زايد من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

«زايد من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد» هو أول كتاب عن الاتحاد، للكاتب والروائي راشد عبدالله النعيمي، وزير خارجية الإمارات سابقاً، الذي يسرد فيه جوانب من حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ففي مقدمة الكتاب الصادر من دار «كتّاب للنشر والتوزيع» يقول النعيمي: أتحدى من يقول إنني بالغت، لقد كتبت عن صدقي وإيماني وقناعتي؛ صدقي بكل ما يقوله الرجل، إيماني بما أنجزه الرجل، وقناعتي بمسيرة زايد الرجل. ويتابع حديثه: انتقل الشيخ زايد إلى القصر الأميري في أبوظبي، وأصبح ربَّ أسرة كبيرة هي أسرة الإمارة كلها، وكان كل اهتمامه منذ اليوم الأول الذي تولى فيه حكم البلاد هو: أبناء البلاد.

ويحدثنا الكاتب في فصل «زايد رجل بادية» عن الصحافي الأميركي الذي زار البلاد وكتب عدة مقالات عن الخليج العربي، وقال عن القائد المؤسس، رحمه الله: أؤكد أن الشيخ زايد يجمع كل صفات رجال البدو؛ من الذكاء والاستيعاب وقوة التحمل والصبر والحكمة والنظرة البعيدة وحبه للصحراء وعاداتها. كما يبين مدى ما كان يتمتع به الشيخ زايد من شمائل الكرم والتواضع، واستقباله عامة الناس في مجلسه، موضحاً أن باب حكيم العرب كان مفتوحاً لكل أحد.

أما عن منزلة أهل البادية ومكانتهم، فيضيف ذلك الصحافي الأميركي، إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يحب البدو وهم يحبونه، ويعرف تقاليدهم ويعشقها، فقد عاش، رحمه الله، مع الناس كواحد منهم، حتى إنه ليكاد يعرف كل الأفراد في كل قبيلة؛ يحب حياتهم وأشعارهم وأمسياتهم ويستعين بهم في بناء المشروعات.

وفي فصل «زايد ومعركة التخلف» يبين مؤلف الكتاب أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان يحمل شخصية المسؤول الذي يفكر في مصلحة شعبه وأمته، ففي عام 1946، حين أصبح الشيخ زايد ممثلاً للحاكم في منطقة العين، أعلن الحرب على أخطر الأمراض التي واجهت الأمم، وعلى قمة هذه الأمراض التي تصدى لها القائد صاحب الفكر المستنير، كان مرض الجهل، فقد كان الشيخ زايد يعمل على نهضة بلاده ودفعها إلى عالم النور والحضارة، مذللاً كل الصعوبات والتحديات التي واجهته في سبيل الوصول إلى التنمية الشاملة والنهضة العلمية والاقتصادية.

ويؤكد المؤلف في صفحات كتابه أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم يبخل يوماً على شعبه وأمته، بل إن أياديه البيضاء طالت كل من يحتاجها في أنحاء المعمورة، ففلسفة المال في فكره، رحمه الله، كانت تقوم على أساس أنه وسيلة للنهضة والتنمية، ومن هنا عمل على استثمار كل الإمكانات التي حباه الله إياها في نشر العلم والمعرفة، بما أسس لنهضة علمية واقتصادية أعلت من شأن الإمارات وجعلتها رقماً صعباً في جميع المحافل الدولية.

ويستشهد الكاتب على الفكر المستنير الذي تحلى به الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بما كان يردده في ذلك الوقت: «علينا أن نحافظ على ما جمعناه من مال، وأن نعتمد على سواعدنا في قتال التخلف». كما يسلط الكتاب الضوء على النهضة العمرانية التي أولاها الشيخ زايد، عنايته واهتمامه منذ وقت مبكر، حيث أقام عدة أبنية، منها: قلعة العين المربعة، والسوق الكبير في العين، وغيرها من الأبنية والمشاريع الاقتصادية التي أسهمت في تنشيط الحركة التجارية.

وفي العموم، نجد أن الكتاب يضيء على محطات بارزة ومهمة في حياة الشيخ زايد، ويبين معها تفرد مناقبه وأهمية فكره وقوة عزيمته، مشيرا إلى أن إخلاص الشيخ زايد وتفانيه كانا، بالاقتران مع جهوده الدؤوبة، من أبرز الركائز التي أسست لنهضة ورفعة وتميز دولة الإمارات العربية المتحدة.

Email