د. عبد الله منصور: المسجد بيت الأتقياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

من مهام الدكتور عبدالله منصور محمد، في قسم الوعظ بدائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة، إلقاء الدروس والمحاضرات وخطب الجمعة والإمامة أحياناً، بالإضافة إلى إعداد المواد العلمية للنشر، وإلقاء المحاضرات التي تنظمها الدوائر والهيئات الحكومية في إمارة الشارقة، لا سيما في المدارس الحكومية والخاصة.

شهر المغفرة

رمضان من وجهة نظر الدكتور عبدالله، شهر مبارك، يجب على المسلم اغتنامه بأدق التفاصيل، ففيه تتنزل الرحمات، وتعتق النفوس من النار، فهو ببساطة شهر المغفرة، ونحن أحوج ما نكون إليها.

وأضاف: في الماضي كان المسلمون أشد معرفة بفضله وروحانياته وقدسيته، وكان الآباء والأجداد يتخلون عن كثير من مشاغل الدنيا في سبيل رمضان، إلا ما لا بد منه، من أجل قراءة القرآن، وسماع الدروس والمحاضرات، وإقامة الصلاة، وقيام الليل، والحاصل اليوم هو العكس، إلا ما ندر.

وأوضح الدكتور عبدالله أن من الأخطاء التي يرتكبها الناس في هذه الأيام المباركة، الإغراق في هدر الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي نهاراً، وفي أمور غير ضرورية، وفي المساء على المسلسلات التلفزيونية غير المقبولة، وللأسف هناك الكثير من الناس يتبعون هذه المسلسلات، ويتركون ما شرع الله في هذا الشهر الكريم، بالإضافة إلى فئة أخرى تعتبر شهر رمضان موسماً خاصاً للتسوق، لا سيما في العشر الأواخر، بدلاً من الاعتكاف في المسجد، والاعتزال والتفرغ لعبادة الله.

وأوصى الدكتور عبدالله منصور نفسه أولاً والمسلمين كافة، باغتنام هذا الشهر وإحسان استقباله، لأن رمضان ضيف كريم، وعلى المسلم أن يستعد له ويتهيأ بأجمل أوصاف الضيافة، ولا بد هنا الابتعاد عن الأمور الدنيوية التي تفسد الصيام، مشيراً إلى ضرورة ترك اللهو وإضاعة الوقت، والتقرب في المقابل، من الأمور التي تقرب الشخص من الله.

وفي جانب الخطاب الديني، أوضح الدكتور عبدالله أنه مستلهم من كتاب الله وسنة رسوله الكريم، والكتاب والسنة أبداً لا يتغيران، لذا فإن هناك ثوابت لا بد من المسلم أن يلتزم بها التزاماً حرفياً ودون تغيير، وأن يثبت عليها، وأهمها منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

شعاع الإيمان

وقال الدكتور عبدالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن المسجد بيت كل تقي»، فهو حقاً بيت الأتقياء ومكان المحافظين على الصلاة في رمضان وسواه من شهور العام، وهو أيضاً النقطة التي ينطلق منها شعاع الإيمان، مشيراً إلى أن من أهم الأمور التي تُفعّل دور المسجد، العمارة المعنوية قبل العمارة المادية، حيث لا يقل في المستوى عما سواه من المباني السكنية المجاورة، ولا بد أن تعمر المساجد بالصلاة والقرآن، والذكر والعلم النافع، والعمل الصالح، وتقوى الله والاعتكاف.

وأضاف: من طرق تفعيل دور المسجد في حياة الناس، ما يلي: ضخ الإيمان في قلوب الناس، وغرس محبة عمارة بيوت الله، وملؤها بالطاعات قبل كل شيء، وذلك يكون بنشر الآيات التي تحث على عمارة بيوت الله، ويتعين هنا على كل إنسان أن يحث نفسه على الاستقامة.

يوم رمضاني

عن يومه الرمضاني، قال الدكتور عبدالله منصور: يومي كما كل أيام المسلمين في رمضان، يبدأ مع السحور وصلاة الفجر، وتلاوة القرآن، والذهاب إلى الدوام الرسمي، والتحضير للمحاضرات التي سأقدمها، ثم صلاة الظهر، ومساعدة الأهل في أمور المنزل، ثم صلاة العصر، فقراءة القرآن حتى صلاة المغرب، وصلاة العشاء والتراويح ثم يأتي وقت النوم.

وأضاف إنه كأي مواطن من مواطني الدولة، يفضل دائماً المائدة الرمضانية العامرة بالأكلات الشعبية المتعارف عليها، مثل الهريس والثريد واللقيمات وسواها من المسميات الإماراتية في هذا السياق.

Email