زايد رحمه الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

إبراهيم عليه الصلاة والسلام، سأل ربه أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، كما جاء في القرآن الكريم «وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ» أي: يا رب اجعل الناس تذكرني بخير كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، ومعلوم أن الناس لن تذكرك بخير عن فراغ.

هذا فيه إشارة إلى أن القائد الحقيقي والشخص الذي يرغب في التأثير والتغيير الإيجابي، سيحرص كل الحرص على ترك الأثر الطيب في قلوب الناس وأيضاً في العمل من بعده، حتى لو فارقه روحه الجسد، ولكن أثره ما زال يتحدث عنه، بصماته موجودة في كل مكان، وما من بناء يأتي بعده إلا وهو من وضع حجر أساسه.

وها هو شعب الإمارات أجمع، إذا ذكر، ذكر معه زايد، وإذا تعددت إنجازاته، نسبت إلى زايد. زايد، رحمه الله، اسم كبير في نفوس الإماراتيين بل الأمة العربية، حكمته وهمته وحرصه وإخلاصه، وحبه لشعبه وكرمه، وتخطيطه للمستقبل، وصبره هو ومن معه من المخلصين، كان له الأثر الكبير والعظيم في نفوس شعبه، أحبه الصغير والكبير، الرجل والمرأة، العربي والأجنبي ممن عاصره ولازمه وجالسه.

زايد، رحمه الله، أعطى درساً صادقاً وملهماً للقادة من بعده، وجه رسالة قيمة، أن الإنسان بلا همة لن يذهب بعيداً، وأن الإنسان بلا حكمة وعلم لن يستطيع مواجهة تحديات الزمان، وأن الإنسان الناجح هو من يهيئ الطريق لمن يأتي بعده، هو من يعمل بروح الجماعة من يقدم المصلحة العامة على الخاصة، من يساهم في حفظ أمن بلده واستقراره، وتقدمه ونجاحه.

رحمك الله يا زايد، كنت نعم الأب والقدوة والقائد، وما زالت بلادنا بخير على نهجك أنت وراشد والمؤسسين، رحمهم الله.

* رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email