محمد السخاوي: للصيام في الإمارات أريحية مختلفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

محمد عبدالمجيد السخاوي إمام وواعظ مسجد الشيخ أحمد بن راشد المعلا في أم القيوين، التحق في بداية عمله بمسجد الإمام أبو حنيفة بمنطقة البلاد القديمة، وظل به 5 سنوات، ثم انتقل إلى مسجد (الراس)، وبعد إحلاله بآخر جديد سمي مسجد الشيخ أحمد بن راشد المعلا، ويشرف السخاوي على 4 مراكز لتحفيظ القرآن الكريم في أم القيوين تابعة للشؤون الإسلامية وأخرى أهلية، ويدرس بها نحو 800 طالب وطالبة، وهي تعمل على مدار العام ويلتحق بها الطلبة من أعمار تتراوح ما بين 4 أعوام إلى 18 عاماً، ويتم فيها تعليم مبادئ اللغة العربية بالنسبة إلى الطلبة صغار السن، ثم تعليمهم قراءة القرآن.

يعد السخاوي عضواً أصيلاً في التحكيم لجائزة الشيخ راشد بن أحمد المعلا للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية في أم القيوين، والتي تسهم في نشر الثقافة الإسلامية في المجتمع، ويفضل أن يقضي نهار رمضان في المساجد النائية في منطقة الفلج والراعفة ينظم خلالها حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، وليل رمضان يبدأ عنده بعد الإفطار استعداداً لصلاة التراويح، ثم العودة إلى المنزل إذا لم تكن هناك مسابقات قرآنية لجائزة الشيخ راشد بن أحمد المعلا.

ذكريات رمضان

يرى السخاوي أن لرمضان أريحية وطعماً مختلفاً تماماً في الإمارات، خاصة، في ممارسة العبادات والتقرب إلى الله تعالى وطاعته من حيث التركيز والإرشاد، وأنه يعد جدولاً زمنياً للعمل يبدأه عند صلاة الصبح، ثم الجلوس في المسجد إلى ما بعد الشروق والتي يتلو خلالها آيات من القرآن الحكيم ثم الورد اليومي، وبعدها يتوجه إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في أماكن مختلفة في أم القيوين، حيث يبدأ بتعليم الطلبة من سن الرابعة إلى السادسة مبادئ اللغة العربية، ومن ثم قراءة القرآن، حتى يتعلم الطالب التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم من المصحف، وفي العام الماضي تمكن 10 من طلابه من حفظ القرآن، إضافة إلى 20 آخرين تمكنوا من حفظ 20 جزءًا، و50 طالباً حفظوا 10 أجزاء.

وبعد صلاة العصر يتوجه السخاوي إلى حلقات المساجد في المناطق البعيدة من الإمارة، ثم يلقي دروساً يومية في الوعظ عقب الصلاة مباشرة تتناول مواضيع عدة تتعلق بصلاة التراويح وفضائل رمضان من تلك المواضيع التي تحددها الهيئة العامة للشئون الإسلامية، وبعد تناول إفطار رمضان، يستعد لأداء صلاة التراويح، ثم التوجه إلى مقر لجنة التحكيم لمسابقة جائزة الشيخ راشد بن أحمد المعلا للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية، والتي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم والثقافة الإسلامية ونشر الدعوة، إضافة إلى المسابقة السنوية التي تقيمها وتدعو من خلالها علماء ومفكرين من داخل وخارج الدولة طوال أيام الشهر الفضيل.

موائد رمضان

ويرى السخاوي أن رمضان يكسر جماح الشهوة في الطعام حتى يحس الإنسان بالفقراء والمحتاجين من الناس، ولا يمنع ما لذ وطاب من الأطعمة، من غير إسراف، ودائماً ما ينصح بعدم الإسراف في تناول الأطعمة، وان ما تبقى من الأطعمة يجب أن يوظف في مبادرة (حفظ النعمة) التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر وكان لها أثر كبير في إدخال السرور على المحتاجين.

ويدعو السخاوي في حلقات الذكر الرمضانية الآباء الذين يحضرون أبناءهم للصلاة وقراءة القرآن في أوقات مختلفة في المسجد إلى متابعتهم وجعلهم تحت أنظارهم يوجهونهم ويدلونهم على عمل الخيرات، ولا يتركوهم في المسجد فيتأذى بهم الإمام في صلاته ويفوِّتوا على المصلين خشوعهم، فتربية الولد على الخلق والدين من واجب الأب، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) سورة التحريم آية: 6.

ويرى أن على الزوجة أن تنظم وقتها، وأن تحتسب الأجر في خدمتها في بيتها أو عند أهلها، ولكن لا يعني ذلك أن تقضي جل اليوم بين تنظيف البيت والاستعداد للسحور أو الفطور، بل يتم التفاهم مع الزوج على كيفية معينة، وأصناف محببة يكتفى بها، ويصرف باقي اليوم بالطاعة، والصلاة، والعبادة، فنحن ما خلقنا للأكل والشرب والنوم وإنما خلقنا الله لعبادته.

كما يرى أن عمل برامج رمضانية وجلسات عائلية ومسابقات ثقافية وأخرى ترويحية لأهل بيتك ولجماعة المسجد أمر جميل ومحبب، وأن يستغل إقبال الناس في رمضان على الخير والعبادة والمساجد بدعوتهم إلى الله والتوبة والإنابة إليه، فإن للنفس إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت حاول أن تغتنم هذا الإقبال وتستثمره، فالوقت من ذهب، والوقت هو عمرك، فما ذهب منه لن يعود إلى قيام الساعة، وأنت ستحاسب على كل دقيقة من عمرك.

Email