شؤون وشجون

فوضى الفتاوى تُثير جدلاً واسعاً في مصر

د. آمنة نصير

ت + ت - الحجم الطبيعي

«هل يمكن ان يترك رجل زوجته تتعرض للاعتداء من آخرين، خشية قتله لو تصدى لهم»، كانت فتوى دينية أطلقها رجل الدين المصري ياسر برهامي، وليُطلق معها سهام الجدل؛ التي اخترقت المشهد العام في أرض الكنانة، وليتجدد الحديث حول فوضى الفتاوى الدينية.

ردود الفعل في الأوساط الدينية والسياسية جاءت منتقدة لتلك الفتاوى التي تثير الجدل، وتعصف بالمفاهيم الثابتة المُتداولة، بينما جاءت ردود الفعل المُجتمعية أشد حِدة واستنكاراً، خاصة أن بعض الفتاوى ومنها واحدة لـ«برهامي» عن ترك الرجل لزوجته تُهان وتغتصب ويعتدى عليها أمامه دون تدخله خوفا على نفسه من البطش والتنكيل منه. فهي لا تُعبر عن صريح الدين، الذي لا يدعو إلى السلبية.

أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الشحات الجندي، أن مثل تلك الفتاوى تتعارض مع ما هو ثابت وما منصوص عليه في الدين، فهي مجرد رأي شخصي. محذراً من خطورة فوضى الفتاوى، لتأثيراتها السلبية على المُجتمع.

وقالت أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير: «الفتوى لأهل الفتوى وهم أهل العلم والتخصص، بشرط امتلاك ملكة الاستنباط، فبعض معتلي المنابر في الوقت الحالي تخرج عنهم فتاوى لا تعد من صلب الدين أو القيم الأخلاقية، وفي ذلك فساد للدين والمجتمع أيضا، ولمثل تلك الفتاوى تأثيرات مجتمعية خطيرة جدا، فهناك سمات تميز المفتي، وللفتوى ضوابط علمية محددة ولابد من معرفة قواعد الإسلام ومعرفة الحديث والسنة النبوية الشريفة، ومعرفة قواعد اللغة العربية، وحفظ القرآن.

ودار الإفتاء ووزير الأوقاف، لابد من شجاعة لمواجهة الذين يريدون أن يدمروا صحيح الدين وينحرفوا بالمجتمع، ويفسدوا الذوق والأخلاق العامة.

ويشير أستاذ علم النفس الدكتور أحمد جمال أبو العزايم، إلى أن تلك الفتاوى لها تأثيرات سلبية وخيمة على المجتمع، فالدين خارطة الحياة التي رسمها الله للإنسان، وعليه أن يحكم عقله وقلبه، أو «استفت قلبك» فكل منا يستطيع أن يختار بعقله بين الصواب والخطأ وما هو معقول وما هو خارج عن إطار المألوف، ويجب ألا يعطل الإنسان قدراته العقلية أو أن يضع نفسه أسيراً لبعض الفتاوى غير الصحيحة، خاصة مع وجود الأصل «القرآن»، وهو ثابت، ومع وجود السنة النبوية، في حين أن بعض الفتاوى تتغير بتغير الزمان أو المواقف، والحلال بين والحرام بين.

 

Email