قدمها السعودي حسين آل لبيد على صوت الدف

«إن هويتونا هويناكم» شلة تراثيــة انطلقت من أبوظبي إلى نجران

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أبوظبي إلى نجران في السعودية، مسافة ليست هينة، فهي تتجاوز حاجز الألف كيلومتر، بأكثر من 300 كيلومتر، ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة لكلمات قصيدة «إن هويتونا» للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي ما إن خطها، حتى رفرفت في فضاء الخليج العربي وانتشرت بشكل لافت، ليفوح عبقها إبداعاً شعرياً نبطياً متميزاً احتفى به الجميع.

ومن بين ذلك تلقف الفنان السعودي حسين آل لبيد، لكلمات هذه الرائعة، إذ مدد كلماتها على وقع فلكلور نجران الشعبي، محولاً إياها إلى شلة تراثية، أبدع في تقديمها غناءً ولحناً.

وفِي الحشا وَالقَلْبُ سكناكُمْ

امشَيدَاتٍ اقصور وحصونا

نور يضيء من محياكم

مثل نور السَّطْحِ فِي الكونا

بكلماته هذه، يحول الشيخ زايد، رحمه الله، القلب إلى سكن محصن بالحب، يضيء دروب كل من قصدوه، وهو الذي عرف بالعطاء والكرم، ولم يعرف يوماً اليأس، ولم ينسَ أحداً من الناس، فوصلت يداه البعيد والقريب، وعمرت خيراً في أرجاء الدولة والعالم، وزرعتها بساتين حب وأمل، وهو الذي بدأ قصيدته بـ:

ان هويتونا هويناكم

وبنتصبر لو جفيتونا

مَا عرفْنا إلْيَاس ويَّاكُمْ

وين مَا تسيرُونَ تلقونَا.

المستمع لشلة «إن هويتونا هويناكم» لن تكفيه مرة واحدة، ليستمتع بالألحان التي صاغها الفنان حسين آل لبيد بنفسه، وهيمنت عليها ضربات الدف والمؤثرات البشرية، المترافقة مع ألحان أخرى مستوحاة من طبيعة الفلكلور الشعبي المتأصل في البيئة النجرانية بالسعودية.

في حين اختار الفنان حسين آل لبيد لها الشلة التراثية، فناً جميلاً، وهو المنتشر هناك، ويعد أحد أعمدة التراث في نجران، وبحسب الوثائق، فهو أحد أنواع الحداء، حيث يتم التغني فيه بالشعر، وللشلة هناك أنواع كثيرة منها القزوعي والزامل والمشرقي والصيعرية.

لعل ميزة قصيدة «إن هويتونا هويناكم» تكمن في قدرة كلماتها على التوافق مع أية جملة موسيقية تصاغ لها، فقبل أن يقدمها حسين آل لبيد بطريقة الشلة، أبدع الفنان الإماراتي علي بن روغة، قديماً في أدائها، حيث زاوج بين كلماتها وأوتار عوده، فكانت تحفة موسيقية.

لا تزال حية في الذاكرة الإنسانية الإماراتية، في حين أن الفنان حسين آل لبيد، استطاع تطويع الكلمات لتتناسب مع طبيعة إيقاع الشلة التراثية، التي تقترب في شكلها العام وألحانها من الغناء، حيث يفضل البعض ترديد الشلة من دون استخدام المعازف، علماً بأن الفنان حسين آل لبيد المعروف بإجادته لفن الشلات، حيث غنى قصائد كثيرة، فضل في «إن هويتونا هويناكم» أن يبدأ بها باستخدام الموال، الذي جاء مقدمة تبرز جمالية القصيدة، وما تتضمنه من أبيات لها موسيقى خاصة.

Email