«زايد والبيئة».. جهود ونجاحات

يرصد كتاب «زايد والبيئة» جهود المغفور له الشيخ زايد من سلطان آل نهيان، الرامية إلى صون وحماية بيئة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالجة أية مشكلات أو أخطار تحيق بها، عارضاً طبيعة مبادرات ومشروعات وتوجيهات الشيخ زايد في المحافظة عليها والاهتمام بها، وتركيزه على زيادة المحميات الطبيعية.

وجاء الكتاب حصيلة جهد مشترك بين الأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة، وإدارة الأنشطة والرعاية الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم.

يضم الكتاب بين دفتيه 5 بحوث للطلبة الباحثين والباحثات ممن فازوا بمسابقة الرحلات العلمية المدرسية للعام الدراسي 2004-2005م. وخصص الكتاب فصلاً لكل بحث فائز، وقد استعرض البحث الأول من ثانوية ليوا للبنات بالمنطقة الغربية، القوانين الخاصة بالبيئة، ومدى تفاعل الهيئات والمحميات البيئية مع هذا المجال، لتنتهي الدراسة بمجموعة توصيات، كالعمل على رفع الوعي البيئي لدى الأسرة الإماراتية، ومنع رمي النفايات والمخلفات، ودعم الجمعيات والهيئات الأهلية بمجالات البيئة.

أما البحث الثاني المقدم، من ثانوية طلحة بن عبيدالله من المنطقة الغربية، فإنه يستهدف دراسة الوضع البيئي في الإمارات والاستراتيجيات المعالجة له، ودور الشيخ زايد، رحمه الله، ومآثره في حماية البيئة والحفاظ عليها، ودراسة الواقع التعليمي وارتباطه بالبيئة، من خلال عدة نقاط؛ وهي: إستراتيجيات البيئة في الإمارات الخاصة بقضايا التلوث وموارد المياه، والبيئة البحرية، والبيئة الحضرية، والتعاون مع الهيئات المحلية والإقليمية، والاتفاقيات الإقليمية والدولية حول البيئة، والرؤية المستقبلية لحماية البيئة بالدولة. والعمل البيئي في ظل الاتحاد، وجهود الشيخ زايد في التنمية المستدامة في الدولة. وخرج البحث بأن مسؤولية حماية البيئة ملقاة على عواتقنا كلنا، وعلينا تقع مسؤولية العمل على وقف التدهور البيئي، وأن الممارسات السلبية تجاه البيئة ستكون كبيرة وخطيرة إن لم يتم تداركها. واختتم البحث بمجموعة من التوصيات منها ضرورة إكمال مسيرة الشيخ زايد بالعمل البيئي.

وتناول البحث الثالث، من ثانوية عجمان للبنات، الإستراتيجيات الوطنية والعمل البيئي في الإمارات، والجهود المبذولة من الشيخ زايد في مجال حماية البيئة. ليصل البحث إلى نتائج هامة؛ منها أن المشاركة الفعالة للإمارات في الجهود الدولية للحفاظ على البيئة أدت لوضع الإستراتيجية الوطنية البيئية. واقترح البحث ضرورة توعية النشء بمسؤولية المحافظة على البيئة، وإيقاف كل أنواع الاعتداء على البيئة، وسن القوانين والتشريعات لهذا الغرض.

وفي البحث الرابع، المقدم من ثانوية «قطر الندى» للبنات بالمنطقة الغربية، تم تسليط الضوء على مفهوم البيئة، وأهميتها، ووسائل الحفاظ عليها، ودور الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في الرقي ببيئة الإمارات. وكان أول أهداف هذا البحث تعريف الطلاب بإنجازات الشيخ زايد في البيئة، وبالهيئات والمنظمات الوطنية والدولية المعنية بالبيئة. كما دعا البحث إلى إقامة متحف باسم «زايد والبيئة»، يشمل جميع الجوائز والشهادات التي قدمت للشيخ زايد، والإنجازات المختلفة بمجال البيئة.

واستهدف البحث الخامس من ثانوية «الجبر التعليمية» بمنطقة رأس الخيمة معرفة النواحي البيئية بالإمارات، ومعالجة القضايا المتعلقة بها قبل الاتحاد وبعده، ومتابعة مسيرتها، وجهود الشيخ زايد بوضع اللبنة الأولى للاستراتيجية الوطنية في حماية البيئة. كما تناول البحث الخطط البيئية في الدولة باتباع التسلسل التاريخي، واختتم بعدد من التوصيات.

فالكتاب يسلط الضوء على الجهود الاستثنائية التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الاهتمام بالبيئة، حيث أدرك برؤيته الاستراتيجية أهمية الحفاظ على بيئة الإمارات؛ فإذا بالصحراء ظلال وارفة بملايين الأشجار، والأفلاج تجري بالماء؛ تروي عروق الأرض وتكسوها بالخضرة، والمحميات الطبيعية تحمي الحيوانات النادرة من الانقراض.