علي السامرائي: رمضان يلم الشمل ويجمع العائلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو إمام مسجد، يبلغ من العمر 75 عاماً، أمضى 50 عاماً منها إماماً، وهو أب لسبعة أبناء، وجّد لخمسة وعشرين حفيداً، يعيش مع زوجته بعد أن تزوج جميع أولاده وبناته، لكن في رمضان، يعيش الإمام علي السامرائي في أجواء روحانية تتميز بالتلاحم، تجمعه بأبنائه، ويستقبل بحفاوة وشغف شهر الصيام، ويستعد له منذ تحري هلال الشهر، هكذا يصف السامرائي شعوره قبل أن يطل علينا شهر رمضان.

أذان السحور

الإيقاع اليومي لحياة السامرائي، يبدأ برفع أذان السحور، ثم يعود لتناول السحور في البيت، بعدها يتوجه إلى المسجد مرة أخرى لرفع أذان صلاة الفجر، ويحرص على صلاة ركعتي السنة في البيت وركعتين أخريين في المسجد، ويبقى في المسجد بعد صلاة الفجر لذكر الله والتهليل والتكبير والتعقيبات مثل قول «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم»، والتضرع إلى الله بالدعاء.

كذلك يحرص السامرائي على تبادل السلام مع المصلين، ويقبله البعض على رأسه، وعندما يفرغ من ذلك، يحرص على قراءة القرآن، إذ يختم القرآن ثلاث مرات طوال الشهر، بحيث يقرأ نحو ثلاثة أجزاء في اليوم. ويعيد قراءة الأجزاء أكثر من مرة لتركيز الحفظ والفهم، وعندما ينتهي من القراءة بعد صلاة الفجر، ينام حتى الساعة العاشرة أو العاشرة والنصف صباحاً، ثم يستيقظ ليصلي صلاة الضحى.

قضايا ومشكلات

بعد صلاة الضحى، يتفقد السامرائي حاجات البيت ثم يذهب لشرائها بمفرده أو بصحبة زوجته، وإذا لم يكن هناك ما يستدعي الخروج، يشاهد التلفاز ويطلع على أخبار العالم، ويراقب الوقت كي يتهيأ لصلاة الظهر، وبعد الانتهاء من الصلاة، ينتظر خروج المصلين لعل أحدهم يسأل أو يطلب معالجة قضية معينة، إذ مرت عليه الكثير من المشكلات الاجتماعية والزوجية وضع لها حلولاً مناسبة، من بينها طلب سيدة الطلاق بسبب شخير زوجها، وهي تبلغ من العمر 69 عاماً، كما يحتفظ بأجندة ورقية تتضمن جميع القضايا التي أشرف عليها، إلى جانب مبادرة بعض الأجانب لدخول الإسلام.

ينام السامرائي بعد انتهائه من صلاة الظهر نحو ساعة أو ساعة ونصف امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «قيلوا فإن الشياطين لا تقيل»، وبعد صلاة العصر يلقي الدروس الدينية، لكن لا يكرر القراءة كل يوم، وإنما بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، كي لا يشعر المصلون بالملل، ثم يعود إلى البيت لمتابعة المستلزمات الناقصة، أو الجلوس مع الضيوف، لاسيما وأن ضيوفه كثر على وجبتي السحور والإفطار، منهم أبناؤه وأشقاؤه الذين يعيشون في الدولة، ويتوافدون من مناطق وإمارات عدة حرصاً على صلة الأرحام في رمضان وغيره من الأشهر.

الشاي والقهوة

يفطر السامرائي بصحبة عائلته في البيت، ولا يفطر في المسجد مع الناس الصائمين، وبين صلاة المغرب والعشاء، يحتسي الشاي والقهوة بصحبة أفراد عائلته والضيوف الذين معه، وبعد صلاة التراويح يذهب حيناً برفقة بعض سكان وأهل المنطقة لزيارة المرضى سواء في البيوت المجاورة للمسجد أو في المستشفيات القريبة.

الأمس واليوم

دور المساجد يختلف بين الأمس واليوم، إذ كان المسجد في السابق يعتبر مدرسة وجامعة ودار بر إضافة إلى أدوار أخرى كثيرة، وذكر في هذا السياق أنه تخرج شخصياً من أحد الجوامع في العراق، كذلك كان المسجد قبل أكثر من 15 عاماً هو عبارة عن المحكمة نظراً لقيام بعض الأئمة بفض الخلافات وحل المشكلات بين الناس.

شكوى شاب

ذكر السامرائي قصة شاب جاء إليه منزعجاً من الدنيا، يشكو من نتائج الفحوصات الطبية السلبية، فرد عليه السامرائي أن المسلم لو كان مصاباً بعشرة أمراض، يجب عليه مقابلة الناس بابتسامة وتفاؤل، فأبدى الشاب دهشته من قول الإمام. ثم أضاف السامرائي إن الابتلاء يحدث عندما يحب الله سبحانه وتعالى عبده، وهو امتحان يختبر به ربنا عباده، فحري بنا الشكر والرضا والحمد والثناء على المولى عز وجل، وأردف قائلاً «عندما ابتلاك الله، فإنه يحبك يا بني»، ثم أردف «أنت شاب حريص على أداء الفرائض في المسجد، وذو خلق، والرسول صلى الله عليه وسلم قال «المؤمن يبتلى»، وغير المؤمن بلاؤه بسيط. فخرج الشاب مسروراً من المسجد.

Email