الإمارات وماراثونات التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فطرة البشر.. أشياء

لا تخضع للغة، ولا تعرف اللهجات

فلا وطن للضحك ولا أبجديات للبكاء

هكذا هي.. سمة التسامح

لا مكان لها ولا زمان..

لأنها باختصار..

تخرج من ثنايا مشاعر الإنسان.

ولأن الرياضة تمثل إحدى صور

التسامح، فلا ريب أن تزول معها

الخصومة، وتنزوي بها الخلافات،

فتصفو القلوب وتتلاشى العيوب.

وعند ذكر التسامح الرياضي

تأتي الإمارات كنموذج واقعي

لتجسيد هذه السمة الحسناء

كأسلوب حياة..

في هذه السطور نرصد بعضاً من تلك الصور المضيئة:

في تسامح يُضرب به الأمثال.. مدت الإمارات أياديها البيضاء نحو أعمال الخير، ودعم المشاريع الخيرية في العديد من دول العالم، عبر تنظيم وإقامة فعاليات رياضية عالمية، يشارك فيها أعداد كبيرة من مختلف الجنسيات والأعراق، والمراحل السنية ومن بين مساهماتها إقامة ماراثون زايد الخيري الذي يقام بشكل سنوي، منذ عام 2005 في الولايات المتحدة الأمريكية، وشهد في آخر فعالياته حضوراً كبيراً من المشاركين والمتابعين، عجت بهم حديقة سنترال بارك في نيويورك، وكان اللافت للنظر أن المشاركين كانوا من مختلف الجنسيات ودول العالم، تسابقوا في تسامح وإخاء، في سباق خصص ريعه لصالح مؤسسة «هيلثي كيدني» لعلاج أمراض الكلى.

ويأتي الدعم اللا محدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهذا الماراثون منذ انطلاقه، ليؤكد إلى أي مدى ترعى الإمارات وقياداتها الأعمال الخيرية والإنسانية ومد جسور التسامح عبر العالم، وهو المنهج الذي أرساه الشيخ زايد، طيب الله ثراه، منذ تأسيس دولة الإمارات، الأمر الذي جعل حبه معقوداً في القلوب حتى وقتنا هذا، مما يؤكد أن من غرس التسامح والإخاء والخيرية، لابد أن يبقى بسيرته العطرة في ذاكرة البشرية، لذلك لم يكن غريباً، أن يعبر أحد الفنانين المشاركين في فعاليات ماراثون نيويورك، عن هذا الحب للإمارات وقيادتها الرشيدة، من خلال رسم لوحة جدارية على الزجاج للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودون عليها مقولته الخالدة: «ثروتي... سعادة شعبي».

ولعل هذا الماراثون الذي أقيم في ابريل الماضي، بحديقة «سنترال بارك» وتحول عبر 15 عاماً من مجرد سباق عادي إلى تجمع رياضي عالمي، بعد أن وصل أعداد المشاركين فيه أكثر من 60 ألف مشارك، بينهم نجوم الركض العالميين في المسافات الطويلة، الأمر الذي يؤكد أن الماراثون بات من السباقات العالمية التي تجذب أشهر العدائين من مختلف دول العالم، من دون تمييز بينهم في اللون أو الجنس، أو العقيدة، وهو أسمى أنواع التسامح الإنساني.

ورغم الحالة الرياضية التي يكتسي بها هذا السباق الذي تقيمه الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً، ويتسم بكل معاني التسامح، إلا أنه لا يخلو مطلقاً من الجانب الثقافي والفني، وهو ما سبق وعبر عنه المطرب العالمي الشهير فلورايدا، الذي قال إن الماراثون الإماراتي في نيويورك، يمثل حالة فنية ووجدانية، يتجسد فيه ارتباط المنظمين بقائدهم الروحي والأهداف النبيلة التي أرساها في وجدانهم والتي بسببها يقام هذا السباق سنوياً.

مشاركة المشاهير

المطرب الشهير فلورايدا، أكد على ضرورة وأهمية مشاركة المشاهير من نجوم الفن والرياضة، في مثل هذه السباقات، لترويج الأهداف التي تقام من أجلها، وقال إن المشاهير قدوة، وعليهم أن يدافعوا عن القيم والصفات النبيلة.

وذكر أنه سبق وزار الإمارات، ويعلم أنها بلد معطاء، بدليل هذه المبادرات الإنسانية النبيلة التي تتجدد كل عام، وتتضمن العديد من أوجه العطاء لتخفيف معاناة البشر بمختلف الأماكن في العالم.

ومن نتائج هذا الماراثون التسامحية، أنه أصبح في مقدمة الأحداث المُدرجة على خريطة مدينة نيويورك، واستحق أن يكون بمثابة مناسبة خاصة كل عام، لذلك يهتم عمدة المدينة ورئيس البلدية هناك بكل الجوانب التنظيمية متعاونين في هذا مع الجانب الإماراتي المشرف على السباق.

يضاف إلى ذلك أن قيمة التبرعات الخاصة بالماراثون منذ الانطلاقة الأولى قبل 15 عاماً بلغت ما يزيد على 165 مليون دولار وهو رقم كبير في الأعمال الخيرية، ويؤكد على تحقيق الأهداف المرجوة منه، وهو ما أشار إليه من قبل كيفين لونجينو الرئيس التنفيذي لمؤسسة كيندي فاونديشن لعلاج أمراض الكلى، بقوله إن الدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات في السنوات الماضية، بتوفير أوجه الدعم لمواجهة المرض، وقدرتها على إحداث نقلة نوعية ممثلة في الماراثون الخيري في نيويورك، الذي نجح في غضون سنوات قليلة في أن يكون أحد أهم أوجه الخير على مستوى العالم، وساهم في التعريف بكيفية مواجهة الفشل الكلوي، بجانب ما قدمه هذا الماراثون من خدمة إعلامية مميزة لمدينة نيويورك ولولا دعم الإمارات لما وصلت تلك الحالة إلى خارج الولايات المتحدة.

يوم الإمارات

ومن صور التسامح الرياضي للإمارات.. مصاحبة هذا الماراثون لـ«يوم الإمارات»، حيث تقام خيمة تراثية إماراتية للتعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية الرصينة ومن بينها التسامح السائد بين ربوعها وشعبها المعطاء، وفيها يتم تقديم القهوة والتمور والحناء العربية وعروض للخط العربي، وأفلام تسجيلية للثقافة والفن والأزياء والصناعات في الإمارات، إضافة إلى قيام بعض طلبة الإمارات الدارسين في أمريكا بارتداء الزي الوطني والتقاط الصور مع الزوار. بجانب هذه الخيمة التراثية تقام خيمة أخرى مخصصة للأطفال، تقدم فيها خدمة الرسم على وجوه الأطفال، وكل ما يهم الطفولة.

إنها روح التسامح والتآخي حينما تتجلى في رياضة الإمارات.. وغداً نستكمل اللقطات والحكايات.

Email