زايد.. وتأسيس الاتحادات الرياضية

من قلب الصحارى، جاء.. وفي يده. حفنة من رمال الأرض.. وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً.. ويستنفر في النفوس الهمم

كي يصنع وطنا.

يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم

جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان ومازال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب..

أيقظ روابط الأرحام، وألف بين القلوب، فأقام دولة، تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر.. فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات.. المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب العديد من الأبواب.

نسرد هنا ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي، حيث كان رحمه الله رياضياً بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يتناسب مع ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

نستكمل اليوم ما بدأناه حول الاتحادات التي تأسست عقب إنشاء وزارة الشباب والرياضة في بداية السبعينات، وتأتي في مقدمتها اتحادات الألعاب الجماعية غير كرة القدم، حيث لاقت هذه الاتحادات دعماً كبيراً من الوالد المؤسس رحمه الله، وكان من نتائج اهتماماته إنشاء اتحاد الكرة الطائرة، وهي إحدى الألعاب التي أحبها ومارسها رحمه الله.

لذلك كان طبيعياً أن تكون في طليعة الاتحادات التي تأسست بعد اتحاد كرة القدم مباشرة، حيث تأسس في أكتوبر 1972، وأصبح عضواً في الاتحادات (الدولي والعربي والآسيوي) عام 1976. وكان الشيخ زايد، رحمه الله، يحرص على أن يكون هناك ملعب كرة طائرة في كل مكان يذهب إليه، بما في ذلك قصره؛ كونه يحب ممارسة اللعبة مع أصدقائه.

وتبعه اتحاد كرة اليد، وهي من الألعاب التي عرفها شباب الوطن في أواخر الستينات وأوائل السبعينات، وتم إشهار اتحادها في نوفمبر 1975، وانضم إلى عضوية الاتحاد العربي 1975، والآسيوي 1976، وللاتحاد الدولي للعبة 1978، وللجنة التنظيمية لكرة اليد بمجلس التعاون الخليجي 1979.

بعد ذلك وفي نوفمبر 1976 تأسس اتحاد كرة السلة برئاسة معالي حمودة بن علي، حيث بدأ نشاطه الرسمي في موسم 1977-1978 بمسابقات الأشبال والبراعم، وانضم عقب تأسيسه إلى الاتحادين العربي والآسيوي عام 1976، ثم الدولي 1977، وشارك في تأسيس اتحاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية للعبة 1979.

ونالت اتحادات الألعاب الفردية قسطاً كبيراً من اهتمامات القائد المؤسس رحمه الله، وشهد يوم 30 أغسطس 1974 تأسيس اتحاد الإمارات للسباحة واقتصرت أنشطته في البداية على سباحة المسافات الطويلة، ثم توسّع في أنشطته عام 1979 لتشمل جميع أنواع مسابقات السباحة وكرة الماء وتطويرها للتنافس على المستوى الوطني والدولي، بما في ذلك بطولة العالم والألعاب الأولمبية.

وفي 1992، تأسس اتحاد الفروسية برئاسة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، ويشرف الاتحاد على تنظيم جميع الأنشطة الخاصة بالفروسية في جميع أنحاء البلاد ويهدف إلى بناء قاعدة واسعة وإعداد جيل واعد من الفرسان.

وفي عام 1992 تم تأسيس اتحاد سباقات الهجن، ويهدف الاتحاد الذي يترأسه حالياً معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، إلى إعطاء رياضة سباق الهجن المزيد من التنظيم والرعاية والاهتمام امتداداً لتراثها الأصيل وانتفاعاً بفوائدها الاقتصادية والاجتماعية التي تنعكس على قطاع كبير من أبناء الدولة وغيرهم.

وتوحيد إجراءات هذه الرياضة بمختلف مناطق السباق بالدولة وممارستها وفقاً لأسس تنظيمية ملائمة تنسجم مع الأصول محلياً وخارجياً وتعكس الصورة الطيبة.

وكذلك نشر التوعية لدى الجيل الجديد والوصول بهذه الرياضة للعالمية. ولم ينس الوالد المؤسس أبناء الوطن من أصحاب الهمم، وبناءً على اهتماماته بهم، تأسس اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين عام 1996 بهدف مساعدة المعاقين على ممارسة الأنشطة الرياضية واستغلال قدراتهم ومهاراتهم، وانخراطهم في المجتمع.

وفي نفس عام 1996 تأسس اتحاد الإمارات للغولف ليشرف على بطولات اللعبة البارزة في الدولة، بما في ذلك «دبي ديزرت كلاسيك»، «ماسترز دبي للسيدات»، بطولة دبي العالمية، وبطولة أبوظبي للغولف، وضمن مهامه التي تشمل تعزيز نسبة الوعي بأهمية لعبة الغولف عموماً.

ومع مرور الأيام دخلت الملاكمة لعبة الفن النبيل إلى خريطة الرياضة الإماراتية، من خلال حرص القيادة الرشيدة على تأسيس اتحاد للعبة 2002، وقد أقبل على ممارستها العديد من الشباب في هذه الرياضة وتواجدوا بمختلف البطولات الدولية والقارية والإقليمية.

هذا جزء يسير من تأثير صانع أمجاد الرياضة الإماراتية الوالد المؤسس طيّب الله ثراه.

1972

في أكتوبر من هذا العام .. تأسس اتحاد كرة الطائرة، وكان الشيخ زايد، رحمه الله، يحرص على أن يكون هناك ملعب كرة طائرة في كل مكان يذهب إليه، بما في ذلك قصره،حيث كان يحب ممارسة هذه اللعبة مع أصدقائه.