المستشار علي الهاشمي: من يتحدثون عن تجديد الخطاب الــــديني قد لا يذهبون لصلاة الجمعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يظل المستشار السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية بوزارة شؤون الرئاسة، قيمة كبيرة في مجتمعنا، ويظل مجلس علمه في منطقة الخزنة في أبوظبي تشتاق إليه القلوب لتستمع إلى ما يروي ظمأها فتسمو الروح وترتقي. ومع نفحات الشهر الكريم، يزداد شوق الكثيرين لسماع حديثه الذي يغذّي أرواحنا وترديده آيات الله، بصوت عذب يهز القلوب، فرمضان شهر للروح قبل أن يكون شهراً للجوارح.

خلال لقائنا معه طاف بنا في روحانيات الشهر الفضيل، وكرامته على المسلمين، وكيفية الاحتفاء به وأداء الطاعات فيه، طمعاً في مضاعفة الأجر، وتنقل بنا في قضايا معاصرة دقيقة تشكو منها الأمة الإسلامية لا سيما قضية الإرهاب والتطرف وانجرار بعض الشباب خلفه دعواته الخاطئة مؤكداً أن أفضل طريقة لإيقاف التطرف هي بتصحيح التعليم، فلو كان التعليم صحيحاً لما تسلل الإرهاب إلى عقول أبناء المجتمعات الإسلامية، كما رد المستشار السيد علي الهاشمي على أصحاب دعوات تجديد الخطاب الديني بالتشديد على أن بعض من يتحدثون عن تجديد الخطاب الديني قد لا يذهبون لأداء صلاة الجمعة.

شهر العطاء

يقول المستشار الهاشمي: شهر رمضان شهر العطاء والرحمة والمغفرة والعتق من النيران، هذا الشهر شهر عظيم كان يحتفى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجود الناس، ولكنه في رمضان يكون كالسيل في العطاء والعبادة والتبتل إلى الله تبارك وتعالى، وأيضاً الاعتكاف في أواخر هذا الشهر الفضيل.

والأمة الإسلامية ولله الحمد في جميع أقطارها، ومن جميع الأجناس التي تنتمي إلى هذا الدين الحنيف، ومن جميع المذاهب يحتفلون بهذا الشهر العظيم، ويعدون له من الخيرات الكثير، لأن الحسنة في هذا الشهر تتضاعف بعشرة أمثالها، فالذي يتبرع بدرهم في شهر من شهور السنة في رمضان تكون بعشرة دراهم، وإذا تبرع بألف درهم كأنه تبرع وتصدق بعشرة آلاف درهم، فهذا شهر تتضاعف فيه الحسنات وتتضاءل فيه السيئات، فهو شهر عظيم تتضاعف فيه الحسنات وتكثر فيه الهبات والعطايا، ويكثر فيه الأجر والمثوبة، وهذا الشهر تقيد فيه الشياطين وتسلسل، وتفتح فيه السماء أبوابها للمستغفرين، لأن أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار. فأيام الشهر الكريم كلها خير وبركة.

وصايا

يوصي المستشار السيد علي الهاشمي الناس في هذا الشهر الكريم بالتزاور، والحرص على صلاة التراويح، والتخفيف كذلك من الأكل، لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»، فهذه الآداب المرعية في هذا الشهر الكريم.

وأضاف: رمضان شهر عبادة ونشاط وليس شهر كسل أو تراخٍ أو هروب من العمل، فهذا شهر كل يوم من أيامه للعمل، ومع ذلك الليل طويل للعبادة والتزاور والزيارة، خاصة زيارة الأقارب والأرحام، وإجابة الدعوة، مشيراً إلى أن هذا الشهر الفضيل فرصة ثمينة لزيادة القربات والحسنات لكثرة أبواب الخير المفتوحة، ومضاعفة الأجور في رمضان الخير، واغتنام الساعات في الطاعات، فرمضان من نفحات الخير التي يجب اغتنامها وعدم التفريط بها.

ويقول الهاشمي: لنا عادات طيبة نحن في دولة الإمارات في شهر رمضان المبارك، ومن أبرز هذه العادات موائد الخير المنتشرة في طول البلاد وعرضها، تجمع المسلمين على موائد الإفطار، ابتغاء الأجر والبركة وإطعام الطعام، وكسب أجر إفطار الصائم، فكما هو معروف تُصف موائد للإفطار للجميع، فحضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، له موائد إفطار عظيمة، كما أن هناك العديد من الموائد التي تقيمها مختلف الوزارات والمؤسسات والجهات، وكذلك المائدة في مسجد الشيخ زايد، رحمه الله، في مسجده الكبير في أبوظبي، لا أعرف عدد حضور هذه الموائد، ولكنه جم غفير يحضر ويفطر ويدعو الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.

وحول اختلاف شهر رمضان الآن عن رمضان قديماً يقول المستشار الهاشمي، الذي اختلف هي الأجواء، ولكن الإنسان هو الإنسان، ليس هناك اختلاف كثير.. كنا زمان في رمضان ننام فوق الأسطح، الآن ننام مع المكيفات والمبردات، ونستعمل السيارات المكيفة، ونستعمل الموبايل بكل خدماته، كثير من الناس قد يقولون إن قديماً كان أفضل ومن سبقونا أفضل ومن بعدنا أقل.

التطرف والإرهاب

وحول كيفية التصدي للتطرف والإرهاب يقول المستشار الهاشمي نواجه ذلك بأن نُصحح التعليم، فلو كان التعليم صحيحاً، لما ظهر التطرف بهذا الشكل، فكثير من الطلاب الذين بلغوا حتى الثانوية العامة قد لا يعرفون مثلاً تاريخ أبو بكر الصديق أو من هو عمر بن الخطاب، رغم ان أحد القادة في ألمانيا، كان إذا ذُكر عمر بن الخطاب أمامه هب واقفاً، وقال: هذا الرجل لا يحسن أن يُذكر والناس جلوس، لا بد من القيام له إجلالاً لقدره.

لدينا رموز إسلامية، قد تكون رموزاً قديمة ومن التاريخ، ولكن أفعالها هي المطلوبة منا، الأئمة أبو بكر الصديق وعمر، وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وأصحاب المذاهب الأربعة من الأئمة المتبوعين، مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وأبو حنيفة، وغيرهم من العلماء والأوفياء الذين أفنوا حياتهم في التدقيق لينزلوا الأحكام الشرعية كما أنزلت على محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

وحول وجود جهات خارجية قد تدعم التطرف والإرهاب، يقول المستشار الهاشمي، لا أعرف جهات خارجية، وليس عندي تقدير لهذا.

تجديد الخطاب الديني

وحول كثرة الحديث عن الخطاب الديني وتجديد الخطاب الديني، يقول المستشار الهاشمي: كثير من الذين يتحدثون عن الخطاب الديني وتجديده قد لا يذهبون لصلاة الجمعة، كثير منهم لا يعرفون شيئاً عن الخطاب الديني أصلاً، فهناك أصول للخطاب الديني يعرفها أهل العلم، فلو حققنا الخطاب الديني بمفهومه الصحيح ما احتجنا أن نجدد شيئاً، وأنا أسأل المطالبين بتجديد الخطاب الديني: ماذا نجدد فيه؟ قولوا لنا نجدده على أي نحو؟.. يا من تطالبون بتجديد الخطاب الديني.. قولوا لنا كيف نجدده؟

ربما أصحاب بعض المذاهب الأخرى عندهم مفاهيم عن التجديد، وإذا خرج خطيب لا نعرفه ويضرب يميناً أو شمالاً، فهذا يخصه هو.. لا يخص الخطاب الديني، الخطاب الديني محكم، وحتى عندما نقول تجديد الخطاب الديني، ففيه ما فيه من الخطورة على بنية الإسلام وعلي ثوابت الدين.

ثوابت

هناك ثوابت في ديننا الحنيف لا يمكن تجديدها ولا تحويرها إنما المطلوب منّا تفعيلها وحمايتها.

وسطية

العاصي يتم تجريم عمله وعقابه وفق الأحكام والقوانين القضائية ولكنه لا يُكفّر.

موقف

أنا أُذكر بأحكام الدين وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يسخر من يستمع إلينا فينتفع وننتفع جميعاً.

عمل لا كسل

ينبغي على الموظفين المحافظة على دقة مواعيد الدوام خلال رمضان لأنه شهر عمل لا كسل.

Email