زياد بحروني.. رحلة ذكاء اصطناعي من ألمانيا إلى دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شباب طموح، لم يكتفوا بالأحلام والأمنيات، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الصعاب، تحدوا المستحيل؛ فكان لهم ما أرادوا، وكان النجاح حليفهم؛ مشاريع محلية وإقليمية وأخرى عابرة للقارات، تحمل أهدافاً إنسانية واقتصادية، وتصنع الأمل في المجتمعات، لشباب عربي ملهم يضيء دورب النجاح بإرادة تصنع المعجزات.

تحدٍّ، وإصرار وطموح خلطة من بهارات النجاح التي استخدمها زياد بحروني، الذي ولد وترعرع في سلطنة عمان، كان شغوفاً بالبرمجة والرياضيات منذ طفولته، وبدأ في تعلم لغات البرمجة بعمر 11 عاماً، ونال العديد من الجوائز في الرياضيات، أكمل دراسته الثانوية في المغرب لينتقل بعدها إلى ألمانيا، ويكمل دراسته الجامعية، حيث شارك في العديد من المشاريع البحثية المتطورة، إضافة إلى عمله في شركة «بي إم دبليو»، التي جعلته يلاحظ وهو أصدقاؤه الذين كانوا يعملون في شركات أخرى وقتها، أن الشركات الكبيرة ليست قريبة من التكنولوجيا بالشكل الكافي، وأن الشباب هم الأفضل في هذا المجال مهما كان تخصصهم.

طموح متواصل

كان يدرس هندسة الميكاترونكس وتكنولوجيا المعلومات في جامعة ميونخ التقنية صباحاً، ويحقق أعلى المعدلات، أما في المساء فيعمل في شركة «بي إم دبليو». حاول، قدر استطاعته، الموازنة بين عمله ودراسته، وكان بداخله صوت يردد باستمرار «بطموحي سأصل إلى ما أصبو إليه»؛ إنه الشاب المغربي زياد بحروني، أحد رواد الشباب العربي، الذي كسر حواجز الغربة ووضع لنفسه هدفاً منذ أن كان طالباً وسعى إلى تحقيقه، على الرغم من الصعوبات التي واجهته، ليؤسس شركة «موتيوس» المتخصصة في استخدام تقنيات جديدة للحصول على منتجات مبتكرة.

خبرة وتكنولوجيا

فكّر هو وأصدقاؤه في تأسيس شركة تكنولوجيا تجمع بين الخبرة والشباب حتى تظل دائماً صغيرة في السن، فكانت هيكلة شركتهم أن تضم 800 موظف شاب يتبدلون كل 5 سنوات، وآخرين دائمين، وبذلك استطاعوا الدمج بين التكنولوجيا والخبرة وبدأت سلسلة أعمالهم في المدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، والسيارات ذاتية القيادة والطائرات من دون طيار والزراعة الحضرية والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها. وفي عام 2017، تم اختيار شركتهم «موتيوس» ضمن أسرع 50 شركة نمواً في ألمانيا.

فريق العمل

يشير بحروني أنه كلما زاد الانسجام بين أعضاء الفريق، زاد التفاهم، واستطاعوا تحقيق أهدافهم بشكل جيد، وبطريقة سريعة، فالعمل بروح الفريق الواحد سواء كان ذلك في مكان العمل، أو بين أفراد المجتمع، لابد أن يكون مبنياً على تفاعل وتفاهم، فنجاح العمل كفريق واحد ليس بالأمر السهل، لأن العمل الجماعي الفعال بالتأكيد لا يحدث تلقائياً، بل يأخذ قدراً كبيراً من العمل الشاق والمجهود، وتضاف إليه عدد من العوامل الخارجية التي تساعد على نجاح الفريق، مؤكداً أن عاملاً كبيراً من نجاح شركته هو الصلة القوية التي تربط بين فريق العمل ككل.

مركز تجارب رقمية

بعد مرور 5 سنوات على إنشائه شركته اختار بحروني مدينة دبي ليؤسس فيها فرعاً جديداً، وذلك لأنها المدينة الوحيدة في العالم، من وجهة نظره، الذي يعد فيها المجال التكنولوجي في القطاع الحكومي أكثر تطوراً وسرعة من القطاع الخاص، ففي الدول الأوروبية وأمريكا يحدث العكس، حيث تجد القطاع الخاص يواكب التكنولوجيا أسرع من القطاع الحكومي. فدبي كما يصفها، باتت مركزاً للتجارب الرقمية في تخصصات تكنولوجيا المعلومات والمبادرات الريادية، فقد قامت بتنفيذ العديد من المشاريع، بدءاً من أنظمة إنترنت الأشياء الضخمة، وتحليلات البيانات، والتعاملات الرقمية، ومشاريع نظام النقل فائق السرعة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة والطائرات من دون طيار، والروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

رسم المستقبل

يقول بحروني: أهم العوامل التي تؤثر في رسم مستقبل أي شخص وتحديد طموحه، تتمثل في الأسرة، والأصدقاء والأهداف والتطلعات الكبيرة، فحين يكون هناك أهداف واضحة في حياة الشخص وتطلعات نحو الأفضل؛ فإن هذا يدفعه نحو التفكير في المستقبل وتحديد طموحه، ومن ثم التخطيط له.

مرحلة مبكرة

فترة إعداد بحروني كانت مبكرة جداً، حيث إنه كان يدرس ويعمل في الوقت نفسه، واستطاع أن يوازن بين المجالين بطموح وصبر وعزيمة، فالعمل المبكر أصقل مواهبه، وأصبح أكثر خبرة في المجال الذي لطالما حلم به وأراده لمستقبله، واستطاع على مدار سنوات طويلة سواء في أوروبا في خارجها أن يثبت نفسه ويحقق ما يطمح إليه ويصل إلى ما كان يتمناه، ويحقق النجاح والريادة في الذكاء الاصطناعي، ويصبح قدوة لغيره من الشباب.

البحروني نموذج من الشباب العربي الناجح الذي لم يقف مكتوف الأيدي أمام الصعاب، بل تحداها بكل شغف وإصرار؛ فلم يكن طريقه مفروشاً بالورود بل كان صعباً وخصوصاً أنه بدأ حياته العملية في أوروبا.

ريادة الأعمال

زياد هو المدير الإداري وأحد الشركاء المؤسسين لشركة«متيوس»، يشغل عضوية مجلس إدارة التحول الرقمي في شركة «Innogy» وله أدوار استشارية أخرى في مجال ريادة الأعمال والتقنيات الجديدة والابتكار، هو أيضاً باحث نشط في علم الأعصاب الحاسوبي والذكاء الاصطناعي. يستكمل زياد مشوار ريادته في دبي مستفيداً من تفوق وريادة الإمارة في تقنيات الذكاء الاصطناعي. فقد أصبحت الإمارات مركزاً لاختبار ابتكارات هذه التكنولوجيا القوية وتهدف من ذلك إلى إحداث تغيير مؤثر في كافة مجالات الحياة.

Email