التواضع عند النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجاح الشخص دليل على عزمه وجهده، ولكن الأصعب هو الاستمرار في النجاح والتقدم، والشيء الذي يضمن لك الاستمرار هو تواضعك عند الإنجاز، التواضع يرفع صاحبه، التواضع يعطي الشخص الثقة وعدم الاكتفاء بما تم إنجازه، يجعله توّاقاً لتحصيل المعرفة، مستفيداً من الآخرين، يتبادل معهم الأفكار والمشاريع التطويرية، يعترف بفضل الغير، مقراً بجهودهم وأدوارهم، وكل هذا لن يتحصل ولن يتأتّى دون التواضع مع النفس عند بلوغ منصة التكريم.

أكثر ما يعيق الإنسان، ويجعله متراجعاً، هو غروره، وظنه أنه الأفضل والأميز والأكثر فاعلية من غيره، عندما يصوّر نفسه أنه الوحيد من يفهم، والوحيد من يخطّط، ويقرّر، وأنه فقط هو صاحب القول الصحيح والباقي كلهم خطأ لا يقيم لهم قدراً ولا لكلامهم وزناً، هذا النوع من الناس لن يكون قريباً من الغير ولن يتمكن من الذهاب بعيداً، وسرعان ما سيجد نفسه متأخراً، قد انطفأ نوره، وقلّ نشاطه، وضاعت جهوده.

إذا كنت تعمل مع فريق، لا تنسَ شكرهم وبيان جهودهم وتشجيعهم، وإذا كنت تعمل منفرداً ونجحت بمفردك، لا تنسَ شكر من هيّأ لك الظروف من أهلك وأصحابك وأساتذتك وجهة عملك، تذكّر من دعمك سواء كان دعماً مالياً أو معنوياً، إياك أن تضع في داخلك أنك بلغت مرحلة لا تحتاج فيها إلى اكتساب معرفة أو مزيد جهد أو تطوير فكرة، إياك أن ترتضي رأي نفسك فقط، فها هو الهدهد يقول لنبي الله سليمان مع عظمة قدره واسمه وعلمه: «أحطت بما لم تحط به»، وربنا أمر نبيه محمداً ــــ صلى الله عليه وسلم ــــــــ بمشورة غيره في الرأي وخفض الجناح لهم، لأنه بالجماعة والتواضع يتأكد الخير ويستمر.

* رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email