مجزرة اللد.. الصهيونية مهد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهما حاول الصهاينة أن يلمّعوا أنفسهم ويظهروا دولتهم المزعومة على أنها دولة متقدمة وحضارية فإنهم لن يزيلوا عن جباههم غبار العار الذي طالهم، ولا عن أيديهم الدماء التي أنشأوا كيانهم عليها، فالمجازر التي روعوا بها الفلسطينيين وأسسوا عليها ما يسمى بإسرائيل دليل على أنهم قاموا على جبل من الجثث التي ستبقى متعلقة في رقابهم، ولن يمحى عنهم عارها إلا بأن يعود الحق لأهله؛ فالدماء التي تشربوها ستظل لعنة تلاحقهم ووصمة عار في تاريخهم.

في الخامس من رمضان من عام 1367هـ الموافق لـ11 من يوليو 1948م، ارتكبت وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة »موشيه ديان« مجزرة في مدينة الّلد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية.

وبحسب ما أورد موقع قصة الإسلام فإن الصهاينة أطلقوا على تلك العملية اسم »داني« وقاموا بالهجوم على مدينتي اللد والرملة الواقعتين في منتصف الطريق بين يافا والقدس.

ففي 10 يوليو قصف الصهاينة المدينة من الجو، وكانت أول مدينة تهاجم على هذا النحو، وتبع القصف هجوم مباشر على وسط المدينة، تسبّب بمغادرة من كان من متطوعي جيش الإنقاذ المرابطين بالقرب من المدينة، التي تلقت الأوامر بالانسحاب من قائدها البريطاني غلوب باشا.

وفي إثر تخلِّي المتطوعين وجنود الفيلق العربي عن سكان اللد، احتمى رجال المدينة المتسلحون ببعض البنادق العتيقة بمسجد (دهمش) وسط المدينة، وبعد ساعات قليلة من القتال نفدت ذخيرتهم واضطروا إلى الاستسلام، لكن القوات الصهيونية المهاجمة أبادتهم داخل المسجد المذكور.

أورد الدكتور عبد المجيد همو في كتاب (المجازر اليهودية والإرهاب الصهيوني: 140) أن الهجوم الصهيوني بدأ على اللد والرملة يوم 9/ 7/ 1948م، وسعى الصهاينة إلى عزل المدينتين عن أي مساعدة تأتي من الشرق، فتقدم إلى شرقي اللد والرملة لواءان؛ أحدهما من الجنوب، حيث دخل قرية (عنّابه) في الساعة الواحدة صباح 10 يوليو، ثم قرية (جمزد).

وثانيهما من اتجاه تل أبيب في الشمال الغربي، وقد احتل هذا اللواء (ولهمينا) ثم مطار اللد، وباحتلاله عزلت سرية الجيش الأردني في (الرملة والعباسية واليهودية). وهكذا اكتمل تطويق المدينتين وعزلهما، ولم يستطع المناضلون في القرى المذكورة ومطار اللد الصمود طويلاً أمام هجمات الدبابات والمدفعية المنسقة.

تعرضت المدينتان أثناء ذلك لقصف جوي ثقيل وجّه إلى مركز شرطة الرملة خاصةً، وقصف مدفعي شمل الأحياء الآهلة بالسكان.

بطولات المجاهدين

استمر ضغط الصهاينة على امتداد واجهة القتال، وركزوا هجومهم على مدينة اللد أولاً، فشنوا عند الظهر هجوماً قوياً عليها من الناحية الشرقية عند قرية (دانيال)، ولكن مجاهدي المدينة استطاعوا أن يصدوا الهجوم بعد معركة دامت ساعة ونصف، خسر الصهاينة فيها 60 قتيلاً، وعاد المجاهدون وقد نَفِد عتادهم.

ثم شن الصهاينة هجوماً آخر بقوات أكبر تدعمها المدرعات، وتمكنوا في الساعة 16 تقريباً من دخول اللد واحتلالها، وهم يطلقون النار على الأهالي دون تمييز.

في الأثناء أرسلت القيادة الأردنية فئة من المدرعات للتثبت من الموقف في مدينة اللد، ولما رآها الأهالي على مشارف اللد ظنوا أنه هذه الفئة مقدمة رتل قادم لإنقاذ اللد، فتشجعوا وراحوا يهاجمون الصهاينة في كل مكان، ولا سيما من الناحية الشمالية.

حيث دخلت المدرعات الأردنية، ولكن المدرعات الأردنية انسحبت بعد وقت قصير، وقد أدى ذلك إلى تغلب القوات المعادية على المناضلين، وتمكنت من سكان اللد، فقتلت 426 مواطناً عربياً منهم 176 قتلوا في مذبحة نصبت لهم في مسجد دهمش في المدينة.

 

مجازر وحشية

 

في تقريره الذي قدمه (مولاي كوهين) عن المجازر التي وقعت في مدينة »اللد«، اعترف فيه عن وجود فظائع كئيبة، ودوَّن ذلك في كتاب البلماح صفحة 885 فقال ما يلي: »لا شك أن قضية اللد والرملة وهرب السكان والتمرد اللذيْن جاء في أعقابها، قد وصلت فيها وحشية الحرب إلى ذروتها«.

Email