قدمها محمد الهاملي في نسختين تفصل بينهما 10سنوات

«يا شوق»..عقد قصيد لؤلؤي يوشي بديع الألحان ويعانق أوتار العود

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بحور الشعر النبطي، تعوَّد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يلتقط صدفات ثمينة، تحمل في بطونها دانات سوداء، اصطفت معاً لتشكل عقد قصيدته «يا شوق حلوين وزينات» اللؤلؤي، الذي تمدد بكل براعة على أوتار عود الفنان الإماراتي محمد الهاملي، ذاك الذي نهل من نبع زايد الخير، وتعلم منه فنون «القنص»، ليبدو أن كلمات القصيدة جاءت مفصلة على مقاس محمد الهاملي، بعد أن اكتنزت بين أبياتها مفردات ومعاني حية، صاغها، رحمه الله، ببناء شعري قوي، يعكس شغفه برحلات الصيد، ومحبته لكل من رافقوه فيها.

حكاية محمد الهاملي مع «يا شوق حلوين وزينات»، لم تبدأ العام الماضي، عندما طرحها ضمن ألبومه الثاني، بل تعود إلى الوراء عشر سنوات، حينها كان لا يزال في بداية طريقه الفني، لتشكل هذه القصيدة فتحاً أمامه، وبشرى خير، مكنته من التحليق في فضاء الموسيقى عندما وضع لها جملاً موسيقية لا تقل في رنتها عن وقع تأثيرها في النفس.

معزّة خاصة

يقول محمد الهاملي لـ «البيان»: «غنيت لوالدنا الشيخ زايد، رحمه الله، مجموعة من القصائد، ولكن «يا شوق حلوين وزينات» لها معزّة خاصة، فهي من أولى القصائد التي قمت بتلحينها، وقد لقيت آنذاك صدى واسعاً، لا سيما وأنه رافقها عرض لأرشيف يوثق رحلات الشيخ زايد، رحمه الله، خلال المقناص، بصحبة أنجاله عندما كانوا صغاراً».

لهذه القصيدة في ذاكرة محمد لحنان: الأول كان موسيقياً شاملاً كشف الستار عنه في 2008، والثاني كان على أوتار العود، وظهر على الساحة خلال العام الماضي، عندما قرر محمد الهاملي أن يعيد تلحين القصيدة، وتقديمها في ألبومه الثاني، حيث شكلت القصيدة درة الألبوم، فمن بين ثناياها تعود محمد الهاملي أن يشم رائحة العادات والتقاليد، وأن يتنفس هواء الصحراء ومناطق الصيد. وقال: «اختياري لهذه القصيدة لكونها تحمل معاني عميقة تأخذنا نحو مناطق «القنص»، وحيث واحدة من الهوايات القريبة جداً على قلبي، وأعتبر القصيدة فاتحة خير لي».

تجوال

تلحين كلمات القصيدة، لم يكن أمراً هيناً بالنسبة لمحمد الهاملي، ووفق ما يقول، فقد استغرقت منه وقتاً طويلاً، حتى تمكن من صياغة اللحن الذي يتناسب معها. وقال: «قصائد الوالد الشيخ زايد تحمل الكثير من المعاني والحكم والخبرة، وفيه دلالة على المواقف، وأشعر بأن كلماته تخرج من القلب لتسكن في قلوبنا».

القراءة في قصيدة «يا شوق حلوين وزينات»، تشبه التجوال بين البراري، حيث تعود الشيخ زايد، رحمه الله، أن يمارس هوايته في الصيد، ومن خلالها يمكنك أن تشم رائحة الرمال، وأن تلمس شهامة الرجال، لا سيما وأن هذه القصيدة جاءت رداً من الراحل الشيخ زايد، على قصيدة أخرى نظمها الشاعر محمد بن سلطان الدرمكي، مبيناً فيها شغفه برحلات القنص، وهوايته في اقتناء الصقور المدربة، التي تعرف دروبها جيداً.

Email