتصر العمل الخيري للمؤسسة على دولة الإمارات فقط، بل يمتد إلى العديد من الدول ومنها لبنان والصين والسودان وموريتانيا والنيجر وطاجيكستان وإندونيسيا والفلبين وكمبوديا والهند وعمان ومصر، وغيرها.

تخفيف معاناة المحتاجين

يقول عيسى صالح القرق: لقد كانت فكرتنا بإنشاء خيرية القرق للمساهمة في تخفيف المعاناة عن المحتاجين والعمل على سد حاجة الأسر الفقيرة، وما كان هذا تفضلاً منّا أو مظهراً من مظاهر التباهي وإنما اعترافاً منا بفضل الله عز وجل، الذي أغدق علينا النعم فوجب علينا شكره.

إنني أضع هذه المؤسسة بكافة مواردها وإمكانياتها لتكون إحدى الأدوات الفعّالة في تعزيز قدرة دولتنا على التعامل بإيجابية مع الكوارث الإنسانية في شتى أنحاء الأرض ووفقاً لرؤية القيادة الرشيدة للدولة الداعية دائماً إلى البذل والعطاء.

وأضاف: حققت خيرية القرق العديد من الإنجازات والمساهمات في الكثير من مجالات العمل الخيري المختلفة خلال عمرها اليسير منذ إنشائها في نوفمبر 2010.

فقد كان لمجالات الصحة والتعليم والمعاقين وغيرها النصيب الأكبر من الاهتمام والدعم والمساعدات المقدمة لشريحة عريضة من الأسر الفقيرة التي لا تستطيع تحمل التكاليف والأعباء المتزايدة يوماً بعد يوم.

وتنوعت المساهمات الإنسانية التي قامت بها المؤسسة خلال عمرها القصير، حيث وخلال العام الماضي، وتحديداً خلال شهر ديسمبر قامت قامت المؤسسة بتوقيع اتفاقية تعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تهدف إلى دعم الطلبة الإماراتيين الموهوبين في الجامعة.

وبمقتضى الاتفاقية تقدم مؤسسة القرق الخيرية 5 ملايين درهم لجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية كمنح تعليمية لطلاب مرحلة البكالوريوس بالجامعة. وفي إطار الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخراً، تسعى مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية إلى تقديم الدعم والمساندة للطلبة الإماراتيين الموهوبين.

والذين لا يمتلكون القدرة المالية على إتمام تعليمهم الجامعي، للدراسة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، الجامعة الطبية الأولى لسلطة مدينة دبي الطبية.

كما قامت في شهر يوليو من العام الماضي، بالتبرع بمبلغ 10 ملايين درهم الى مؤسسة الجليلة بهدف مساعدة الأطفال المصابين بأمراض القلب من خلال برنامج «عاون». حيث يأتي هذا التبرع استكمالاً لمساهمات المؤسسة الخيرية القائمة بدبي في عدد من المشاريع الإنسانية حول العالم، ومنها برامج الرعاية الصحية.

وبرنامج «عاون» هو برنامج العلاج الطبي الذي تديره مؤسسة الجليلة من خلال العمل مباشرة مع شركاء الرعاية الصحية في الإمارات بهدف توفير المساعدة المالية للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليف الرعاية الطبية الجيدة.

وقبل ذلك بشهر، قامت المؤسسة بتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة ماكس ريتيل، لتنفيذ مشروع كسوة العيد للعام 2016، عن طريق تقديم كوبونات شرائية من الفروع المختلفة لمحلات ماكس للأزياء بجميع إمارات الدولة للأسر المتعففة والفقيرة لشراء ما يلزمهم من ملابس وأحذية وغيرها.

حيث قامت القرق الخيرية بتوزيع حوالي 3000 كوبون على الأسر محدودة الدخل المسجلة لديها بالمؤسسة، بغرض تخفيف العبء المادي على الأسر الفقيرة وإدخال البهجة والسرور لقلوب الأطفال في مثل هذه المناسبة.

كما قامت أيضاً القرق الخيرية في سياق نفس المشروع بالتبرع بعدد من هذه الكوبونات للجنة الأسر المتعففة بأم القيوين والتابعة لجمعية دار البر.

رعاية الأسر

أما في شهر مايو، فقد وقعت المؤسسة اتفاقية تعاون مع لجنة الأسر المتعففة بأم القيوين قدمت بموجبه مؤسسة القرق مبلغ مليون درهم، كمساعدة للجنة الأسر المتعففة التابعة لجمعية دار البر في أم القيوين لدعم مشروعاتها وبرامجها الخيرية. ولم يكن هذا التبرع هو الأول من نوعه، حيث يتم توقيع هذه الاتفاقيات للعام السادس على التوالي بين المؤسسة ولجنة الأسر المتعففة بأم القيوين..

حيث تتضمن مساعدات المعاقين وأسرهم، وكفالات الأيتام وأسرهم، والمساعدات التعليمية، وصيانة منازل المواطنين، والمساعدات الطبية، ومساعدات الكهرباء والمياه والإيجار، ومساعدات المير الرمضاني، ومساعدات كسوة العيد، ومساعدات عينية خاصة بمشروع الحقيبة المدرسية.

وخلال نفس الشهر (مايو 2016)، أبرمت القرق الخيرية اتفاقية لتنفيذ مشروع «مير رمضان»، وهو عبارة عن بطاقات شرائية من الفروع المختلفة لهايبر اللولو ماركت المنتشرة بكافة أرجاء الدولة، حيث يستهدف المشروع الأسر محدودة الدخل والحالات الإنسانية سعياً لتغطية وتوفير ما يلزمها من مواد غذائية متنوعة قبل بداية الشهر الفضيل.

ويجسد المشروع يجسد بعداً إنسانياً يهدف إلى رفع عبء المصاريف وتكاليف الحياة الأساسية والمتطلبات المعيشية عن الفئات المسجلة لدى مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية والتي يصل عددها إلى 5000 أسرة من الشرائح ذات الخصوصية والأولوية المستحقة للدعم الإنساني.

حيث يتم توزيع البطاقات بحسب عدد أفراد الأسر المدرجة بقوائم المستفيدين لتتولى كل أسرة بدورها اختيار ما يلزمها من سلع ومواد غذائية من الفروع المختلفة لهايبر ماركت اللولو وفي حدود قيمة كل بطاقة.

وفي شهر فبراير، قامت المؤسسة بتمويل بناء عدد 11 مشروعاً خارج الدولة (9 مساجد ودار أيتام ومسكن للفقراء) بتكلفة إجمالية تصل إلى 800 ألف درهم بدول طاجيكستان وإندونيسيا والفلبين وكمبوديا وموريتانيا والهند. كما وقعت اتفاقية لكفالة عدد 116 يتيماً خارج الدولة بتكلفة سنوية تتعدى 200 ألف درهم بدول لبنان والصين والسودان وموريتانيا والنيجر.

على صفحة العطاء تركوا بصماتهم.. موقنين أن الخير مفتاح الذكر الحسن وإكسير الخلود، معاهدين الحياة ألا يتركوها كما جاؤوا إليها، ويسابقون الزمان بحثاً عن أبواب خير يطرقونها.. في هذه الصفحة اليومية وطوال الشهر الفضيل نتفيأ ظلال الخير في أصحاب البصمات العطرة في دولة الإمارات.

Email