عبد الحكيم بديسو.. قدم إلى الإمارات طفلا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 سافر عبد الحكيم بديسو، من إثيوبيا إلى الإمارات وعمره لا يتجاوز 10 سنوات، ليعيش على أرضها وينطلق منها ليتعلم ويعمل ويستقر بقية حياته، كان ذلك عام 1986 حينما حطت طائرته القادمة من أديس أبابا في مطار الشارقة الدولي. حفاوة استقبال المواطنين، منحته انطباعاً إيجابياً وتفاؤلاً تجاه الإمارات وساكنيها، إذ سكن في مدينة الذيد فترة طويلة، ثم انتقل للدراسة في إمارة رأس الخيمة، والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى بعد التخرج مهمة تدريس الطلاب في مدارس عدة، إلى أن التحق بدائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دبي.

أبواب المسجد

تزوج الإمام بديسو ورُزق بأربع بنات وولدين، ويسكن الآن في منطقة الراشدية في دبي، كونه إمام مسجد الفطيم في تلك المنطقة، ويعيش مع عائلته حياة تتصف بالهدوء والسكينة، لاسيما في رمضان، إذ يستهل يومه بفتح أبواب المسجد، ثم يتناول طعام السحور مع أفراد عائلته، ويؤذن لصلاة الفجر التي لم تفته طوال 19 عاماً إلا مرة واحدة أو اثنتين.

كلما جاء رمضان، يتذكر بديسو أموراً كثيرة نقصت من حياته، أبرزها افتقاده بعض المصلين الذين رحلوا عن الدنيا، منهم أحد المسنين الذي كان رحمه الله، يحرص على أداء معظم الصلوات في المسجد، ويشكو دوماً من إقامة الصلاة عندما يكون قادماً في الطريق بحجة أن الوقت لم يحن بعد، وكان بديسو يمازحه ويطلب منه إحضار ساعة من بيته لقطع الشك باليقين.

عندما استقر بديسو في المنطقة، قصده عدد من المصلين في شهر رمضان، طالبين منه ألا يطيل في صلاة التراويح بحيث يقرأ في الركعة الأولى سورة قصيرة من أواخر سور القرآن، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، فوافق على طلبهم وجارى رغبتهم كي يكسب الجميع، وبعد مرور نحو أربع سنوات، اقترح عليهم قراءة آيات من السور الأخرى، مثل سورة البقرة وسورة آل عمران، بشرط ألا يتجاوز وقت القراءة الوقت المستغرق في السابق عند قراءة السور القصيرة، فوافق الجميع عن قناعة تامة.

السور الصغيرة

أما صديقه؛ وهو إمام في أحد مساجد الدولة، فقد ذكر له قصة طريفة مع المصلين، فحواها طلب المصلين منه اتباع الأسلوب نفسه عند صلاة التراويح، المتمثل في اختيار السور القرآنية القصيرة، لكنه فوجئ لاحقاً بمطالبته من قبل المصلين بقراءة الفاتحة بنفس واحد دون توقف.

وعن عدد ركعات صلاة التراويح، قال إن الإمام مخير بين ثماني ركعات أو 20 ركعة، طبقاً لآراء أكبر عدد من المصلين، وهو يصلي 20 ركعة بناءً على رغبة المصلين كل سنة، مبدياً أسفه حيال ظاهرة أو سلبية تتمثل في اهتمام الناس بقراءة القرآن والتزاحم على أداء الصلوات في المسجد خلال النصف الأول من رمضان، لكن في نهاية الشهر يتغير الواقع، وتبدأ أعداد المصلين بالتراجع تدريجياً.

ونظراً لارتباط الإمام بمهام رئيسية مثل رفع الأذان وإمامة الناس، ينتهز بديسو على غرار الكثير من الأئمة، الفرصة لقضاء حاجاته أو شراء ما أراد من مستلزمات البيت م ن بعد صلاة الفجر وحتى وقت الظهر، لأن هذا الوقت يعتبر الوقت الأطول الذي لا يؤثر فيه غياب الإمام عن المسجد، وبعد الظهر قلما يخرج من محيط المسجد سواء في شهر رمضان أو غيره، وكذلك فإن الزيارات تبدو نادرة في حياة بديسو.

لا يكلف بديسو نفسه الكثير لإعداد وجبة السحور، وغالباً ما يكون الطعام معداً مسبقاً بعد صلاة التراويح، فيما يحرص على أن تكون الوجبة صحية خالية من السكريات والدهون. ويحرص على تنظيم جلسات الذكر للمصلين كل يوم اثنين وأربعاء، من خمس إلى سبع دقائق، ولا يطيل أكثر حتى لا تبدو ثقيلة على البعض.

Email