نبذ العنصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

العنصرية شر كلها، مذمومة جلها، كفيلة في تدمير المجتمعات، وتفريق الجماعات، لها عدة صور، تختلف من زمن لآخر في شكلها وإطارها، إلا أنها ولو اختلفت طريقتها وكيفيتها، فهي منبوذة قبيحة لا خير فيها ولا قيمة لها، وإنهم كانوا في الجاهلية قبل الإسلام مكثرين منها، لا قيمة للأسود ولا مكانة للمرأة ويظلم القوي الضعيف، يأكل حقه ويأخذ ماله، لا يحكمون بالعدل، فلو سرق الضعيف أقاموا عليه الحد والجزاء، ولو سرق صاحب المكانة والشرف تركوه، حتى جاء الإسلام وأكد المفاهيم الصحيحة، ونهى عن المفاهيم المغلوطة، وأسس قواعد العدل والمساواة وأنه لا فرق بين أعجمي وعربي وأسود وأبيض إلا بالتقوى، وأكد أواصر المحبة والتعايش في المجتمع الواحد، ونهى عن النزاعات القبلية ودعوى الجاهلية.

لو ألقينا نظرة على العالم في الأزمنة السابقة سنجد أنهم عانوا من العنصرية ومازالت بعض الدول تعاني إلى يومنا هذا، بسبب وجود بعض المنظمات والحركات المخربة على اختلاف مآربهم وأجنداتهم، فهم يراهنون على نشر العنصرية وخطابات الكراهية للتدمير، بينما المجتمعات القوية والمتسامحة تراهن على نبذ العنصرية والتفرقة والتحزبات لضمان استقرارها ودوام خيرها وارتفاع مكانتها والحفاظ على أمنها.

من صور العنصرية الاستخفاف واستحقار أصول الناس وأعراقهم وأنسابهم، وهذا أمر لا يجوز، لأنه كفيل لنشر الكراهية كونه بالفطرة لن يرضى أحد على أصله ونسبه وقبيلته، وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام: «من بطّأ به عمله، لم يُسرع به نسبه»، فإن كان عملك سيئّاً، لن ينفعك نسبك ولن يقدّمك.

* رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email