آية وغاية

مفتي السعودية: الصوم عبادة يفاخر الله بها ملائكته

الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا المفتي العام بالسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المسلمين للتعامل مع شهر رمضان الكريم بالفرح وحمد الله أن مد لهم في آجالهم ليبلغوه ليغفر لهم ذنوبهم، ودعاهم ليتذكروا أقواماً اختطفتهم المنايا؛ فأصبحوا في بطون الألحاد، وحيل بينهم وبين الصيام.

وأشار في إحدى خطبه الرمضانية إلى «أنه شهر تطهير للخطايا والسيئات، وشافع يوم القيامة لمن يصومونه بحق، ففيه تتنزل الرحمة وتحط الخطيئة ويستجاب الدعاء، وينظر الله إلى تنافس الناس فيه؛ فيباهي بهم ملائكته. وقال: المسلم فرد خاطبه رب العالمين، إذ وجه خطابه بأسمى صفاتهم وأعلاها وأشرفها، ألا وهو الإيمان: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ»، ومن يقرأ الآية؛ يزداد فخراً، وشرفاً، ورفعةً، وفرحاً، لأنه أحد المخاطبين.

فالصوم عبادة يجب أن تؤدى طاعة لله، وقياماً بحق الله، وشكراً له على إنعامه وإفضاله. والله تعالى نوع العبادات؛ فجعل منها قولية وأخرى فعلية؛ فالدعاء والأذكار عبادات قولية، والفعلية منها الخاصة بالبدن، وهي الصلوات الخمس، والمختصة بالأموال هي الزكاة، والمركبة بالمال والبدن، وهو حج بيت الله الحرام، ثم الصيام الذي يكف النفس عن الشهوات، للطاعة تقرباً إلى الله وخضوعاً له.

والله اختصنا في رمضان بخصائص عظيمة لم تكن لمن قبلنا من الأمم؛ فقد بين نبينا الكريم: «أعطيت أمتي خمس خصال برمضان لم تعط أمة قبلها: خلوف فم الصائم، وهو أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة فيه حتى يفطر، ويزين الله كل يوم جنته، ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليكِ، وتصفد مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة»، قيل: أهي ليلة القدر؟، قال: لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله».

ويبشر نبينا صلى الله عليه وسلم، أصحابه برمضان ويبين لهم مزاياه وفضائله، فقال يوماً لأصحابه وقد حضر رمضان: «أتاكم شهر بركة يغشاكم الله فيه؛ فينزل الرحمة ويحط الخطيئة ويستجيب الدعاء وينظر إلى تنافسكم فيه؛ فيباهي بكم ملائكته؛ فأروا الله من أنفسكم خيراً»، وقال يوماً، وقد حضر رمضان: «أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله، ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه، ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه»، إن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله، ويكتب رزقه وشقاءه قبل أن يدخله، ذلكم أن المؤمن يعد فيه الزاد بالتقوى على الطاعة، ويعد فيه المنافق تتبع غفلات الناس، وعوراتهم.

 

Email