جمعة عبد الوهاب من رواد حركة الكتاتيب في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

ولد الإمام جمعة محمد عبد الوهاب في عام 1963، يحفظ القرآن الكريم كاملا كما يتمتع بخط جميل في رسم الحروف العربية. يعد أحد ثمار حركة الكتاتيب في مصر، التي أنتجت حفظة القرآن وعلماء الدين واللغة العربية. أوصله تميزه في الحفظ والقراءات القرآنية إلى دولة الإمارات بعد أن استحق الإمامة بجدارة منذ تفوقه ونجاحه في تقييم لجنة علماء الدين الموفدة من الدولة إلى مصر من أجل اختيار وتعيين الأئمة.

لم يكن يخطط يوماً للعمل في الإمارات إذ كان يعمل إماماً في أوقاف القاهرة بمصر، فبعد رحلته في حفظ القرآن في الصغر على يد الكتاتيب، أكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في الأزهر الشريف، ثم سعى إلى دراسة الشريعة والقانون في جامعة الأزهر إلى أن أكرمه الله عز وجل – بإنهاء العلوم الشرعية واللغة العربية إضافة إلى بعض العلوم العامة.

أحب القرآن فتعلقت حياته به فأصبح إماماً يشدو بآياته في المآذ، واختار جمعة محمد عبد الوهاب أن يكون إماماً ليكون أحد الذين قال الله فيهم{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} داعياً الله تعالى في أن يكون جديراً بهذا المقام.

وظيفة عظيمة

حيث أشار جمعة محمد بالقول: إن إمامة المساجد لا شك أنها من أعمال القُرب التي اهتم بها الإسلام، فمعظم كتب الفقه في مختلف المذاهب الفقهية تجد فيها لأحكام الإمامة جزءا مخصصا، فهي وظيفة عظيمة اكتسبت أهميتها من الدور الموكل للإمام، كونه قدوة يأتم به المأمومون في عمل هو الركن الثاني من أركان الإسلام، ليكون أيضا قدوة في تعامله وأخلاقه، ولذلك اختص النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الوظيفة، إضافة إلى الوظائف التي شغلها في حياته بين أصحابه من الولاية والقضاء والقيادة والدعوة والإفتاء.

فقد قدم الإمام جمعة إلى الإمارات في عام 2008 وبدأ مشواره فيها، بعد نجاح تقييمه من لجة استقطاب علماء الدين، ووصف شعوره في ذلك بالنعمة الكبيرة إذ أحس بعد تجربة العيش في الإمارات بمعنى الأمان وقيمة الانتماء إلى أرض كريمة لا يتمنى أن يفارقها طوال حياته، فقد سطرت سنواته في الإمارات له ولعائلته المكونة من ولدين وزوجة وخمسة بنات أحلى سنوات حياتهم.

بدأ عمله إماماً في مسجد عمار بن ياسر في منطقة "الرغيلات" بالفجيرة، ثم انتقل ليكون إمام جامع النور في منطقة الفصيل منذ عام 2013. ويؤكد أن مهنة الإمامة لا تعني فقط إمامة الناس بالصلاة بل هي رسالة صالحة يقتدي الناس بها في سير حياتهم، وعلى الإمام أن يهتم بأخلاقه وصفاته ليكون قدوة لأهالي المنطقة. ويشير بضرورة حفاظه على نظافة المسجد وتطييبه بأفضل أنواع الطيب لما لهذا المكان من خصوصية وليشعر المصلون فيه بالراحة والطمأنينة.

شهر رمضان

لشهر رمضان عند الإمام جمعة محمد عبد الوهاب استعداد عام وخاص حيث يحرص في الاستعداد العام على مراجعة القرآن كاملاً قبل دخول شهر رمضان وعقد النية بالاجتهاد في الصلاة والعمل، ففي كل يوم من أيام الشهر الفضيل يخصص ساعات قبل صلاة الظهر يراجع فيها حفظ القرآن أو يساعد فيها من يطلب ذلك في حرم المسجد، كما ويخصص بعد صلوات العصر دروسا دينية تتنوع على مدى الشهر الفضيل لإفادة المعتكفين والمترددين على المسجد في نهار رمضان كما يفتح باب الرد على الاستفسارات الدينية للراغبين، والتي لا تدخل في قضايا الإفتاء إذ لا يعد الإفتاء من اختصاص إمام المسجد.

ويوضح الإمام جمعة محمد عبد الوهاب بعض العادات التي يحرص عليها قبيل صلاة العشاء والتراويح في رمضان والتي تتمثل في قيامة شخصياً بتطييب المسجد والإشراف على نظافته لإعطاء السكينة لمصلي صلاة التراويح في شهر رمضان.

وعلى صعيد حياته الشخصية فللشهر الفضيل خصوصية رائعة على حد وصفه تجمع العائلة والأصدقاء على موائد الرحمن التي قل ما يتحلق عليها الأغلبية في يوميات حياتهم خلال العام، كما يحرص في هذا الشهر على زيارة أغلب أرحامه وعلى تخصيص وقت للقرآن يتدارسه مع أبنائه وزوجته في البيت، ليديم الله عليهم نعمة حفظ هذا الكتاب العظيم.

Email