الفرنسية ناتالي غارينو: المرأة الإماراتية شغوفة بفكر العـطاء والعمل الإنساني

ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت المرأة لفترات طويلة في العمل الخيري التطوعي، وباتت مبادرتها النوعية تشكل توازناً ملموساً بالدقة والأفكار الخلاقة تحقق أبهى الصور الإنسانية محلياً وعالمياً وأثبتت أنها رقم صعب في كثير من المجالات، ناتالي غارينو- مديرة التسويق الخاصة بالعلامة التجارية: سيارات إنفينيتي «الشركة العربية للسيارات»، آمنت بأن التحديات الاجتماعية والمهنية لم تكن يوماً عائقاً أمامها في تقديم العديد من البرامج والمقترحات ذات الصلة بالعمل الإنساني، وهي بذلك تحذو حذو المنظومة المتكاملة للعمل الإنساني الذي أرست دعائمه دولة الإمارات العربية المتحدة منهجاً للحياة والمسؤولية المجتمعية.

دور مؤثر

وفى السياق تقول ناتالي: إن وجود المرأة ومشاركتها في العمل الخيري أصبح أمراً ضرورياً، بل هنّ مكون رئيسي للعمل الخيري التطوعي، فما نشاهده اليوم على الساحة يؤكد أن المرأة أثبتت للجميع حضورها، مشيرة إلى أن المرأة بطبيعتها تميل إلى الدقة وهذا ما مكنها من القيام بأدوار متنوعة ومؤثرة إلى جانب انضمامها لقوافل الشغوفات بفكر العطاء قد منحها متنفساً بعيداً عن واقعها الاجتماعي والمهني، مكونة بذلك عالمها الخاص المفعم بقنوات التواصل مع أخريات إلى جانب اكتساب الخبرات التي تساعدها على اتخاذ قرارات عديدة في حياتها بدأ من فكر العطاء وهو انعكاس للتوازن والرؤى بعيدة المدى، فلم يعد يخفى على أحد الدور الذي تؤديه النساء من مختلف الجنسيات والثقافات في بناء المجتمعات والنهوض بها والمشاركة بروح القيادة والتأثير، تخطيطاً وتنفيذاً وهو أكبر دليل على لنها لبنه أساسية من لبنات وأهداف العمل الخيري.

تجارب نموذجية

وتضيف ناتالي: وصلت إلى دبي عام 2009، لذا فإني هنا منذ نحو ثماني سنوات. وأنا ممتنة جداً للعيش في هذا البلد الجميل لما يتمتع به من أمان لا سيما بالنسبة لي كوني امرأة.

وتقول: دبي مدينة رائعة ولديّ عمل رائع فيها فأنا أهتم بقطاع صناعة السيارات منذ سنوات طويلة حتى قبل المجيء لدبي، إن عملي في شركة للسيارات كوني امرأة اعترته الكثير من الصعوبات، فقد كان هناك بعض المشقات بداية، فالرجال يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، لكننا أثبتنا أننا كوننا نساء أيضاً نستطيع القيام بذلك وبالمعايير المهنية والكفاءة نفسها، على الصعيد العمل التطوعي المحلي فقد تعلمت الكثير من التجارب المحيطة بي، خاصة أن السيدات الإماراتيات وعلى مدار السنوات الماضية حققت إنجازات عديدة على الصعيدين المحلي والعالمي، واستطاعت أن تصل برسالتها الإنسانية إلى الملايين من البشر تحت إطار تطوعي ومظلة إنسانية مشكلة بذلك نموذجاً متميزاً ومبتكراً للعطاء الإنساني والتلاحم الاجتماعي والعمل التطوعي.

إمارات العطاء

وحول مبادرة عام الخير 2017 التي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تؤكد ناتالي أن دولة الإمارات تعد شريكاً أساسياً وفاعلاً للبرامج التنموية حول العالم من خلال تقديم مختلف قنوات الدعم، وتسخير كل الإمكانات للمساهمة في الأعمال الإنسانية والتنموية للمجتمعات والدول النامية واستطاعت أن تسهم منفردة أو متعاونة مع الهيئات والمؤسسات الأممية في مداواة جراح المتأثرين من الأزمات والكوارث الإنسانية وباتت تتبوأ المرتبة الأولى في العالم كونها أكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية قياساً بالناتج المحلي الإجمالي، وهذا منطقي جداً نظار لسياسة الخير والعطاء التي تنتهجها.

برامج مشتركة

وتضيف ناتالي: عام الخير هو حافز بالنسبة لي في تقديم المزيد من البرامج ذات الصلة بالعمل الخيري الذي يحظى باهتمامي، خاصة إذا ارتبط بالقدرة على تغيير حياة العديد من الأشخاص إلى الأفضل، وعلى سبيل المثال فقد قدمنا باسم الشركة العربية للسيارات وعبر العلامة التجارية «سيارات إنفينيتي» الدعم في مجال الرعاية الصحية وقد ساعدنا الشاب محمود الذي أجرى عملية جراحية فأعناه على التنقل في المدينة وقمنا بتأمين السيارة والسائق، إننا نحاول إحداث فرق بسيط في حياة الناس، كما يشارك فريق العمل والموظفين بصفة مستمرة في حملات خاصة من تنظيمنا للتبرع بالدم، بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي.

ثقافة التسامح

ومن جانب آخر تعتقد ناتالي أن الإنجازات النوعية التي حققتها دولة الإمارات في مجال العمل الإنساني هي انعكاس لمجتمعها التي يتبنى فكراً متسامحاً وينطوي على أبعاد قوية يمكن أن نجمعها في كلمة واحدة وهي الاعتراف فكل مواطن ومقيم ملزم بالاعتراف بالآخر، سواء كان مماثلاً له أو مختلفاً عنه، ومؤمن بحق كل شخص في العيش وفق قناعاته في هذا المجتمع الأمان الذي تسوده علاقات التفاهم والتعايش، يسعون للعيش بكرامة وسلام وتحقيق طموحاتهم ومصالحهم بذكاء عاطفي واجتماعي منظم للذات يراعي المشاعر ويعتمد على مرجعية متينة يمارس صاحبها تفكيراً إيجابياً وحذفاً للملفات والمشاعر السلبية، فهناك علاقة وثيقة بين التسامح من جهة، والسعادة والرضا،حيث تسهم الجاليات في رسم معالم الثقافة بما يخدم منهج الدولة والإنسانية بكل تجلياتها، قد تبدو هذه النقطة في غاية الإشكالية، أي كيف لبلد تضم كل هؤلاء المختلفين عنها في العادات والتقاليد أن تجعلهم يسيروا جميعاً، وفق منهجها وما تريده هي في الحاضر والمستقبل.

العائلة أولاً

وترى ناتالي أن رمضان وهو شهر السعادة بالنسبة لها ويمتلك نكهة مختلفة عن باقي الأشهر، خاصة في ما يتعلق بطقوسه المختلفة بين الجاليات العربية والمسلمة التي تعيش في الإمارات والتي تلاحظها عندما تلبي دعوات على الإفطار من قبل أصدقائها المسلمين، التي تتجلى في نوعية الأطباق والوصفات الرمضانية التي تشتهر بها كل بلد، ولكنها متشابه جميعها حينما يتعلق بضرورة أن يحضر أكبر عدد من الأهل والأحباب والأصدقاء، بهدف تعزيز المحبة والألفة والتواصل، ولم الشمل فرقته مشاغل الحياة الكثيرة، وما يميز الشهر الفضيل في الإمارات هو الحرص على تكريس العادات والتقاليد الاجتماعية الطيبة والتي نجدها في أيام وليالي رمضان من حيث التجمع في مكان واحد وأسرة واحدة مع السمر والدعوات للجيران والأصدقاء، فهذه في مجملها تعطي النفس الصفاء والنقاء.

تقاليد عريقة

تقاليد المجتمع الإماراتي المحافظ والعاشق للموروث في ظل نهضة تنموية عظيمة الأثر والتأثير في تعزيز روابط المجتمعية وبالتالي إعطاء فرصة لجيل الشباب والمقيمين من كل الجنسيات ليشهدوا التقاليد الغنية التي تعبر عن النشاط الإنساني الثقافي والاجتماعي في الماضي، مع المحافظة على الهوية الوطنية ورموزها الحضارية بنكهة محلية خالصة يحتفي بها في كل مناسبة وطنية.

مسجد زايد

من الأماكن الجميلة التي أصطحب إليها عائلتي وأصدقائي، حيث يستقبلك الجمهور من كل الجنسيات، وهو عنوان للحضارة الإسلامية.

التبرع بالدم

ما لا يعرفه الكثيرون أن التبرع بالدم وفي أوقات أخرى غير المرتبطة بالحوادث أو العمليات، يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير على صحتهم.

طراز عالمي

مدينة دبي تضم الكثير من الوجهات التي تجمع بين الثقافة والتاريخ، وبين المغامرة والترفيه من الطراز العالمي.

Email