محبة الأبناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

إبراز المحبة للأبناء من قبل الوالدين هو أهم الأسس في التربية، الحب والقرب منهم يعطيهم الأمان، يعزز الثقة بالنفس، يزيل الحواجز، يجعلهم مسالمين، بعيدين عن العنف والتنمر وإيذاء الآخرين.

جاءتني يوماً إحدى الزوجات وقالت لي: مستعدة أن أتحمل جميع السلبيات إلا سلبية عنف زوجي مع الأبناء، فهو يضربهم ويشتمهم ولا يتحاور معهم ولا يقضي الأوقات معهم، دائماً هو في انشغال مع أصدقائه، ثم حضر الزوج في الجلسة الأخرى، وقال: «تربينا بالضرب من الأب وما تأثرنا»، فقلت له: «صحيح أكثرنا تعرّض لهذا الموقف في السابق، ولكنه لا يدل على صحة الأمر، وهذا لا يعني أن التربية بالضرب ناجحة، فالحال تغير والواقع تبدّل والتحديات الحالية على الأبناء لا تقارن بالسابق، لست معك في مفهوم الضرب أبداً، ولكن دعني أشرح لك أمراً، في السابق عندما كان الأب يضرب ولده، كان في المقابل يجالسه ويعلمه السنع وقيمة الأخلاق، ويعوده على الاعتماد على النفس، وفر لهم الحب والقرب، ومن هنا علم الابن أن طريقة الأب هذه لمصلحته وإن كانت قاسية في بعض الأحيان، ولكن أنت الآن لا تعرف شيئاً عن أبنائك، تضربهم وتشتمهم وبعيد عنهم ولا تجالسهم، نعم ربما تحبهم فطرة كأب، ولكن هم سيرون عكس ذلك، لأن الحب هو فعل واحتواء، لذا أي أمان أعطيت! وأي قدوة أظهرت! أبعدتهم عنك، وتركتهم وحيدين أمام عقبات الحياة، فهم بحاجة لاحتواء وصداقة وقدوة حسنة ليسوا بحاجة لضرب وإهمال».

فلنحب أبناءنا حباً غير مشروط، لا أحبك لأنك أديت ما طلبته منك فقط، بل أحبك يا ولدي في كل حال.

* رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email