الهندي بيني باريهار:الإمارات بوتقة لانصهار الحضـارات والمواطنة الصالحة

على أرض الإمارات يلتقي جميع البشر تحت مظلة التعايش، ويتنسّمون أريج التناغم، يتعاونون لبناء الحضارة وتكريم الإنسان، في منهج اختزله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: »أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا، ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات.. نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر على اختلافاتهم التي خلقهم الله تعالى عليها بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي..

يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم، دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق«.. نقف في حلقات يومية مع سنابل من نور التعايش.. خيرها يعانق السماء.. وبرّها حديث الروح.

يؤمن الهندي بيني باريهار مؤسس شركة »كرايو« للعلاج بالتبريد أن الولاء هو جوهر الالتزام، الذي يدعم هويته الإماراتية، فهو لا يعتبر نفسه مغترباً، فدبي مسقط رأسه ومصدر إلهامه المحمل بذكريات الطفولة وطموحات الحاضر والمستقبل، حيث شعر نحوها بالفخر والولاء، ويعتز بهويته وتوحده معها.

ويكون منشغلاً ومهموماً بقضاياها، وعلى وعي وإدراك بمشكلاتها، وملتزماً بالمعايير والقوانين والقيم الموجبة التي تعلي من شأنها وتنهض بها، محافظاً على مصالحها، مراعياً لصالحها العام، ومشجعاً ومساهماً في كافة مبادرتها المجتمعية.

ثقافة مجتمع

وفى السياق يقول باريهار: المواطنة الصالحة في الإمارات تشمل المواطنين والمقيمين معاً، فهي البوتقة التي تضمن انصهار جميع الثقافات لصالح المجتمع المتعدد الجنسيات المتحد في الفكر ضمن أطر نظامية ومن خلال الالتقاء على أرضية المصلحة الوطنية العامة.

ويتم ذلك بناء على معطيات الفكر العالمي اليوم من خلال ثقافة الهوية، والتعددية وقبول الآخر، لقد ولدت وترعرعت هنا ومع أنني من الجنسية الهندية لكن عائلتي تقيم هنا منذ السبعينيات. وأنا أعشق الإمارات التي كبرت بين شوارعها ومجتمعها النابض بالحياة.

فالثقافة المجتمعية السائدة تميل إلى الاعتدال والتوازن والتسامح والانضباط في السلوك والتفكير، وكل هذه العوامل تشجّع على التعايش الذي يستشعر أولئك الذين يعيشون على أرضها ممن ثمّنوا هذه الميزة التي جعلت الإمارات قبلة المصطافين والزائرين والمقيمين، ممن يشعرون بالرضا عن هذا البلد الذي يجسّد قيم المحبة والتكافل.

احترام الحريات

ويوضح باريهار: يبحث الإنسان دائماً عن الاستقرار والأمان ليستطيع أن يعيش بحرية ويمارس نشاطه وسط مجتمع تسوده قيم التسامح والعدل والمساواة واحترام الآخر، دون النظر لعقيدته أو دينه، واحترام العلاقات الإنسانية.

وهنا في الإمارات ومنذ نشأة دولة الاتحاد، حرص المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على غرس قيم المحبة، وتعزيز ثقافة التعايش السلمي في الإمارات، رغم وجود ما يزيد على 200 جنسية تعيش على أرضها، ولتصبح الإمارات نموذجاً للاستقرار.

إكسبو 2020

ويرى باريهار: إن مدينة دبي تعتبر من المدن المتنامية والمتغيرة باستمرار التي لم تتجاهل ثقافتها العربية، فخلال السنوات الماضية فقط شهدت هذه المدينة توسعاً كبيراً وسريعاً، ولقد كان لفوزها بشرف تنظيم معرض إكسبو 2020 أثر كبير في التعريف بهذه المدينة.

حيث إن هذا الحدث وضع دبي في دائرة الضوء في العالم ودفع القائمين عليها للعمل على جعلها أول وجهة حقيقية ذكية في العالم، ففي اليوم الذي يجري تعميق العولمة علي نحو مستمر تتهيأ في العالم كثير من العناصر والظروف الصالحة لتمازج الثقافات، منها التبادلات الثقافية المكثفة والتمتع المشترك بالموارد والنقل المتبادل للمعلومات ونقل اللغة المشتركة للتكنولوجيا وتقنيات الإنتاج العلمي، في ضوء هذه العناصر والظروف تتفاعل الكتل الثقافية .

وتبقى معتمدة بعضها على بعض وتتقدم إلى الأمام باستمرار، فإن الثقافة العربية الإسلامية ستتمازج بالتأكيد كما كانت عليه مع الثقافات المميزة الأخرى لتحقيق تطورها المتواصل، والاعتدال واحترام الحريات الشخصية، وهو الذي انعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية ودفع عجلة التنمية الشاملة قدماً إلى الأمام.

أطباق تقليدية

ولا يرى باريهار أن اختلاف العادات والتقاليد العربية والإسلامية يشكل حاجزاً نفسياً وثقافياً بالنسبة له بل على العكس تماماً، فطالما كان محاطاً بالأصدقاء من الجنسيات العربية والإماراتيين، الذين قاموا بتبسيط وشرح الكثير من العادات والتقاليد وبعض الموضوعات الدينية الإسلامية التي كان يجهلها وفى نفس الوقت بحاجة ماسة لمعرفتها لصلتها الوثيقة بالمجتمع المحلى.

كما أن هناك الكثير من العادات الرمضانية الأصيلة التي يكن لها الاحترام والتقدير ومنها تبادل وجبات الإفطار بين البيوت قبيل أذان المغرب وخروج النساء لأداء صلاة التراويح في المساجد واصطحاب الأهل أطفالهم لتعويدهم على الصلاة.

وفيما أصبحت كل خيارات الأطعمة مطروحة أمام الناس فإن شهر رمضان يعيد الكثير من الأطباق المتوارثة إلى الواجهة من جديد، حيث نجد المسلمين والعرب يقبلون على مأكولات بلدانهم التقليدية بالدرجة الأولى ولهذا تحظى المأكولات الشعبية الإماراتية بالأولوية في المائدة الرمضانية.

العلاج بالتبريد

ومن جانب آخر يوضح باريهار: كرايو»عبارة عن ثلاث شركات في الواقع، العيادات أولها، حيث نقدم العلاج للمرضى، و»خدمات كرايو« للغاز التي تمد العيادات بالمعدات وغاز النيتروجين الضروري في العلاج، إضافةً إلى »كرايو ساينس« الشركة المصنعة ومقرها بولندا.

وتعنى بتصنيع كافة المنتجات التي نستخدم في عيادتنا ونظام الرعاية الصحية لدينا. إنها شركة متكاملة ونحن نشرف على تنظيم سلسلة الإمداد بما يجعلنا نضمن السلامة إلى حدٍّ كبير، ومع تطور قطاع الرعاية الصحية هذا، فإن العنصر الأهم هو سلامة المريض التي نوليها عنايةً مركزة، إذ إننا نحرص على تلقي العملاء العلاج بالطريقة الأكثر أماناً الممكنة، وقد افتتحنا أولى عياداتنا في الشرق الأوسط عام 2013 في بوليفارد أبراج الإمارات بمنطقة جميرا بدبي.

التي تقدم حلولاً فائقة التطوّر في العلاج بالتبريد الموضعي والكامل. إنّ العلاج بالتبريد هو علاج صحّيّ يرتكز على درجات حرارة منخفضة جدّاً (من 120 إلى 160 درجة مئويّة تحت الصفر). بالتبريد وتعود الطريقة للسبعينيات في اليابان وتعتمد بالمبدأ على معدلات الحرارة المنخفضة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

طاقة متجددة

ويقول باريهار يقدّم العلاج بالتبريد بديلاً غير جراحي للبوتكس والعمليات الجراحية القاسية الأخرى، حيث يؤدي هذا العلاج إلى تفتيت السموم المخزنة تحت طبقات الجلد والتخلص منها. كما أنّ البرودة الشديدة تنشّط إنتاج الكولاجين مما يترك بشرتك نقية ومتماسكة. والنتيجة هي بشرة متجانسة اللون، فضلاً عن تقليص الخطوط الرفيعة والتجاعيد كلنا نحتاج إلى دفعة من الطاقة بين الحين والآخر. وفي بعض الأيام، قد يرنّ المنبه صباحاً قبل أن يتسنّى لنا الغرق في نوم عميق يجدّد الشباب.

ولذلك، يسمح العلاج بالتبريد للدماغ بإطلاق هرمونات الإندورفين الطبيعية التي تعطي شعوراً بالراحة، للمساعدة على التأقلم مع درجات الحرارة المنخفضة بشدة. وهذه الهرمونات ذاتها تزيد من مستويات الطاقة وتمنحك إحساساً بالبهجة والسرور يدوم حتى 8 ساعات. كما يتميز العلاج بالتبريد بخصائص مضادة للالتهابات.

 

 

الأكثر مشاركة