البرازيلي سيد جاسينثو : «الجوجيتسو» تستعيد الأمجاد في حضرة دار زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

على أرض الإمارات يلتقي جميع البشر تحت مظلة التعايش، ويتنسّمون أريج التناغم، يتعاونون لبناء الحضارة وتكريم الإنسان، في منهج اختزله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا.

ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات.. نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر على اختلافاتهم التي خلقهم الله تعالى عليها بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي.. يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم، دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق»..

نقف في حلقات يومية مع سنابل من نور التعايش.. خيرها يعانق السماء.. وبرّها حديث الروح.

ارتبط بجذور «اللعبة البرازيلية» وعشق ثورتها التي تضج بالنشاط والذكاء، فهي لا تكترث لضخامة حجم اللاعبين أو ضآلتهم، ولكنها تحرص على تسديد الضربات الناعمة لكل من يتحداها..

«الجوجيتسو» أسطورة الفنون القتالية منحت المدرب البرازيلي سييد جاسينثو، السلام والانتماء لموطن التسامح داخل صالات آيبيك أرينا في مدينة زايد الرياضية، حيث تبنى الأمجاد ويفتخر الأبطال أنهم صقور الإمارات وجيلها الصاعد في رياضة المحاربين.

وفي السياق يقول المدرب سييد إن «الجوجيتسو» إحدى الرياضات سريعة التطور وذلك لأسلوبها الفعال في الدفاع عن النفس الذي يعزز مفهوم مقدرة الشخص الضعيف صغير الحجم الدفاع عن نفسه بنجاح ضد شخص أكبر حجماً وقوة باستخدام التقنية المناسبة والفعالة والأكثر وضوحاً لطرح الطرف الثاني أرضاً وتطبيق تقنية تقييد العضلات والخنق لهزيمته.

يشار لهذه الرياضة على أنها «الرياضة القتالية الناعمة» لأنه يمكن للجميع ممارستها بصرف النظر عن العمر والقوة، كما يمكن ممارسة هذه الرياضة في مسابقات رياضة الاشتباك بالأيادي مع أو دون استخدام الزي، ومسابقات الفنون القتالية المختلطة أو حتى عند الدفاع عن النفس.

رعاية ملهمة

ويؤكد سييد: حظيت رياضة الجوجيتسو باهتمام منقطع النظير من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان الاهتمام نابعاً من رؤية سموه في صقل الشخصية فكرياً، إلى جانب الفوائد الصحية والبدنية.

وتجلى ذلك الاهتمام من خلال رعايته لمسابقة نادي أبوظبي للقتال التي أطلقها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، للمرة الأولى في العام 1999. وكان لتلك الرعاية دور كبير في تحقيق المسابقة نجاحاً لافتاً منذ عامها الأول.

وذلك على صعيد الاستقطاب والمشاركة والفوز بلقبها وتخريجها أبطالاً عالميين في رياضة الجوجيتسو. كما بلور سموه هذا الدعم، من خلال تأسيس بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو في العام 2009، وإشراك هذه الرياضة ضمن مقررات المنهج التعليمي لأكثر من 100 مدرسة حكومية في أبوظبي.

إنجاز عالمي

ويوضح سييد: تشهد المنافسات متابعة جماهيرية كبيرة، حيث ينتظرها محبو الجوجيتسو في الدولة من مواطنين ومقيمين، حيث أصبح للعبة جمهور عريض بعد انتشارها في كل إمارات الدولة وحقق أبطالها إنجازات عديدة على المستوى المحلي والعالمي لرياضة الإمارات في بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين وجولات أبوظبي جراند سلام وتصدرهم بطولة جنوب ووسط آسيا، كما حقق الصغار إنجازات مميزة في بطولات أوروبا وأميركا.

إضافة إلى العديد من البطولات القارية والعالمية المختلفة، إضافة إلى النجاحات الإدارية التي حققها الاتحاد بفوز عبدالمنعم الهاشمي بمنصب رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي والنائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي، كما صارت أبوظبي مقراً للاتحاد الدولي وجميع هذه الإنجازات جعلت أبوظبي عاصمة اللعبة في العالم بلا منازع.

ناشئو الإمارات

ويشير سييد: شهدت بطولة أبوظبي 2017 مشاركة أكثر من 7000 لاعب ولاعبة من 100 دولة، حقق أبطال الإمارات فيها 32 ميدالية ملونة بواقع 15 ذهبية و16 فضية وميدالية واحدة برونزية. كما سيطر ناشئو الإمارات على نتائج كأس العالم للناشئين.

واحتلوا الصدارة وحقق مهرجان الصغار والكبار نجاحاً كبيراً بمشاركة واسعة من طلبة المدارس الممارسين للعبة من سن 4 إلى 17 سنة، ومن العاملين بمختلف مؤسسات الدولة في سن فوق الـ30 عاماً. وقد أقيمت على هامشها بطولة لأصحاب الهمم لأول مرة شارك فيها 60 لاعباً من مختلف قارات العالم مواكبة مع مبادرة «عام الخير».

رياضة مدرسية

ويقول سييد إن أبوظبي تستحق أن تكون عاصمة القرار العالمي لرياضة الجوجيتسو خاصة بعد إدراجها في بطولة الألعاب الشاطئية الأولمبية العالمية في سان دييغو بالولايات المتحدة من قبل منظمة اللجان الأولمبية الوطنية في إنجاز رياضي يحسب لدولة الإمارات في سعيها لإدراجها رسميا ضمن الألعاب الأولمبية.

وهي خطوة مهمة على طريق اعتماد اللعبة أولمبياً خاصة بعد أن تم إدراج اللعبة من قبل في دورة الألعاب الشاطئية الآسيوية ثم في دورة الألعاب العالمية للرياضات داخل الصالات ثم دورة الألعاب الآسيوية بجاكرتا في 2018، إلى جانب دعم المؤسسات التعليمية في أبوظبي من خلال شراكتها مع اتحاد الإمارات للجوجيتسو.

بهدف نشرها كرياضة مدرسية في أبوظبي ومخزون استراتيجي مهم للكشف عن المواهب وصقلها وتأهيلها للمنتخبات الوطنية خاصة بعد أن بلغ عدد ممارسيها في مدارس أبوظبي 76 ألف لاعب ولاعبة في مختلف المراحل السنية.

السعادة طموح

ومن جانب آخر يرى سييد أن الإمارات من أكثر بلدان العالم النابضة بالتسامح والسعادة وتعتبر أن قياسهما أمر مهم لمستقبل تنمية البلاد في كافة القطاعات الحيوية، وأن حلم كل فرد هو السعادة.

فإن لم يكن المواطن سعيدا في حياته فسوف ينعكس ذلك سلبيا على أدائه الوظيفي ومن ثم سوف يسود جو من الإحباط العام للمجتمع فيتراجع فكر الابتكار والإنتاج مما يساعد على تكوين فكر متطرف في كثير من الأحيان، والحديث عن ثقافة السعادة والتسامح لا ينفصلان، فهما نواة التعايش والتعاون وبارقة الأمل للشعوب في مستقبل أفضل على يد شباب طموح وواعد مبدع في الأفكار قادرا على تطبيقها ميدانيا.

تعزيز القيم

وحول ارتباط شعبية الجوجيستو بمبادرات عام الخير يؤكد سييد: أنه يكفي أن شعارنا بمبني آيبيك أرينا في مدينة زايد الرياضية «الجوجيستو للجميع» إيمانا من القيادة الرشيدة أنها تحمل أبعادا كثيرة في بناء شخصية الأجيال الجديدة وتسهم في بناء جيل قوي قادر على تحمل المسؤولية في المستقبل وتعزز قيم التحدي والذكاء والتحمل والصبر عند اللاعبين واللاعبات والاتحاد يقوم بمبادرات مهمة تعزز قيم الانتماء والولاء للوطن ويسعدنا أن نكون شركاء له في هذا الاتجاه.

أصحاب الهــــــــــــمم

واكبت بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو 2017 مبادرات عام الخير من خلال احتضانها للمرة الأولى هذا العام منافسات مخصصة لأصحاب الهمم «البارا جوجيتسو» وذلك كجزء رئيسي من المسؤولية الاجتماعية التي يساهم بها اتحاد الإمارات للجوجيستو، عبر تنفيذ فعاليات منوعة على مدار أيام البطولة تشمل ورش عمل ثقافية وفنية واجتماعية.

 

Email