تكية الخليل.. الأقدم عطاء في فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين أكثر العادات الرمضانية شهرة وقدماً في فلسطين »تكية الخليل« المفتوحة على الدوام لإطعام الفقراء طوال العام، غير أنها تتميز في شهر رمضان بتقديم وجبات اللحوم اليومية للفقراء، وتعدّ مكانا تاريخيا مقدسا ومباركا يستقبل التبرّعات السخّية من أصحاب الخير والمواطنين في المدينة لإطعام أهلها والوافدين إليها، وقديماً قالوا »خليل الرحمن المدينة التي لا ينام فيها جائع«.

ولا يقتصر الإقبال على طعام التكية على الفقراء فقط وإنما يتوجه إليها العديد من أبناء المدينة الميسورين الحال وأهالي البلدة القديمة والزوار والسواح لطعامها المميز بمذاقه وبركاته لما تتمتع به »التكية« من مكانة تاريخية مقدسة ومباركة.

وتعدّ تبرعات المسلمين والمؤسسات العالمية المصدر الأساسي لتشغيل هذه التكيّة ورفدها بالدعم والمواد المطلوبة لتبقى مستمرة في تقديم الطعام والخدمات للسكان والزائرين وتميز الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم دعمه المستمر لهذه التكية.

مكانة مقدسة

وعن تاريخ التكية، أوضح اسماعيل أبو الحلاوة مدير أوقاف الخليل في حديثه لـ»للبيان« أن تاريخها يصل لآلاف السنين، ويرتبط بنبي الله إبراهيم الخليل الذي أسس التكية لإكرام الضيوف القادمين للبلدة.

وشهدت التكية اهتماما ملحوظا بعهد صلاح الدين الأيوبي، الذي جعلها من إحدى الوقفيات التي تدفع ريعها للمسجد الإبراهيمي، وشكلت عبر التاريخ مصدرا لإطعام الوافدين إلى الخليل، حيث رصدت في عهد الأيوبيين، العديد من الوقوف في بلاد مصر والشام وشرق الأردن وأنحاء فلسطين، وفي مدينة خليل الرحمن لهذه التكية لتبقى قائمة، وتقدم الطعام للمحتاجين والفقراء.

وأما الآن فيقول أبو الحلاوة »تشرف الآن مديرية أوقاف الخليل على عمل هذه التكية، للحفاظ على ديمومة كرم الخليل، ومواصلة حفظ التراث الخليلي القديم، والحفاظ على القداسة الدينية لهذا الموقع الملاصق للحرم الإبراهيمي في المدينة المستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي«.

خيمة رام الله

وفي باقي المحافظات فتتعدد المبادرات والنشاطات الشبابية التي تستهدف توفير الطعام للفقراء وجمع ما يلزم من أموال لدعمهم وإسنادهم في توفير ما يحتاجه الشهر الفضيل من مصاريف نتيجة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور وتفشي البطالة.

أما في مدينة رام الله فتعكف صفحة »شو ما بدك من رام الله« وبتطوع كامل من صناع الحياة- ابو ديس، على إقامة مائدة رحمن وسط مدينة رام الله طيلة شهر رمضان المبارك، حيث سيتم نصب الخيمة وسط »ميدان المنارة«، ويؤكد الناشط عبد الكريم العلمي على أن الخيمة تعد الأولى من نوعها آملاً توفير ما يزيد على 300 وجبة إفطار للفقراء يومياً.

Email