عمر سباعي: الإمامة حلم راودني منذ الطفولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إمامة المصلين حلم راوده منذ نعومة أظفاره، وحتى قبل أن تلم مداركه بمعانيها، مارس أجواءها وسط أسرة احتضنت طموحاته ومدته بالتشجيع، مما ساعد على تبلور حلمه، وبفضل هذا التشجيع، تمكن الدكتور عمر قاسم سباعي واعظ وإمام مسجد الشيخ راشد بن سعيد أن يفرد تفاصيل حلمه في أن يصبح إمام مسجد على أرض الواقع، وذلك بعد مراحل مختلفة بدأها بإمامة زملائه الطلبة ومعلميه في المراحل الدراسية الأولى.

إصرار ومواصلة

من المدرسة كانت انطلاقته لإمامة المساجد والتي أعطته جرعة كبيرة من الإصرار، ودفعته للمواظبة على إمامة المصلين، والتنقل بين مساجد الحي الذي كان يقطنه بحثاً عن مسجد تأخر إمامه أو غاب لظرف ما، ويوماً بعد آخر ازداد حبه لهذا الواجب الرباني الذي عززته كلمات التقدير والمحبة من أفراد المجتمع، مما دفعه ذلك لمواصلة دراساته في هذا المجال حتى حصل على شهادة الدكتوراه وأصبح واعظاً دينياً يقدم التوجيهات الصحيحة المأخوذة من الشريعة والفتاوى التي تعين الناس على أمور دينهم.

أما عن سر تعلقه بالمسجد وحلمه بأن يؤم المصلين، كان خلفه تشجيع من محيط الأسرة التي غرست في نفسه ذلك قبيل أن تحيط بها مداركه، إذ حرص والده على اصطحابه للمسجد منذ سن مبكر حتى وجد نفسه معجباً بشخصية الإمام وتقدير الناس له والتفافهم حوله...

وهذا ما أوجد بذرة حلمه التي نمت مع تشجيع محيط الأسرة لها، لذلك يرى أن اصطحاب الأطفال إلى المساجد يخلق لديهم أفكاراً إيجابية، تعزز مشاعر الولاء وقيم الارتباط بهذا الصرح الديني، وعدم الضيق من وجودهم في المسجد أو من أصواتهم التي يصدرونها في ساحاته في بعض الأحيان.

ويشير إلى أن المسجد ليس مكاناً للعبادة فحسب، بل له دور بالغ الأهمية في التنشئة الثقافية والفكرية، مع كونه مصدر إشعاع تربوي واجتماعي واقتصادي وعملي، وهذا الدور للمسجد يتعاضد مع دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الأخرى التي تسهم في بناء المجتمع، فمن المسجد تشع الثقافة الإسلامية الأصيلة ومنه ينبعث الوعي الديني وفيه يعرف الحلال والحرام.

مكانة الإمام

ويضيف الدكتور عمر سباعي ان مكانة الإمام في المجتمع مبهجة، وتدفع الشخص لخدمة دين الله وعباده، فرغم مرور القرون ما زالت هذه المكانة محفوظة، وليس ذلك بالشيء الغريب لأنها نابعة من مكانة المسجد الذي له دور عظيم في الإسلام، فالمسلم عندما يرتبط به يكون له شأن كبير عند الله سبحانه وتعالى، والمتتبع للتاريخ الإسلامي يجد أن تنظيم الحياة والتعليم انطلق من محراب المسجد.

أما عن طبيعة حياته ويومه الرمضاني يؤكد سباعي أن شهر رمضان له أجواء استثنائية، تفوح منها الروحانية والإيمان، فاليوم الرمضاني مختلف بكافة تفاصيله، إذ يبدأ منذ ساعات السحر التي يتناول فيها بعض اللقيمات التي تعينه على الصوم، ومن ثم يتوجه إلى المسجد لاستغلال لحظات السحر في الدعاء والتسبيح وتلاوة القرآن..

وبعد ذلك يدخل توقيت صلاة الفجر الذي يتوافد فيها المسلمون لتلبية نداء رب العالمين، مصطحبين أطفالهم الذين يتركونهم بعد صلاة الفجر في حلقات حفظ القرآن حتى ساعات شروق الشمس، ليعود الجميع بعد ذلك إلى منازلهم لأخذ قسط من الراحة وممارسة أعمالهم اليومية.

يستيقظ سباعي بعد قسط الراحة ليجالس أفراد أسرته وينظر إلى احتياجاتهم واحتياجات المنزل، ومن ثم يتوجه لتوفيرها أو يوكل المهمة لأحد من أبنائه، وقبيل أذان الظهر يتوجه ليؤم الناس في صلاة الظهر، ومن ثم يجلس في المسجد يتلو القرآن ليعود بعد ذلك لمنزله.

تقديم الدروس

أما ساعات المساء غالباً ما يستغلها في التسبيح وقراءة بعض الكتب ليغذي بها معلوماته الدينية، وقبيل غروب الشمس يتوجه إلى خيمة الإفطار التي تشد أعمدتها على مساحات شاسعة أمام المسجد لاستقبال الصائمين وعابري الطريق، ويستغل تجمع الناس في الخيمة قبيل مدفع الإفطار في تقديم بعض الدروس والنصائح..

وما إن يدوي مدفع الإفطار يفطر مع الصائمين ببعض التمرات والماء أو اللبن تطبيقاً للسنة النبوية ثم ينادي على الصائمين للتوجه لأداء صلاة المغرب والعودة بعد ذلك لإكمال إفطارهم، أما هو فيكمل إفطاره برفقة أفراد عائلته والتي يصطحبها بعد ذلك لأداء صلاة التراويح بصغارهم وكبارهم نساءً ورجالاً.

Email