أحمد مضعن يعيش هواجس مزعجة خارج دائرة «النور»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في قلب منطقة الوصل بلازا في دبي، يقع مسجد النور الذي يؤم فيه الإمام الدكتور أحمد خضير مضعن، منذ بضع سنوات، بعد أن أمضى وقتاً مماثلاً إماماً في مسجد حتا الكبير. لا شيء اختلف على خضير سوى السكان المحيطين بالمسجد، هناك كان غالبهم من المواطنين، وهنا كانوا هكذا وأصبحوا قلة، بفعل هجرة المواطنين من الوصل للسكن في مناطق أبعد مثل البرشاء والقوز.

هذا الفارق أحدث في نسق حياة الإمام أحمد مضعن شيئاً من الاختلاف لا يخلو من الحزن على فراق وجوه ألفها وأجاد التعامل معها بفعل الطيبة والتعاون والتواصل والتفاهم مع السكان المواطنين تحديداً، وإن ظل المشهد زاخراً بالوفاء والولاء لبيت الله، والاحترام والتقدير بين الإمام والسكان، والمشاهد التي تدل على ذلك كثيرة.

في رمضان كل عام، تضيق ساحات المسجد بمئات الصائمين الذين تأتيهم موائد الإفطار من كل الاتجاهات، أحد السكان كما يضيف الإمام، هو ضابط برتبة لواء في شرطة دبي، لا تفوته صلاة الفجر أبداً، يأتي يومياً بعشرات الوجبات من بيته إلى ساحة المسجد، وكذلك تفعل بيوت كثيرة، ناهيك عن عادات جميلة لا تزال قائمة ومتوارثة بين البيوت الإماراتية والمقيمين العرب والمسلمين وإمام المسجد الذي يحرص يومياً على طبخ المزيد من الأكلات ليقدم منها إلى جيرانه، وهم كذلك يفعلون.

الخير في رمضان لا تجده في المسجد وحسب، إنما هو الثابت في كل الملامح الجميلة التي يجدها المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، ويوضح مضعن أنه عايش أجواء اجتماعية ودينية لا تنسى في رمضان، منذ قدم إلى الإمارات وعمل في مسمى »إمام مسجد« قبل أكثر من 14 عاماً، وهي تتشابه في حتا ودبي، وتتكرر في كل البيوت و»الفرجان«.

يحرص مضعن على تقديم دروس الفقه والوعظ والإرشاد في مسجده على فترات، تزيد في شهر رمضان، فهو المرجع للمحيطين في مختلف المسائل الفقهية، والقضايا الاجتماعية المتعلقة بالأسرة والطلاق، ويحرص أيضاً على الإجابة عن كل التساؤلات الواردة إليه في المسجد والبيت وكل مكان، لا سيما في الدروس التي يواظب على تأديتها في المسجد.

علاقة الإمام أحمد مضعن مع سكان الحي الذي بدا أكثر تحولاً لتزداد فيه نسبة المقيمين العرب والآسيويين، بعد هجرة المواطنين إلى مناطق أخرى، تبدو قوية رغم الفروق الكثيرة التي يجدها في اللغة والثقافة وحتى العادات والتقاليد، لكن حرص الإمام على التواصل مع المصلين والسكان، والمبادرة بالسلام عليهم والاطمئنان إلى أحوالهم، وزيارتهم واستقبالهم، كل هذه الملامح فتحت الباب على آفاق أكثر إيجابية من وحي دور إمام المسجد الذي لا يتوقف مجتمعياً.

التواصل

مع المصلين، يبدو الإمام أحمد خضير ناصحاً ومبادراً ومتواصلاً مع الجميع، ولا يضيّع الفرصة لينصح مراهقاً أو يجيب سائلاً، ودائماً يجد القبول من الآخرين، مؤكداً أن نظرة المجتمع للإمام فيها من التقدير والاحترام ما يمنحه الثقة والارتياح، في كل الأوقات والأماكن والمناسبات.

للبيت والأبناء نصيب من يوم الإمام بالتأكيد، فهو يخرج معهم في بعض الأيام مراعاة لشعور العائلة، أو حينما يريد شراء مسلتزمات للبيت من الجمعية. ورغم قلة خروجه من المسجد والبيت، فإنه لا يشعر بالراحة مطلقاً حينما يجد نفسه خارج دائرة »النور« مسجده، لدرجة كأنه يعيش هواجس مزعجة طالما أنه بعيد عن المسجد وفنائه الذي يجد فيه كل الراحة والثقة والاطمئنان لبقية يومه، كما يؤكد الإمام أحمد.

رسالة

رسالة أخيرة أراد الدكتور أحمد مضعن برقها إلى المسلمين كافة، قال فيها: شهر رمضان موسم أكرم الله به المسلمين، بالتجاوز عن عثراتهم، وإضافة الكثير من الحسنات إلى رصيدهم في الدنيا والآخرة، يكفيه قيمة وتقديراً أنه شهر أنزل فيه القرآن، وهو شهر عبادة وصدقة وصلاة وقيام ليل، وشهر صدق وجدية والتزام في أداء الواجبات الدينية، فما أحوجنا إلى الله في رمضان، لأنه ببساطة شهر الرحمة والمغفرة، فلا تضيعوا فرصة هذا الشهر الكريم الذي يُحدث الفارق في حياتنا وحتى بعد الممات.

Email