نايف العامري.. إمام بشهادة جامعية في التسويق

نايف العامري

ت + ت - الحجم الطبيعي

الوازع الديني، وحب الإرشاد، والتواصل مع الناس، والحرص على تربية النشء، ونبذ الفكر المتطرف وترسيخ مبدأ الوسطية وتعاليم الدين السمحاء. أبرز الدوافع التي وجّهت الشاب نايف العامري نحو الإمامة، وإن كانت شهادته الجامعية في غير مجال الدعوة والتربية الإسلامية، فهو يعمل منذ 6 سنوات إماماً لمسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في منطقة الفلاح في أبوظبي، وعمره لا يتعدى 36 عاماً.

على الرغم من أن نايف لديه شهادة جامعية في التسويق، ويعمل في إحدى الجهات الحكومية، إلا أن ذلك لم يمنعه وهو في عمر 29 عاماً، من أن يتقدم للجهات المختصة لممارسة الإمامة التي كانت بالنسبة إليه حلماً يصبو من خلاله إلى تحقيق المنفعة للناس، ونيل الأجر والثواب من الله.

تتلمذ العامري منذ صغره على أيدي كبار علماء الشريعة والقرآن، منهم الشيخ محمد سلام المحمدي الذي ساهم في تعليمه، وزرع بذرة الإمامة في قلبه وعقله.

إمام "الفريج"

يقول الإمام نايف: كنت قبل أن أصبح إماماً «رسمياً» أؤم الناس في مسجد «الفريج»، في حال غياب أو تأخر الإمام، فوجدت استحساناً كبيراً وقبولاً من المصلين، وقد شجعني أصدقائي وأقاربي على مواصلة هذا النهج، إلى أن تدرجت في التعليم، والتحقت بالعديد من الدورات الدينية في شتى علوم الدين، وتقدمت للمقابلة أمام لجنة مختصة في هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مكونة من مدير الأوقاف وبعض الوعاظ وعلماء الدين، والحمد لله تم قبولي واجتزت الامتحان، ثم عُيّنت أخيراً إماماً لمسجد خليفة بن زايد في منطقة الفلاح في أبوظبي.

ويوضح أن هناك مشكلة تكمن في عزوف المواطنين عن العمل أئمة في المساجد، مع أن هذا الموضوع مهم جداً، لذا فأنا أشجع أبناء الوطن وأدعوهم إلى الإقبال على مهنة الإمامة، لما فيها منفعة الناس والوطن، خاصة وأن هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تعلن باستمرار عن حاجتها لأئمة مواطنين.

في رمضان

ويؤكد نايف العامري أن للإمام دوراً مهماً في توجيه الناس، وإرشادهم إلى أمور دينهم، وتفقيههم في العديد من المسائل طوال العام، وما يميز رمضان ربما إقبال الناس على التفقه في أمور الدين والدنيا، إذ يعكف الكثير منهم على البقاء في المسجد من أجل الصلوات، ولقراءة القرآن، أو حضور الدروس التي تنظمها المساجد في عدد من المواضيع الدينية والحياتية المهمة.

ويشير العامري إلى أن جدوله في رمضان، حافل من ناحية التحضير لما سيتلى من آيات من القرآن الكريم، في صلاة التراويح، إضافة إلى تقديم دروس دينية ووعظ وإرشاد بعد صلاة العصر.

ويقول إن صغر سنه كإمام، له كثير من الميزات، حيث ان لديه أصدقاء من كافة الأعمار، وبالذات الشباب الذين كوّن معهم علاقات أخوية وصداقات في المسجد وخارجه، حيث يحرص على مشاطرتهم نشاطاتهم المختلفة، ومنها الرياضية.

الإمامة والناس

ويبين أن على الإمام أن يحرص على التقرب من الناس، فالإمامة لا تعني الصلاة بالناس وحسب، إنما التواصل معهم اجتماعياً، والسؤال عنهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، إضافة إلى أسلوب الإمام الذي يجب أن يكون معتدلاً لا متشدداً، وأن يتحدث مع الناس بأسلوب مقنع، وأن يكون عالماً بأمور الدين والفقه والحديث، ويحفظ القرآن أو جزءا منه، ويتقن علوم التجويد، حتى يتمكن من أن يفيد غيره من الناس.

ويشير نايف إلى أنه يحرص على تنظيم حلقات لتحفيظ القرآن في المسجد طوال العام، وخلال شهر رمضان، إضافة إلى دروس دينية للرجال وأخرى للنساء تلقيها واعظات. ويؤكد ان الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، توفر للائمة على مدى العام، دورات في تجويد القرآن والوعظ، إضافة إلى اجتماعات شهرية مع مدير شؤون المساجد، للاطلاع على احتياجاتنا وتوفيرها.

ويقدم الإمام العامري بعض النصائح في رمضان، أهمها احترام الآخر وحسن التعامل مع الخدم أو العمال، والإحسان إليهم.

Email