«زايد والتراث» جذور وأصالة ووفاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يناقش كتاب «زايد والتراث» الصلة المتبادلة بين التراث والقيادة السياسية، ويركز على أمرين: الأول الجذور الحضارية التي شكلت شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي أثرت في تكوين فكره السياسي ونهجه في الحكم، والثاني ما قدمه من خلال الدور الذي قام به، والدعم الشخصي والرسمي للتراث ومدى انعكاس ذلك على مؤسسات الدولة ومواطنيها.


في الكتاب الصادر عن الأرشيف الوطني، استقى مؤلفه الأستاذ الدكتور سيد حامد حريز مادته العلمية من عدة مصادر، منها دراسات باللغتين العربية والإنجليزية تعتمد على مقابلات مطولة مع الشيخ زايد، وبعض المعلومات المتاحة في الأرشيفات الوطنية، والرصد الدقيق لما صدر عن الشيخ زايد في وسائل الإعلام المختلفة.


ويبدأ الفصل الأول بتعريف التراث ومفهومه في الدولة، ونظرة مجتمع الإمارات إلى تراثه، كما يقدّم رؤية معينة للتعامل مع التراث والنظر إليه، ويشير المؤلف إلى أن نظرة الفئات الاجتماعية في الإمارات اتسمت بالاحترام والتقدير.

ويذكر أن الاهتمام بالتراث شأن مجتمعي، فيه تنسجم نظرة المثقفين الإماراتيين مع النخبة السياسية والقيادة الحاكمة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة.


ويركز الفصل الثاني من الكتاب على الصلة بين التراث والقيادة السياسية بدءاً بتوجيه عناصر التراث لخدمة القضايا السياسية، ويبين أن القادة السياسيين والاجتماعيين على النطاقين الشعبي والرسمي حرصوا على صون وحفظ عناصر التراث.

وتناول المؤلف إسهامات المغفور له الشيخ زايد ودوره مع القيادات السياسية في رعاية التراث محلياً وإقليمياً ودولياً. وذكر أن الدور الرائد للقيادة في الدولة ضمن هذا المجال، حظي باهتمام المنظمات الدولية الراعية للتراث على مستوى العالم.


يتناول الفصل الثالث من الكتاب الخلفيات التاريخية والجذور التراثية لدولة الإمارات، ويبين المؤلف أن التراث قد أسهم في تشكيل شخصية الشيخ زايد، وأسهم في توطيد صلته بالبيئة الطبيعية والثقافية، وأثر في نهجه في الحكم وفكره الاجتماعي والإنساني ونظرته الحكيمة إلى بيئته وشعبه.

وتناول في الفصل الرابع تاريخ قبيلة بني ياس وتاريخ آل نهيان، وذلك عبر التركيز على دورهم السياسي والاجتماعي في منطقة الخليج العربي عامة، وفي مجتمع الإمارات خاصة، وذلك لأن الحديث عن القبيلة والأسرة يمهد لتناول سيرة الشيخ زايد، ولأنهما يمثلان جذراً مهماً من الجذور الحضارية التي أدت إلى تلك الإنجازات.
ويذكر المؤلف أن الشيخ زايد هو الحاكم الـ14 في سلسلة حكام آل نهيان، ما يؤكد طول ومتانة هذه السلسلة وعمقها التاريخي، الذي امتد أكثر من ثلاثة قرون، كما يبين أبرز الإنجازات التي تحققت في عهد الشيخ زايد منذ توليه مقاليد الحكم، ومن بينها تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة.


وقد ركز المؤلف في الفصل الخامس على سيرة الشيخ زايد بدءاً من ميلاده وفترة طفولته وصباه، وأثر التنشئة الاجتماعية والسياسية في حياته ومستقبله السياسي، وأهمية التعليم التقليدي في بناء شخصيته، وأورد الكثير مما ذكره رحالة وعسكريون ارتبطوا بعلاقة بالشيخ زايد خلال وجود البريطانيين في المنطقة.

إذ ذكر «موريس» أن الشيخ زايد قائد يلتزم بالقيم الأخلاقية، وأوضح «هندرسون» أن نظرته تنم عن ذكاء حاد وروح مرحة، وأنه رجل عالي الهمة نشيط وذو عزم وتصميم.

وفي الفصل السادس تناول الكتاب الصلة الوثيقة بين الشيخ زايد والتراث، والقدرات الإبداعية للشيخ زايد في مجال الشعر النبطي ومعارفه الشعبية ومهاراته المكتسبة بالتداول والمعايشة والممارسة، وكيف استطاع إيجاد جسر بين المجتمع التقليدي والمجتمع الحديث المتغير.   
 

Email