صفا الحامد.. تجمع أباطرة المصورين في «الربع الخالي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شباب طموح، لم يكتفوا بالأحلام والأمنيات، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الصعاب، تحدوا المستحيل؛ فكان لهم ما أرادوا، وكان النجاح حليفهم؛ مشاريع محلية وإقليمية وأخرى عابرة للقارات، تحمل أهدافاً إنسانية واقتصادية، وتصنع الأمل في المجتمعات، لشباب عربي ملهم يضيء دورب النجاح بإرادة تصنع المعجزات.

تقف أمام الصورة متأملاً تفاصيلها التي توثق لحظات قاسية تقشع٢ر لها الأبدان، وأخرى مفرحة تشاهدها والابتسامة مرسومة على وجهك من دون الحاجة للحديث، فالصورة بألف كلمة، بفضلها ترى عوالم أول مرة، وتكتشف تفاصيل تبهرك وتترك انطباعات مؤثرة بداخلك؛ هذا هو الحال الذي ستشعر به حينما تتجول بين أروقة غاليري «الربع الخالي» لصاحبته صفا الحامد، التي وجدت في الفن ملاذاً لها، كيف لا والفنون هي اللغة التي يرقى بها الإنسان، والمعنى الحقيقي للجمال والسلام؟

أجمل اللوحات

تعاقدت الحامد مع أهم مصوري العالم، ليعرضوا أجمل اللوحات التي تعبر عن مختلف الثقافات تحت سقف واحد، فالغاليري يستقطب إبداعات المصورين ليس فقط المشهورين منهم، وإنما كذلك الموهوبين لعرض أعمالهم، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، واستعراض الكتب النادرة.

محطات لا تنسى

كانت هناك العديد من المعارض المبهرة التي استقطبها «الربع الخالي» ومنها «الأميرات السبع» للمصور العالمي ستيف ماك كوري، الذي قام بالتقاط صور 20 امرأة إماراتية على امتداد الإمارات السبع، التقطت عدسته النساء بأسلوب بسيط، يبرزهن في صور شخصية، منوعاً بين أماكن التصوير، التي كانت في مجملها تبرز الإمارات والوجوه المتعددة في هذا البلد، سواء لجهة التراث أو وجه الحداثة، فكل صورة منهن تحكي حكاية إمارة بشكل ملهم.

تقول صفا: هناك معارض تضع أثراً جميلاً بداخلنا وخاصة حينما يرتبط بأماكن وأناس نحبهم كثيراً، ومن ضمن تلك المعارض التي أحدثت ضجة وتهافت الزوار لها، هو معرض المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد، فكانت الصور تسرد قصص نجاحهما، وشاهدة على محطات مهمة في حياتهما، فكل صورة كان وراءها قصة عظيمة، كذلك المعرض الخاص بدبي، تلك المدينة الساحرة معشوقة الجميع.

جسور التفاهم

حب صفا للفن كان وراءه ملهمتها الأميرة السعودية ريم الفيصل تلك الفنانة الشغوفة بالتصوير، والتي اقترحت عليها فكرة افتتاح الغاليري سوياً، كوسيلة راقية لتعزيز الروابط بين الناس من مختلف الأجناس والثقافات وإعلاء قيم التسامح والخير في ما بينهم، ولبناء جسور التفاهم والحب بين الجميع، وتم اختيار افتتاح الغاليري في دبي كونها أرضاً خصبة للمشاريع الناجحة ونقطة جذب للمبدعين في المجالات كافة بما في ذلك مجال الإبداع الفني والثقافي، بما تحتضنه سنوياً من مهرجانات وفعاليات، فالإمارات كما تؤكد صفا على مدار الأعوام الماضية أبهرت العالم بإبداعاتها ليس فقط في مجال الفن، وإنما في مختلف المجالات وباتت وطناً للإبداع والمبدعين.

لوحات فنية

تبدى صفا إعجابها الشديد بالمصور العالمي ستيف ماك كوري، قائلة: يلتقط بعدسته صوراً تعكس ثقافة الإنسان فهو يتواصل معه بصرياً وعاطفياً، فتستطيع أن تلمس روح الصورة، فالإنسان هو العنصر الأساسي في عمله، فترى وجوهاً غامضة يصعب وصفها، وأخرى تنجذب إليها بمجرد أن تراها وكأن هناك رابطاً سحرياً يدفعك نحوها، فيمكن أن ترى صورة تشعر بألم يعتصر قلبك ودموع تنهمر من عيونك وصورة أخرى تدعوك للفرح والتفاؤل، والشعب الإماراتي بصفة هامة يجذبه صور ستيف ماك كوري وتعد صورة الفتاة الأفغانية الشهيرة من أكثر الصور المعروفة لديه.

وتضيف: أشعر بالفخر حينما أشاهد لوحات الفنانين العالميين في معرضي، وكذلك حينما أساعد الشباب الموهوبين، الذين يمتلكون الحس الفني، فأفتح لهم المجال لعرض لوحاتهم الفنية، وأقوم بعمل جلسات نقاشية بينهم وبين المصورين العالمين، ليحصلوا على أكبر قدر من الاستفادة، وقد اكتشفت العديد من المواهب الإماراتية الشابة التي تسعد بوجودها.

المعرض الياباني

المعرض الياباني الذي أقيم في غاليري «الربع الخالي» يأخذك إلى عالم الأساطير اليابانية فترى فتيات الجيشا والفنون الساحرة، فالصور المعروضة عبرت عن تفاصيل الحياة في اليابان، لتجذب عدداً كبيراً من الزوار الذين شعروا بأنهم ذهبوا وتجولوا بين شوارع اليابان، وهم جالسون مكانهم في دبي.

الجد والحفيد

صورة الجد الأفغاني، وهو يحتضن حفيده الصغير هي من أكثر الصور القريبة إلى قلب صفا والتي التقطها المصور ستيف ماك كوري، فهي على حد قولها ترى لمسات من الشجن والحب في صورة واحدة، ترى علامات الشيخوخة تظهر على وجه المسن بكل وضوح ويداه تحتضن الطفل الصغير البريء بحنان منقطع النظير.

Email