قمة التسامح في الألعاب الحكومية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فطرة البشر.. أشياء

لا تخضع للغة، ولا تعرف اللهجات

فلا وطن للضحك ولا أبجديات للبكاء

هكذا هي.. سمة التسامح

لا مكان لها ولا زمان..

لأنها باختصار..

تخرج من ثنايا مشاعر الإنسان.

ولأن الرياضة تمثل إحدى صور

التسامح، فلا ريب أن تزول معها

الخصومة، وتنزوي بها الخلافات،

فتصفو القلوب وتتلاشى العيوب.

وعند ذكر التسامح الرياضي

تأتي الإمارات كنموذج واقعي

لتجسيد هذه السمة الحسناء

كأسلوب حياة..

في هذه السطور نرصد بعضاً من تلك الصور المضيئة:

ضربت الإمارات مثلاً مبهراً في التسامح والتآخي على المستوى الرياضي والاجتماعي، خلال بطولة المؤسسات الحكومية، التي أقيمت في أبريل الماضي، حيث عمرت منافساتها بالعديد من المشاركين والمشاركات، يمثلون مختلف الجنسيات والأعراق والمعتقدات، تعايشوا جميعاً في أجواء اتسمت بروح الود، سواء في ميادين البطولة أو خارجها.

المنافسات المبتكرة والجديدة، التي شهدتها النسخة الثانية من هذه البطولة، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس دبي الرياضي، كانت وسيلة لإسعاد المتنافسين والمتابعين، لاسيما أن سموه شارك فيها كمتسابق عندما قاد فريق f3 للرجال وحقق معه الفوز بالمركز الأول، في تجسيد واضح للتآخي على أرض الواقع، إذ كان لسموه دور فعال في تفوق فريقه والفوز بالمركز الأول، من خلال أداء تميز باللياقة البدنية والجاهزية الذهنية لمختلف التحديات التي تم التنافس عليها.

ونظراً للنجاح الكبير الذي حققته الألعاب الحكومية في نسختها الثانية، وإبداء فرق الحكومات العالمية المشاركة رغبتها في الحضور خلال النسخ المقبلة.. وجه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي بإطلاق «تحدي المدن» في النسخة القادمة، معلناً عن ترحيب دبي بالمدن العالمية والصديقة من جميع أنحاء العالم، ومن ثم نشر رسالة وأهداف الألعاب الحكومية المتمثلة في العمل الجماعي وروح الفريق الواحد، انطلاقاً من دانة الدنيا التي تعكس مفهوماً متكاملاً من الوحدة والتسامح وتقبل الآخر والريادة على صعيد المبادرات العالمية الفريدة.

لذلك، من المنتظر أن تكون بطولة الألعاب الحكومية 2020 بحلة جديدة عبر إضافة تحد جديد إلى فعالياتها، سيمثل حتماً مفاجأة جديدة، تتنافس خلاله المدن للفوز بلقب بطل الألعاب الحكومية العالمية، إلى جانب اللقب الذي تتنافس فيه الجهات الحكومية المحلية والاتحادية.

وقد اتسمت المنافسات التي استمرت 4 أيام خلال شهر أبريل الماضي، بالأجواء المبهجة والتآخي والتسامح، وأكدت السبق والتألق للإمارات في فن الابتكارات، حيث استمتع الجميع سواء المشاركين أو المشجعين بالمنافسات في التحديات الـ10، وتميزت بوفرة التشويق والتحدي، كونها مجموعة مبتكرة من المصاعب البدنية والذهنية.

التحديات العشرة

تمثلت هذه التحديات الجديدة والمثيرة التي أقيمت ضمن الألعاب الحكومية خلال شهر أبريل الماضي، في منافسة «أكوافوبيا» وهي عبارة عن مسابقات لقياس كفاءة وقوة التركيز، حيث تعين على الفرق المشاركة مواجهة أكثر السيناريوهات تعقيداً للوصول إلى خط النهاية.. وتمثل التحدي الثاني في «الحلقة الأضعف» وتطلب تحقيق التوازن لتعزيز القوة لكل فريق من الفرق المشاركة، كما تدخل في هذا التحدي بعض الألغاز الحسابية المعقدة، وشهد الثالث المسمى بـ«الانهيار» تجسيداً فعلياً للصعوبة، حيث استوجب على الفرق المشاركة القفز والتأرجح واجتياز الحواجز دون أن تتبلل أقدامهم، مما حتم عليهم استجماع قوتهم للوصول إلى خط النهاية، وبالطبع شكلت السرعة مصدراً من مصادر الفوز لاجتياز هذا التحدي الذي أقيم حينذاك في ظل حماس كبير للمشجعين.

وجاء التحدي الرابع «السلم البشري» ليمثل علامة فارقة في سلسلة التحديات، وهو من المسابقات التي اتسمت بالصعوبة سواء في نسخة هذا العام، أو العام الماضي، فيما تطلب التحدي الخامس «المصيدة» التمتع بمهارات بدنية وذهنية متقدمة، والقدرة على التسلّق، ومواجهة بعض العقبات والألغاز أثناء ذلك.

واتسم التحدي السادس «هادم القوة»، بالصعوبة البالغة، حيث تطلب ثبات اللاعبين خلال التحرك فوق الجدار، والقفز من منصة لأخرى دون أي تردد أو ارتباك، مما تطلب التحلّي بقدرٍ كبيرٍ من التوازن والتركيز وعدم الشعور بالخوف من المرتفعات.

وفي التحدي السابع «المخرطة»، كانت المنافسة ممتعة إذ ارتبطت بالجانب الذهني والمعلوماتي من خلال مهارات الفرق المشاركة في حل الألغاز، والتسلق والاندفاع نحو المياه والمحافظة على توازن مثالي والتحكم الكامل.

وفي الثامن المسمى بـ«الزهايمر» كان مصدراً لمحاكاة صعوبات العمل اليومي بالنسبة لممثلي الهيئات الحكومية، وقد اعتمد المتسابقون فيه على قوة ذاكرتهم لاجتياز الاختبار ومساعدة فرقهم على الفوز.

وفي التاسع «قاطع الأنفاس»، تعين على المتنافسين التحلي بالشجاعة لكي يتمكنوا من فك القيود والنجاة من الغرق والعودة بعدها إلى سطح الماء من خلال تعاون جماعي لأعضاء الفريق، وقد شهد هذا التحدي تشجيعاً منقطع النظير من المشجعين والمتابعين. وعقب آخر التحديات، المسمى بـ«البارجة» وتمثل في اجتياز الفرق لعدة مراحل تجمع بين القدرات الذهنية والجسدية وقوة التحمل في آن واحد، مع ضرورة العمل بروح الفريق الواحد.. وقد نجح فريق f3 بقيادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس دبي الرياضي، في الفوز بالمركز الأول في مسابقات الرجال، كما حصل فريق f3 للسيدات أيضاً على المركز الأول في المسابقات الخاصة بهن.

إنها الإمارات التي فتحت أبوابها أمام الجميع في كل المجالات، بما فيها الرياضة.

Email