زايد.. والألعاب الحديثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب الصحارى، جاء..

وفي يده.

حفنة من رمال الأرض..

وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً.. ويستنفر في النفوس الهمم

كي يصنع وطنا.

يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم

جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان ومازال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب..

أيقظ روابط الأرحام، وألف بين القلوب، فأقام دولة، تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر.. فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات.. المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب العديد من الأبواب.

وفي هذا نسرد ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي.. حيث كان رحمه الله رياضياً بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يتناسب مع ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

كان لأفكار الوالد المؤسس -رحمه الله- في المجال الرياضي أثره الفعال في إنماء بعض الرياضات التي أسهمت كثيرا في ترديد اسم الإمارات عبر العالم، ومن أبرزها رياضات سباقات السيارات، والفورمولا 1، والفيكتوري تيم، وكلها أثبتت مع الوقت أنها خير سفير للبلاد في الخارج.

وبتشجيع من زايد الخير رحمه الله، تأسس نادي الإمارات للسيارات والسياحة عام 1965، وامتدت فروعه في أبوظبي، ودبي، والشارقة والعين، حتى أصبح يشرف على 140 حدثاً رياضياً مسجلاً في الموسم، مثل سباقات الحلبات، والرالي، والربع ميل، حسب قوانين الاتحادين الدوليين للسيارات والدراجات، بجانب التعاون مع الاتحاد الدولي للدراجات النارية والكارتينج والسيارات الكلاسيكية، وقد انضم النادي إلى عضوية التحالف الدولي للسياحة 1973.

وبرز اسم النجم الإماراتي محمد بن سليم صاحب الرقم القياسي في بطولة الشرق الأوسط للراليات من حيث الألقاب التي حصل عليها، وحاليا يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، وقد حظي خلال تواجده في السباقات باستقبال صاحب السمو رئيس الدولة تشجيعاً له. ومع التطور الكبير في هذا المجال، أسس نادي الإمارات للسيارات والسياحة معهد الأبحاث للعلوم الرياضية في الإمارات العربية المتحدة 2010 بالتعاون مع جامعة ألستر في المملكة المتحدة. وقد تطور الاهتمام بسباقات السيارات والدراجات النارية منذ شجعها الوالد المؤسس إلى أن دخل عصر الفورمولا 1 وهي من السباقات التي تقام في مضاميرالحلبات، إذ قد تتخطى سرعة السيارات المتسابقة فيها سرعة 320 كلم/‏‏ساعة (200 ميل في الساعة).

ومن ثمار فكر زايد الخير طيب الله ثراه حول الاهتمام بمثل هذه الرياضات الحديثة، أقامت الإمارات العديد من الحلبات الخاصة بالسباقات، منها حلبة مرسى ياس بأبو ظبي، وهي واحدة من أكثر حلبات سباقات الجائزة الكبرى تطوراً في العالم، بجانب أنها مستوحاة من تراث وقيّم الإمارات، ويمتد مسار الحلبة على مسافة 5.55 كيلو مترات، وتتسع مدرجاتها المغطاة بالكامل لـ 50 ألف مشاهد.

وفي دانة الدنيا.. أنشئت حلبة «دبي أوتودروم». وفيها مضمار بطول 5.39 كيلو مترات وهو معتمد رسمياً من قبل الاتحاد الدولي للسيارات ومخصص لسباق السيارات و«الكارتينغ» وتتّسع لكل أنواع الفعاليات المحلية والعالمية المتعلقة برياضات السيارات. ومن أهم مميزات هذه الحلبة أنها استقطبت اشهر الشخصيات الرياضية العالمية المرتبطة والمحبة لسباق السيارات، حيث سبق وزارها، كل من مايكل شوماخر، وتوم كروز، وبيتر شمايكل، ودياغو مارادونا، وغوردن رامزي، وآل موراي، وفيرناندو ألونسو، وموراي ووكر، وجنسون باتن، ونيكي لاودا، وأدريان نيووي، ونيقو روزبيرغ، ورومان غروسجين، وجاك فيلنوف، وكيمي رايكونن، وجوني هيربرت، وجان أليسي، واللبناني عبده فغالي، وفرانكي ديتوري، ورونان كيتنغ، ولاعبي المنتخب الاسترالي للكريكيت.

وفي عهد القائد المؤسس طيب الله ثراه.. تأسس عام 1999 نادي «الإمارات موتوربلكس» بإمارة أم القيوين لاحتضان سباقات السيارات والدراجات النارية بكافة أنواعها.. ومنذ ذلك العام والانجازات تتوالى على النادي الذي اشتهر بتنظيم سباقات الدراج.

وفي عهده رحمه الله.. انتعشت رياضات البحر الحديثة، فأسست حكومة دبي عام 1986 فريق النصر «مؤسسة الفيكتوري تيم» لخوض سباقات الزوارق البحرية وهي واحدة من أنجح الفرق في هذه الرياضة، لأنها مؤسسة ولدت عملاقة حيث تم تصميم وتشييد قارب خاص بها عام 1990، وبدأت تنافس في بطولات العالم للزوارق السريعة من الدرجة الأولى عام 1992.. ومنذ ذلك الحين فاز الفريق بـ 14 بطولة عالمية، ما يجعله واحداً من أنجح الفرق في سباقات الزوارق السريعة في العالم.

وفي عهد زايد الخير رحمه الله.. دخلت مؤسسة الفيكتوري تيم إلى الجانب التجاري حيث بنت عام 2002 قارباً تجاريًا للاستخدام، ليس فقط في سباق الزوارق السريعة وللمتعة، بل قوارب للسفن البحرية التجارية، لا سيما زوارق الدورية.

1986

في هذا العام .. أسست حكومة دبي فريق النصر «مؤسسة الفيكتوري تيم» لخوض سباقات الزوارق البحرية وهي واحدة من أنجح الفرق في هذه الرياضة، حيث تم تصميم وتشييد قارب خاص بها عام 1990 وتوالت الانجازات العالمية حتى الآن.

Email