جمال الكمار.. الوقت ضاق أكثر في رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

رمضان في الماضي له رونق وروح معينة، حيث كنا نحضر فيه المجالس الرمضانية، ونستمتع بما فيها من علم وسماع قرآن وسمرٍ وذكريات وعادات أصيلة، ولكن في رمضان الحاضر لم يتضاعف ذلك على الرغم من التقدم والمميزات التي يمكن أن تستغل في إثراء هذا الجانب..

كما قل التزاور، واكتفى الناس بالمحادثات الهاتفية أو عبر الانترنت، وانشغلوا بالفضائيات والتسوق، وضاق الوقت بالناس.. بهذه الكلمات بدأ الإمام جمال طه الكمار إمام مسجد بن طحنون آل نهيان حديثه عن رمضان وأهمية استقاء الفتوى من المصادر الموثوقة..

حيث قال لقد تضاعف دور الإمام ومسؤوليته، وزادت عليه الأعباء، مقارنة بالسنوات الماضية، وأصبح على الإمام أن يواكب روح العصر وما فيه من مستجدات، حتى يستطيع التعامل مع رواد المسجد والإجابة على الأسئلة العصرية منهم، وليس ذلك فقط بل لا بد أن يلقي الإمام محاضرات خارجية..

إضافة إلى الدروس الدورية بمسجده، ولا ينبغي لأحد أن يتعرض للفتوى دون أن يكون مهيأ لهذا الأمر، ومن خلال دراسة أكاديمية شرعية متخصصة معتمدة، ولا يتصدر الإنسان للإفتاء لمجرد أنه استمع لعدد من المحاضرات أو حضر دورة تدريبية هنا أو هناك.

الفتوى بدن علم

وأشار إلى أنه ما يحزن الشخص اليوم تجرؤ البعض على الفتوى بدون علم، مع أنهم في الطب يلجأون إلى الطبيب، وفي الهندسة يستشيرون المهندس، وأصبح التخصص في كل شيء إلا الدين (عند البعض)، ويترتب على ذلك الضرر العظيم بالمجتمع والناس، وينتشر الجهل والفساد، وفي الحديث عند الدارمي: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النّار».

وأكد الكمار أنه ينبغي على المسلم أن يأخذ الفتوى من فقيه راسخ في العلم، معروف بالفتوى، وهذا الفقيه يكون متوفراً في الأماكن المعتمدة للفتوى، فهناك على سبيل المثال إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، حيث يتوفر عدد كبير من السادة المفتين، ذوي العلم والخبرة، على جميع المذاهب الإسلامية، وإذا كانت الفتوى من المسائل المعاصرة أو النوازل فإنهم يجتمعون ويتدارسونها ويصدرون فيها فتوى جماعية، مبنية على فقه ودراسة.

العشر الأواخر

أما عن فضل الاجتهاد في رمضان قال الكمار إن العشر الأواخر من رمضان من أهم أيام الليالي والأيام، خصوصاً لمن قصّر في حق نفسه وربه، وفاته الكثير من الطاعات فيما مر من رمضان، فتنوع العبادة في العشر الأواخر من قيام وتهجد وقراءة قرآن، واعتكاف، وصدقة، تجعل الإنسان يعمل على أن يأخذ بالنصيب الأوفى والحظ الأكبر من كل عبادة..

وفي البخاري عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». « وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيره». وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وأضاف ان في العشر الأواخر (ليلة القدر)، وفضلها معروف، فهي خير من ألف شهر، وقد ورد في الصحيح: « تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»، وفي الترمذي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني».

Email