زايد.. والمدينة المعمورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب الصحارى، جاء.. وفي يده. حفنة من رمال الأرض..وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً.. ويستنفر في النفوس الهمم

كي يصنع وطنا.

يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم

جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان ومازال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب..

أيقظ روابط الأرحام، وألف بين القلوب، فأقام دولة، تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر.. فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات.. المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب العديد من الأبواب.

وفي هذا نسرد ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي.. حيث كان رحمه الله رياضياً بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يناسب ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

اهتم - طيب الله ثراه - بالبنية الأساسية الرياضية، وأن يكون للرياضيين الإماراتيين مجمع ضخم يتفاخرون به ويحاكي المنشآت الرياضية العالمية، فأمر بتأسيس المدينة التي حملت اسمه «زايد الرياضية» على مساحة 12 مليون قدم، لتكون مركزاً مميزاً لمختلف الألعاب، وقبلة لإقامة البطولات واستضافة الفعاليات الكبرى، فشيدت فيها ملاعب كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة الطائرة الشاطئية وملاعب التنس، وصالة للبولينج وحلبة للتزلج على الجليد، ومركز للياقة البدنية.

ومن ثمار فكره ـ رحمه الله ـ أثمرت الأشهر القليلة التي أعقبت افتتاح هذه المدينة العملاقة عام 1980 العديد من المناسبات، فعجت أرجاؤها بالأنشطة، وعمرت بالحيوية من خلال البطولات والتدريبات في مختلف الألعاب، وكان اتحاد التنس من أوائل الاتحادات التي استفادت كثيراً من مجمّع التنس الدولي في هذا الصرح العملاق، ونجح في إقامة بطولة مبادلة العالمية بصفة دورية، لتصبح من أهم وأقوى بطولات العالم، لتواجد أفضل لاعبي ونجوم اللعبة في العالم، وتنافسهم على اللقب الذي يتوافق غالباً مع رأس السنة الميلادية.

وقد شيّد مجمع التنس، على أحدث طراز طبقاً لمعايير رابطة محترفي التنس.. إذ يتكون من 6 ملاعب تدريب، وملعب رئيسي يتسع لخمسة آلاف متفرّج.

وفي المدينة.. أقيم مركز خليفة الدولي للبولينج، عام 1999 بمناسبة استضافة الدولة لبطولة العالم الرابعة عشرة في البولينج، ويعد من أحدث صالات البولينج في العالم، إذ يضم 40 مساراً وهي تتضمن ألعاب الفيديو والسيارات الكهربائية ومطعماً فاخراً.

وفي إحدى مراحل البناء، شيدت صالة التزلج على الجليد في مساحة تصل إلى 6 آلاف متر، وحلبتها 800 متر، ذات مواصفات أولمبية، ومنذ تشييدها وهي تستضيف مباريات هوكي الجليد، بجانب استعراضات التزلّج الفنية.

وقد روعي فيها وسائل الراحة، وتخصيص آماكن لبيع المعدّات الرياضية، ومساحات مخصصة للفعاليات الخاصة، كما أقيمت قاعة كبرى للاجتماعات تضم 1200 مقعد ولوحة لتسجيل النقاط معلّقة في وسط الملعب، واستوديو للرقص والتدريب، وغرف خزانات كاملة، ومجلساً وغرفة طبية ومقصورة ملكية وأنظمة النداء العام والصوتيات.

وقد استضافت المدينة العديد من البطولات أبرزها، ثلاث منافسات لكأس الخليج 1982و 1994و 2007، وكأس آسيا للشباب 1985، وكأس آسيا للناشئين 1986، وكأس آسيا 1996، ونهائي كأس العالم للشباب 2003، وكأس العالم للأندية 2009 و2010، و2017، كما تستضيف أيضاً البطولة المقبلة في 2018.

وما كان ذلك سيحدث لولا الفكر المستنير لزايد الخير طيب الله ثراه الذي أقام للرياضة مدينة.. وأضحت حقاً.. المدينة المعمورة.

لا تقتصر المرافق القائمة في مدينة زايد الرياضية على الأنشطة الرياضية فحسب، بل تُعتبر المدينة في الوقت نفسه وجهة شاهدة على أهم الفعاليات الترفيهية التي استضافتها في الماضي والحاضر، والمزمع استضافتها في المستقبل. بما في ذلك المناسبات الرياضية والترفيهية العالمية، وبرامج التدريب المتطورة، وتنمية الرياضيين، ومؤتمرات الشركات، ومختلف الأنشطة الاجتماعية، وغيرها الكثير.

1980

يعد إستاد كرة القدم في المدينة من أرقى الملاعب العالمية، حيث شيد في يناير 1980، بتكلفة 550 مليون درهم حينذاك، وتتسع مدرجاته لـ 43 ألف متفرج. وقد تم تجهيز الملعب بمحطات للتصوير والنقل التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية.

 

Email